دق الكثير من مربي المواشي ناقوس الخطر، بعد الارتفاع القياسي غير المسبوق في أسعار الأعلاف هذه الأيام، مما سيزيد، حسبهم، من نفقات تغذية المواشي، التي تُعد بآلاف رؤوس الأغنام والأبقار والماعز وحتى الدواجن، وهو ما ترتب عليه ارتفاع في تكلفة إنتاج مختلف العناصر الغذائية ذات الأصل الحيواني، على غرار اللحوم والحليب والبيض، فضلا عن خطر النزوح الريفي والفلاحي. وذكر مربو المواشي في تصريحات متطابقة دزاير توب، أن ارتفاع أسعار الأعلاف، خاصة "النخالة"، التي تُنتجها مطاحن الدقيق والسميد، تكون في فصل الصيف والخريف، مقبولة نسبيا، حيث لا يتعدى ثمن القنطار الواحد 180 ألف سنتيم، وهو السعر الذي كانوا يشترون به هذا النوع من الأعلاف قبل أسابيع، غير أن السعر قفز خلال هذه الأيام ليصبح ب 260 ألف سنتيم للقنطار واكثر ، أي بزيادة قاربت ال50 بالمئة من السعر المُعتاد. وأكد عدد آخر من مربي المواشي، بأن ارتفاع سعر هذه المادة، كما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، لا يكون إلا في فصل الشتاء، عندما تكون ظروف تخزينها مواتية ومُتاحة للتجار والمُضاربين، ومن جهة أخرى عندما تصعب عملية الرعي، بسبب الظروف المناخية، من تساقط للأمطار وبرودة للطقس، ما يضطرهم للجوء لتغذية مواشيهم بالأعلاف، غير أن الحال تتغير مع حلول فصل الصيف، وارتفاع درجة الحرارة، التي تتلف الأعلاف المُخزنة، بالإضافة لإمكانية الرعي، وهو ما يؤدي لخفض أسعار الأعلاف في العادة، على عكس هذه الأيام. وأبدى المربون تخوفهم من تضاعف أسعار الأعلاف عند حلول فصل الشتاء من هذا العام، إذا كانت الأعلاف اليوم تصل إلى مستويات قياسية، وهو ما سيؤثر، حسبهم، على شعبة تربية الحيوانات والإنتاج الحيواني، مؤكدين على أن الوضع إذا لم يتم تداركه في الوقت المناسب، فإن الثروة الحيوانية ستصبح مهددة، فيما سيتم رهن الإنتاج الحيواني من جهة أخرى خاصة ونحن في جائحة كورونا والظروف التي تعيشها الجزائر للإشارة، فقد بلغ ثمن مادة الذُرى "المسطورة" ثمنها 310 آلاف سنتيم للقنطار، فيما بلغ ثمن القنطار الواحد من الشعير 350 ألف سنتيم، في حين أنه لم يتعد ثمنه قبل أيام 250 ألف سنتيم، وبقى أغلب الموالين يتساءلون عن سبب هذا الارتفاع غير المسبوق في ثمن الأعلاف، لاسيما في هذه الفترة، التي كان من المفروض أن أسعار الأعلاف تكون رخيصة.كما ارجع الكثير العارفين بخبايا القطاع أن هذه الأسباب ترجع لشح الأمطار وموجة الجفاف التي تعرفها المنطقة.