انطلقت أمس بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران الأيام الأدبية الأولى " كيف أكون كاتبا" المُهداة إلى روح الباحث الراحل الحاج ملياني، بتنظيم من أصدقائه السيدة فاطمة بوفنيق ،جميلة حميتو ، نورين بن معمر، سليمة عيدوني ،سعاد بلمختار وعدنان موري، وبالشراكة مع هيئات علمية وثقافية وفنية لمدينة وهران وكوكبة هامة من الكتاب والباحثين والأساتذة حيث تم خلال اليوم الأول تقديم شهادات حول الفقيد الذي كان أحد أبرز المهتمين بالتراث اللامادي الجزائري والثقافة الشعبية، و أحد الباحثين الذين نجحوا في التعريف بموروثنا الثقافي في عدة دول أجنبية، وفي إماطة اللثام عن تاريخ وملامح فنوننا الشعبية من شعر وغناء وموسيقى وحكاية ومسرح وغيرها ..، ووسط أجواء مؤثرة سادها الكثير من الحنين والألم تحدث أصدقاء وطلبة الحاج ملياني عن شخصية هذا الباحث وإنسانيته وغيرته على وطنه، وكيف كان يناضل من أجل الدفع بعجلة الثقافة نحو الأمام .. رافضا الاستسلام والتراجع، حيث كانت إرادته قوية بدليل أنه كان يحضر جميع التظاهرات الأدبية والثقافية بمدينة وهران، ..يحاضر ويناقش ويقدم نصائح للكتاب الشباب الذين حضروا أمس بقوة في هذا الحدث الأدبي وكلهم عزيمة لإكمال ما بدأه الفقيد ملياني وحمْل المشعل الذي منحهم إياه . وأخيرا تحقق الحُلم.. !! وبخصوص فكرة تنظيم هذه الأيام الأدبية كشفت السيدة "جميلة حميتو" في تصريح ل " الجمهورية " أن الراحل الحاج ملياني كان صديقها منذ أيام الجامعة، وقد اشتركا معا في عدة نشاطات ثقافية وأدبية، كاشفة أن الفقيد كان من أبرز الداعمين لمهرجان "الحكاية الشعبية" الذي تحتضنه مدينة وهران سنويا ، وقبل وفاته ب 4 أيام كشف ملياني عن الحلم الذي كان يراوده منذ سنوات وهو تأسيس صالون للكتاب بوهران، حيث كان في كل مرة يتأسف لعدم وجود فضاء ثقافي وأدبي يحتضن مؤلفات الكتاب من أبناء المدينة الذين ذاع صيتُهم عبر العالم، أو صالون يقدم ما كتبوه للجمهور ويستضيفهم ويعرّف بإصدارتهم في مدينتهم وبلدهم ، ..وتضيف السيدة جميلة حميتو قائلة : " لقد كان الحاج ملياني حزينا جدا بسبب واقع الثقافة بالمدينة، كما كان يتألم لحال قاعات السينما المهجورة والتي أصبحت هياكل بلا روح ، لذلك قرر الفقيد رحمه الله أن يعمل على تجسيد مشروع " أيام أدبية" موجهة أكثر للشباب ، حتى تساعدهم على اقتحام عالم الكتابة بالشكل الصحيح، ولأننا كنا نؤمن بأفكار صديقنا وندعم مشاريعه، قررنا نحن أصدقاؤه تحقيق حلمه ، وبدأنا فورا في التنظيم لهذا الحدث الأدبي الهام، واخترنا له شعار " كيف أكون كاتبا "، وفي الحقيقة لا يمكن تعليم الكتابة لأنها تعتمد على عدة أطر ومقاييس كالموهبة والكفاءة والحس الأدبي، لكننا سنحاول من خلال الورشات التي برمجناها أن نساعد الشباب وندعم قدراتهم الإبداعية ، على أمل أن يواصلوا الدرب ويصونوا الأمانة التي تركها لنا الفقيد الحاج ملياني و أهم شيء أن تستمر فعاليات هذه التظاهرة عبر طبعات متتالية ".