- فرحة عارمة ومواكب للسيارات في سهرة كروية بمدن الجزائر أزاحت أمس الجزائر بأداء بطولي و رجولي منافستها المغرب من سباق التتويج بكأس العرب بالدوحة في مواجهة كروية وفت بكل وعودها لا من حيث الإثارة و لا الفرجة و التشويق و حتى اللعب بأعصاب الملايين من الجزائريين على مدى 120 دقيقة كاملة انتهت بهدفين في كل شبكة ليحتكم الجميع إلى ضربات الترجيح التي رجحت كفة رفقاء الرايس مبولحي و البلبل الحمراوي الذي كان عريس الحفل بلا منازع ليضرب محاربو الصحراء لأصحاب الضيافة قطر موعدا في النصف النهائي . رسم المجيك بوڤرة معالم تشكيلة ترى في المربع الذهبي محطة لا بد من الوصول إليها فارتسمت على البساط الأخضر الجميل لملعب الثمامة منذ الدقائق الأولى من عمر المباراة سيطرة تكتيكية في وسط الميدان تنطلق من أقدام بن دبكة المتواجد في كل زوايا الملعب يتسلمها المايسترو براهيمي الذي لم يزده التقدم في العمر إلا إبداعا و إمتاعا و لطالما وجد نفسه مسنودا بجناحين طائرين بلايلي و مزياني اللذين حاولا تنويع اللعب مرة بالتمريرات العرضية بحثا عن زروقي الذي خلف المصاب بونجاح و مرة أخرى بمحاولة التوغل و التسلل خلف الدفاعات المغربية بالاعتماد على إمكانياتهما المهارية . توتر لاعبي المنتخب المغربي في ال 25 دقيقة الأولى جعل محاربي الصحراء يرمون بكل ثقلهم بحثا عن هز الشباك إلا أن غالبية المحاولات باءت بالفشل بسبب سوء التركيز فغابت ترجمة اللمسة الأخيرة إلى هدف يحرر ملايين الجزائريين . في الربع ساعة الأخيرة من عمر المرحلة الأولى حاول المنتخب المنافس إعادة لملمة أوراقه التكتيكية المبعثرة و بمحاولات هجومية محتشمة سعى أن ينقل الخطر إلى أسوار دفاعاتنا إلى أن الرايس مبولحي و بمساعدة كل من بن عيادة و شتي وتوڤاي وبدران و مريزيق جعلتهم يعودون بخفي حنين إلى غرف تغيير الملابس بل لولا الحظ العاثر الذي حرم زروقي من هدف في الأنفاس الأخيرة لأطلقت الحناجر الجزائرية الأهازيج إيذانا بهدف التفوق الأول . السيناريو ذاته يتكرر في الشوط الثاني و بتمريرة سحرية من البلبل الحمراوي يجد مزياني نفسه وجها لوجه مع الحارس زنيتي إلا أن التسديدة لم تكن موفقة ، تتواصل السيطرة الجزائرية المطلقة و بلايلي مرة أخرى في الدقيقة ال 56 يجبر الحكم البرازيلي تحت حكم الفار النافذ أن يمنحه ضربة جزاء لا غبار على شرعيتها يتولى براهيمي نجم الريان القطري تنفيذها و بخبرة السنين الكروية يمضي على أحرف من ذهب على هدف التفوق . دقائق معدودة فقط نهيري يستفيد من خطأ في المراقبة الدفاعية و برأسية يعدل النتيجة ليعود السجال الكروي في لقاء وفى بوعود الفرجة و المتعة على البساط و على مدرجات التحفة المعمارية الثمامة . بوتمان ينضم إلى الكتيبة الوطنية في الدقيقة 71 خلفا للمصاب مزياني و بالرغم من المجهودات البدنية المبذولة و الضغط الرهيب للقاء إلا أن رفاق بن دبكة واصلوا الزحف نحو مرمى المنتخب المغربي لكن بحذر أكبر و بغلق محكم للمنافذ الدفاعية . غياب بونجاح كان مؤثرا للغاية و تبين ذلك بشكل واضح من خلال عدد المحاولات الهجومية التي انتهت خارج الإطار أو في أحضان الحارس المغربي بالرغم من أن الماجيك أقحم و منذ بداية الشوط الثاني دراوي مكان زروقي . الرهان البدني كان عنوان ال 30 دقيقة من المرحلة الممتدة للمباراة بعدما انتهى عمرها التسعيني بالتعادل الإيجابي و قد حاول أحد أبطال ملحمة أم درمان بوڤرة أن يشحن بطاريات أشباله للرفع من نسق تحركاتهم داخل الميدان و كالعادة أولى المحاولات من نصيب الخضر ففي الدقيقة 100 و في الوقت الذي بدأ الإرهاق و الإعياء البدني يفرض نفوذه على كل لاعبي المنتخبين إلا نجم النجوم ابن الباهية وهران و بهدف عالمي بتسديدة من وسط الميدان يقول للجميع نحن الأحسن نحن الأحق بالتأهل إلى المربع الذهبي . لكن مرة أخرى يتكرر نفس السيناريو رأسية مغربية تنفلت من الرقابة الدفاعية في الدقيقة 110 فيعود التعادل ليسيطر على نتيجة اللقاء الأحسن على الإطلاق في كأس العرب لحد هذا الدور .