تنطلق صبيحة اليوم الخميس وعلى مدار ثلاثة أيام متتالية الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، التي يحتضنها فندق الميريديان بوهران، حيث كان السيد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج قد حل أول أمس الثلاثاء بمطار أحمد بن بلة بوهران، رفقة نظيريه التونسي عثمان الجرندي و التشادي شريف محمد زين،أين كان في استقبالهم والي الولاية السيد السعيد سعيود مرفوقا بأعضاء اللجنة الأمنية ورئيس المجلس الشعبي الولائي بالنيابة، والمندوب المحلي لوسيط الجمهورية وسفير الجزائر بدولة إثيوبيا. حيث تأتي هذه الندوة مواصلة للجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر في القارة السمراء للعيش في سلام، ومن أجل التنسيق بين الدول المشاركة حول القضايا العديدة التي تهم المنطقة الإفريقية في جميع المجالات، خاصة فيما يخص الأمن والسلم والتنمية، والبحث في السبل الناجعة لتطوير القارة السمراء التي لا تزال تعاني من التبعية للإستعمار التقليدي، ومحاولاته السطو على خيراتها، بتسليط الفقر والحروب والمجاعة على الكثير من دولها، وفي ظل المشاكل التي تعيشها القارة الإفريقية وعلى رأسها منطقة الساحل الإفريقي خاصة مالي، وفي ليبيا اللتان تسعى الجزائر إلى مساعدتهما على تجاوز المرحلة الإنتقالية في أحسن الظروف وتنظيم إنتخاباتهما المقبلة، والمناورات التي يقوم بها المخزن المغربي ضد الجزائر رفقة الكيان الصهيوني الذي يحاول أن يتوغل في القارة بالحصول على صفة مراقب لدى الإتحاد الإفريقي،والذي كانت الجزائر سباقة للإعتراض عليه وحذت حذوها باقي الدول الإفريقية. ومن المنتظر أن تتوج الندوة الثامنة المنعقدة بوهران بجملة من التوصيات الهامة، التي ستكون بمثابة نبراس تهتدي به الدول الإفريقية في عملها الدبلوماسي على صعيد مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الإفريقي، وهذا إستكمالا للتوصيات المنبثقة عن الندوة السابعة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا التي كانت قد إنعقدت في جانفي 2020 في العاصمة الغابونية ليبرفيل، ودعا المشاركون فيها إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الدول الإفريقية من أجل الحد من النزاعات، وإيجاد الحلول الناجعة لها في إفريقيا، حيث كانت هذه الندوة قد تناولت في طبعتها الأخيرة مواضيع تخص وضعية الأطفال في النزاعات المسلحة، والسلم والأمن في القارة الإفريقية وخاصة في منطقة الساحل وليبيا ووسط إفريقيا، وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية الأعضاء بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث شددوا على ضرورة توحيد وتنسيق العمل بما يتيح للقارة السمراء التحدث بصوت واحد أمام مجلس الأمن الدولي ، وتبني مواقف ومقترحات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي للتصدي لتسوية النزاعات في إفريقيا.