تشهد جلابة الوبر والصوف بجُل مناطق ولاية البيض إقبالا مُتزايدا من قبل المواطنين لمُجابهة البرد خلال فصل الشتاء خصوصا أن منطقة البيض رائدة في تربية المواشي والإبل ، ما يوفر ثروة صوفية كبيرة يحولها الحرفيون والحرفيات إلى "برانيس" و "جلابيب "، والتي باتت قبلة للباحثين عن تراث الآباء والأجداد . وحسب تاجر مُختص في بيع الألبسة والأفرشة الصوفية والوبرية فإنه يتلقى هذه الأيام طلبات كثيرة على جلابة الوبر التي يفوق سعرها 45 ألف دج ، والتي أصبحت تنافس الألبسة العصرية الجلدية مهما تعددت "ماركاتها"، ويقول الحاج محمد البالغ 65 سنة إنه لا بديل له عن ارتداء الجلابة في فصل الشتاء، فهي ترافقه منذ نعومة أظافره، ويفضلها عن سائر الألبسة الشتوية، لاسيما " الجلابة " المنسوجة بوسائل تقليدية بعيدا عن الآلات والماكنات العصرية، وعند تفصيلها وخياطتها يتم الاعتماد على تقنيات وخفة سواعد الحرفيات على وجه الخصوص، علما أن الجلابة لا تزال تعرف اهتماما واسعا لدى عامة سكان ولاية البيض باعتبارها جزءا من التراث العريق، و ترمز للأنفة والعزة والافتخار بأمجاد الماضي، فبالرغم من أنها كانت مخصصة لكبار السن والشيوخ ، أصبحت اليوم من الملابس المهمة في قائمة الشباب بعدما أُدخلت عليها بعض التفصيلات العصرية والموديلات والأشكال التي تجعلها من الألبسة المطلوبة في الوقت الحالي.