الجزائر دولة محورية في القارة الأفريقية تقوم بدور هام في العلاقات الدولية من خلال مساهماتها في حل النزعات و فض الصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط سلميا بواسطة الحوار والمفاوضات بين الأطراف المعنية للوصول إلى حلول توافقية ، حيث تعتبر الجزائر وسيطا مقبولا لما تتميز به سياستها الخارجية من نزاهة وحياد وفاعلية والتزامها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وبسياسة التعاون وحسن الجوار واحترامها لقوانين الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول عدم الانحياز. وقد حققت الدبلوماسية الجزائرية عدة نجاحات على المستوى القاري والدولي منها فك أزمة الرهائن الأمريكيين بالسفارة الأمريكية بطهران ووقف الحرب بين أثيوبيا واريتريا واتفاق المصالحة في مالي ومساهمتها في حل الأزمة الليبية وقبولها كوسيط في أزمة سد النهضة بين أثيوبيا ومصر والسودان . وقد شرح وزير الخارجية السيد رمطان العمامرة الخطوط العامة للسياسة الخارجية للجزائرفي خطابه الهام الذي ألقاه الأسبوع الماضي خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مدافعا عن القضايا العادلة فدعا إلى نظام عالمي جديد لعالم ما بعد جائحة كورونا كوفيد19التي أصابت الجميع للقيام بعمل مشترك وتحقيق العدل والإنصاف والمساواة بين جميع الدول وتجنب أخطاء الماضي لبناء مستقبل الإنسانية جمعاء وإصلاح منظمة الأممالمتحدة لتقوم بمسؤولياتها وتفعيل دور الجمعية العامة وإصلاح مجلس الأمن بإضفاء الشفافية عليه والتمثيل الجغرافي العادل برفع الإجحاف التاريخي على القارة الأفريقية . وأكد وزير الخارجية أن أزمة كورونا كوفيد 19لا يجب أن تنسينا الأزمات والتوترات الأخرى في العالم خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط وأن الجزائر كدولة محورية تسعى للسلم والتعاون وتتابع بقلق الوضع في هذه البلدان وتؤكد موقفها الثابت بانتهاج الحلول السلمية والسياسية للنزاعات والأزمات بعيدا عن التدخلات الأجنبية ومعالجة أسبابها بإعلاء قيم الحوار والتفاوض والمصالحة الوطنية وتدافع عن القضايا العادلة للشعوب التي تكافح من أجل حقوقها الأساسية وتقرير مصيرها وفي مقدمتها فلسطين والصحراء الغربية وعبر وزير الخارجية عن قلق الجزائر حيال انسدال أفاق الحل العادل والنهائي للقضية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وقمعه للشعب الفلسطيني وتنكره للعملية السلمية وقرارات الشرعية الدولية وتدعو مجلس الأمن لتحمل مسؤوليته التاريخية والقانونية لحمل إسرائيل على إنهاء احتلالها وتمكين الشعب الفلسطيني من الاستقلال وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف والجزائر متمسكة بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين وتحرير الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري. تقرير مصير الصحراء الغربية حق ثابت وفي ما يخص الصحراء الغربية فان الجزائر تجدد موقفها الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتدعو الأممالمتحدة لتحمل مسؤولياتها القانونية اتجاه الشعب الصحراوي وضمان حقوقه غير القابلة للتصرف وتنظيم استفتاء حر ونزيه لتقرير مصيره وتحديد مستقبله السياسي ولا يمكن أن يظل رهينة لدولة فشلت في الوفاء بالتزاماتها الدولية ومنها خطة التسوية للأمم المتحدة بالشراكة مع منظمة الوحدة الأفريقية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وقرار محكمة العدل الدولية التي اعتبرتها قضية تصفية استعمار، تحل عن طريق استفتاء تقرير المصير وهو المبدأ الذي تتبناه الجزائر بصفتها جارة ومراقبة وتؤيد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الداعي إلى مفاوضات بين المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية العضوين في الاتحاد الأفريقي وأكد وزير الخارجية أن الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون متشبثة بمبادئ عدم الانحياز والأممالمتحدة بتكريس لغة الحوار لحل الأزمات والنزاعات وتعارض الإجراءات القسرية أحادية الجانب على الدول النامية كوسيلة ضغط سياسية واقتصادية خارج إطار الشرعية الدولية ثم تطرق إلى مساهمة الجزائر في حل الأزمة الليبية بدعم مسار الحوار الوطني الليبي برعاية الأممالمتحدة والدفع بعملية السلام ومستعدة لمواصلة جهودها لحفظ امن وسلامة ليبيا والاستفادة من التجربة الجزائرية وكذلك الأمر بالنسبة إلى جمهورية مالي ومساعدتها على تنفيذ اتفاق السلم والأمن المنبثق عن اتفاق الجزائر والعمل على مساعدتها لتجاوز أزمتها وقد خصص وزير الخارجية فقرة لأزمة سد النهضة الإثيوبي مؤكد استجابة الجزائر لرغبة الإخوة في أثيوبيا ومصر والسودان لقيامها بمسعى يرمي إلى الإسهام في خلق المناخ السياسي الذي يمكن هذه الدول من تجاوز خلافاتها وتغليب منطق التعاون والمصلحة المشتركة.