إصلاحات جذرية وناجعة لضمان إقلاع قوي للإقتصاد الوطني. نتائج إيجابية لبرنامج تحدي الشركات الناشئة الجزائرية. يشكل قطاع المالية، الحجر الأساس في بناء إقتصاد جديد صلب وقوي ، بل إنه في هذه الحالة ، هو المحرك الأساسي لبعث نموه ، ومن هذا المنطلق فإن عصرنته وتطويره حتمية لابد منها ، وجب الإسراع في تجسيدها على الأرض الواقع ، إذا ما أرادت الدولة كسب الرهانات والتحديات التي يواجها الإقتصاد الوطني حاليا ومستقبلا ، من أجل الخروج من دوامة الأزمة التي أفرزتها جائحة كورونا بأقل الأضرار ، وتفاديا لسيناريوهات أكثر سوءاً ، وبين هذا وذاك فإن هذا القطاع المهم والحساس ، بحاجة مستعجلة لإصلاحات جذرية وناجعة ، لضمان إقلاع إقتصادي قوي وفعال...فالأمر هنا لا يتوقف على تطوير الجهاز المصرفي والبنكي فحسب ، بل إن هذه الإصلاحات لا بد أن تمس الضرائب وكذا الجمارك في آن واحد ، نظرا لأهميتهما في قطاع المالية وفي عملية النهضة الإقتصادية المنشودة على حد سواء. بالعودة إلى النتائج التي بات يحققها برنامج تحدي الشركات الناشئة الجزائرية ، يتبين أن هذا النوع من المؤسسات قد انصهر فعلا في مخطط الانعاش الاقتصادي ، لاسيما في قطاع المالية ، من خلال تبنيه مشاريع مبتكرة في تكنولوجيات المالية ، منها مشروع "أسورتاك" يقترح خدمات التأمين على الحوادث عن طريق الأنترنت ، وكذا مشروع "فينتاك" الذي يقترح تطبيقا لتقديم قروض مصغرة للتجار ، عن طريق عقود بالتقسيط ، تمنح للمشترين الموظفين ممن يمكن تحديد هويتهم عبر "جي سي أم" ، ثم مشروع "راغتاك" الذي يقترح بدوره منصة رقمية متخصصة في الخدمات القانونية ، تعنى أساسا بمتابعة سير مكاتب المحامين والموثقين والمحضرين القضائيين...حيث ستضاف هذه المشاريع التي تم إنتقاؤها في هذا البرنامج ، إلى مشاريع الموئسسات الصغيرة التي بدأ عددها يتضاعف اليوم ، والتي ستحظى بدعم ومرافقة المؤسسات العمومية الكبرى ، لتجسيد ابتكاراتها على أرض الواقع. وهي مؤشرات إيجابية ومشجعة لحاملي المشاريع المبتكرة ، الحالمين بتحقيق أعمالهم وأحلامهم وطموحاتهم العلمية والمعرفية ، التي يمكنها أن تساهم في حل الكثير من المشاكل المطروحة في كل القطاعات ، وعصرنتها وتطوير طرق عملها ، والتي وجدت أخيرا من يفتح لها الأبواب ، ويمنح لها فرصة البروز للتعريف بقدراتها العلمية ، ويثمن أعمالها ، لأن التجارب أثبتت أن الشركات العالمية العملاقة في مجال المعلوماتية والإتصال والتواصل ، بدأت بفكرة وتطورت وهاهي اليوم تتحكم في الإقتصاد العالمي.