اعتبر رئيس الهيئة المكلفة بتسيير شؤون حزب طلائع الحريات, رضا بن ونان, الخميس بالجزائر العاصمة, أن تشريعيات 12 جوان المقبل ستكون "حجر الزاوية" لسيادة القانون والحكم الديمقراطي في البلاد, "إذا توفرت شروط سيرها بشكل نظامي", داعيا المواطنين الى التوجه بقوة الى صناديق الاقتراع لكونها "الوسيلة الوحيدة للدفاع عن مصالحه". وفي ندوة صحفية خصصت لتقديم الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي لحزبه, صرح السيد بن ونان أن قيادة طلائع الحريات اتخذت قرارا "مسؤولا" بالمشاركة في التشريعيات المقبلة عن قناعة بأن "الممارسات غير الدستورية للنظام القديم قد ولت" وأن التشريعيات المقبلة "يمكن أن تشكل حجر الزاوية لسيادة القانون والحكم الديموقراطي, إذا ما توفرت شروط سيرها بشكل نظامي". وفي ذات السياق, أكد أن "الجزائر الجديدة الديمقراطية الشعبية والسلمية, لا يمكن أن تكون دون مجلس وطني ذو مكونات, وتعددية, وسير شفاف يكون الاساس لإرساء نموذج جزائري سياسي واقتصادي واجتماعي في مرحلة لاحقة". ودعا السيد بن ونان, في هذا الاطار, المواطنين الى عدم العزوف عن التصويت لكونه "الوسيلة الوحيدة لتحقيق دعائم دولة مصدر سلطتها الشعب". ولتجسيد طموحات الشعب وتكريس سلطته, يرى حزب طلائع الحريات أنه من الضروري "مراجعة اليات عمل المجلس الشعبي الوطني لضمان السيطرة الشعبية على النشاط الحكومي, كتحقيق لاستقلال السلطة التشريعية وادائه لدور الرقابة". ونجد من ضمن التدابير التي يقترحها الحزب في برنامجه الانتخابي, مراجعة قانون الانتخابات وقانون الاحزاب السياسية من أجل تعزيز الحوكمة والشفافية في التسيير ومحاسبة المسؤولين. كما يلتزم الحزب بإجراء اصلاح عميق للإدارة من خلال مراجعة قانوني البلدية والولاية لتكريس اللامركزية. وفي الشق الاقتصادي, يؤكد حزب طلائع الحريات على ضرورة انهاء عهد اقتصاد الريع المبني على المحروقات والتفكير في انشاء أقطاب صناعية وزراعية وتطوير القطاعات الاخرى التي من شأنها خلق الثروة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وأضاف السيد بن ونان أن حزبه يلتزم بإيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة ظاهرة البطالة لدى فئة الشباب خاصة واعادة النظر في المنظومة الصحية معتبرا أن "الفجوة بين الاغنياء والفقراء" اتسعت بفعل الازمة الحالية. وعلى الصعيد الدبلوماسي, سيسعى حزب طلائع الحريات نحو جعل الدبلوماسية وسيلة للدفاع عن السياسة الخارجية والمصالح الوطنية واستعادة مكانة الجزائر بين الدول, يقول نفس المتحدث. وبالمناسبة, عبر السيد بن ونان عن تضامن طلائع الحريات المطلق مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى ابادة من قبل العدوان الصهيوني. كما استنكر, في سياق اخر, العدوان "الهمجي والوحشي" الذي تعرضت له تسع معلمات بمدينة برج باجي مختار أثناء تواجدهن بإقامتهن الوظيفية داخل المؤسسة التربوية. وفي رده على سؤال يتعلق بقرار الحكومة مساعدة المترشحين الاحرار للتشريعيات بمبلغ مالي قدره 300 الف دج لتمويل حملاتهم الانتخابية, اعتبر رئيس الهيئة الرئاسية للحزب أن هذا الاجراء "عنصري وتمييزي" بين الاحزاب السياسية والاحرار, مطالبا بإعادة النظر بهذا الاجراء.