رحلت فجأة عن هذا العالم المثقل بالأحزان حتى كدت لا أصدق خبر وفاتك، لا تزال صورتك عالقة في أذهان كل من عملوا معك بالجمهورية، التي وهبت لها سنين طويلة من شبابك وقسطا مهما من حياتك، لا يزال صدى ضحكتك المميزة يدوي في كل قسم وفي كل مكتب وزاوية بالجريدة، التي احتفت بالأمس القريب بخروجك إلى التقاعد، وهاهي اليوم تبكي رحيلك بحرقة وبمرارة، حتى وإن غادرت هذا العالم الذي يعاني من ويلات الجائحة، فإنك حية في ذاكرة الجمهورية، التي لا تزال تحتفظ بكل كتاباتك في أرشيفها، فقلمك سيبقى خالدا في هذه المدرسة الإعلامية الكبيرة والعريقة، هكذا كنت تتحدثين عنها، وهكذا كنت تدافعين عنها، وفعلا هي هكذا، مدرسة إعلامية كبيرة وعريقة في الصحافة الجزائرية، أنجبت أسماء لامعة عبر تاريخها الطويل الممتد إلى عقود كثيرة من الزمن، وأنت واحدة منهم...رحلت على غفلة في خيرة أيام الأسبوع، وفي أيام عيد الأضحى المبارك، رحلت لأنك لم تتمكني من مقاومة مضاعفات الفيروس اللعين، وأنت التي صمدت في أحلك الظروف المهنية والحياتية، سنشتاق إلى عفويتك اللا محدودة، وإلى صراحتك التي عهدناك بها، هكذا هي الحياة وهكذا كنت فتيحة، وهكذا سلمت روحك الطاهرة إلى بارئها، نامي قريرة العين، نسأل العلي القدير أن يرحمك برحمته الواسعة، وأن يلهم زوجك وأولادك وكل عائلتك جميل الصبر والسلوان، لله ما أعطى ولله ما أخذ.