يشتكي مربو الماشية بمختلف مناطق ولاية غليزان من غلاء أسعار الأعلاف بالأسواق و نقص الأمطار الأمر الذي بات يهدد الثروة الحيوانية و ما ضاعف من المشاكل و الصعوبات التي أضحت تعترض المربين و المنتجين ، جائحة كورونا التي أدت إلى تراجع نشاط و إنتاج هذا القطاع الحيوي بسبب ما فرضته إجراءات حظر نقل و بيع و غلق أسواق الماشية طيلة قرابة العام . فإلى جانب غلاء أسعار الأعلاف التي تحول دون قدرة المزارعين على اقتنائها ، فقد ساهمت آثار شح الأمطار في السنوات الماضية في تقليص المساحات الرعوية و عدم اهتمام المزارعين بتربية الماشية خوفا من زيادة خسائرهم على غرار مربي الدواجن الذي يشتكون بدورهم من تكاليف الإنتاج كلها عوامل زادت من تراجع الثروة الحيوانية حسب عدد من مهنيي القطاع . و كان المربون للثروة الحيوانية قد أبدوا مخاوفهم من استمرار أزمة وباء كورونا و ارتفاع أسعار الأعلاف سواء الخاصة بالماشية أو الدواجن في ظل الصعوبات التي يواجهونها في تسويق قطعان ماشيتهم و كذا الدواجن و منتجاتها ، و طالبوا بضرورة دعم صغار المربين و ضبط أسعار الأعلاف لتخفيف الأعباء عن مربي الماشية و الدواجن و ضمان استمرار عملهم للمحافظة على الثروة الحيوانية مثلما يتم دعم مربي البقر الحلوب بمادة العلف (النخالة) يضيف هؤلاء و التي حدد سعر القنطار الواحد ب 1500 دج إذ تقدم المطاحن البالغ عددها 13 ، حصة تقدر ب 4 كلغ للرأس الواحد يوميا، غلق الأسواق بسبب كورونا زاد المشكل حدّة و في هذا الصدد أضاف عدد من مربي الأغنام و الأبقار بمناطق متفرقة أن تكاليف الأعلاف بشتى أنواعها الباهظة قد أثقلت كاهلهم و انعكست سلبا على حياة العديد منهم ممن تعتبر مهنة تربية المواشي مصدر رزقهم الوحيد يقول أحد الموالين بدوار أولاد أحمد ببلدية سيدي خطاب أنه تكبد خسائر كبيرة نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف و غياب الدعم من جهة و تضرره بفعل تواصل الغلق التحفظي للأسواق بسبب تداعيات كورونا من جهة أخرى ، حيث دفعته هذه الظروف إلى بيع رؤوس ماشيته لعدم تحمله نفقات إضافية و خصوصا مع تراجع مساحات الرعي ، فيما لفت هذا الموال إلى أن سعر القنطار الواحد من النخالة وصل إلى 4000 دج ، و أما نخالة الذرة فقد بلغ سعرها 4600 دج للقنطار كما أن حزمة من الخرطال بلغت 1000 دج و كذلك حزمة من التبن ب 700 دج مطالبا بدعم مربي المواشي و الأبقار بالأعلاف و الاهتمام بهذا النشاط . و من جانبه رئيس جمعية الحبوب و البقوليات بلقاسم سعدي أكد أن مساحات الأراضي الزراعية و تلك المخصصة للرعي تقلصت على الصعيد الولائي بعد أن تأثرت بسبب عدة عوامل طبيعية من أبرزها قلة الأمطار بالإضافة لعوامل أخرى كغلاء الأسعار الأمر الذي جعل تربية المواشي و الأبقار و الدواجن عبئا على أصحابها ، بحيث اضطر الكثير منهم إلى تقليص نشاطهم في المجال داعيا في ذات السياق إلى ضرورة تكثيف عمليات السقي مما يساعد على زيادة إنتاج الأعلاف و بالتالي تقليل تكاليفها في حال استمرار شح الأمطار و تأخرها هذا الموسم ، مشيرا إلى أنه و على الرغم من تسجيل نسبة هطول معتبرة خلال الفترة الماضية إلا أن أمطار مارس و أفريل تبقى مهمة في النشاط الرعوي و الزراعي إلى جانب توفير الكلأ للقطعان و تجنب الخسائر المحتملة هذه السنة .