رغم الفضائح الكثيرة والنقائص غير المنتهية، تتواصل أحداث الطبعة ال33 لكأس أمم إفريقيا التي تجرى وقائعها بالكاميرون، حيث رفع القائمون على الاتحاد الكاميروني التحدي، رغم ما تتعرض له من انتقادات وكذا التحذيرات وصلت إلى حد المطالبة بتوقيفها، خصوصًا في ظل الظرف الأمني الذي تعيشه البلاد، وهو ما تجسّد فعلاً من خلال الاعتداء الذي تعرضه له الصحفيون الجزائريون الستة الذين سُلبوا من كل مستلزماتهم فيما تعرض اثنان منها لاعتداء جسدي، أعقبها التشابك المسلح بقرب من إقامة الوفد التونسي الذي حُرم لاعبوه من إجراء حصته التدريبية الاسترجاعية عقب مباراتهم الأولى أمام منتخب مالي، لكن رغم كل هذه الأحداث والنقائص الموجودة على مستوى البنى التحتية، تتواصل فعليات الطبعة ال33، إيتو صامويل الرجل الذي صال وجال في أغلب الملاعب الأوروبية وتقمص ألوان أعرق الأندية في القارة العجوز، رفع التحدي بدعم كبير من الحكومة التي وضعت تحت تصرف نجم "الأسود غير المروضة" سابقًا كل الإمكانيات، فاليوم الدورة قريبة من انتهاء دورها الأول، والمنتخبات فعلاً دخلت في المنافسة، وحتى وسائل الإعلام الدولية تناست شيئًا فشيئًا كل ما هو سلبي إلى غاية اليوم، وتركز على المنافسة التي ستعرف منعرجًا جديدًا بداية من الأسبوع المقبل، عندما تتجه إلى مباريات خروج المغلوب، فلم يعد لتلك التحذيرات والتهديدات بتوقيف المنافسة أي داع، بل اعتاد الجميع على الوضع وأضحت تلك النقائص من طرائف "ماما أفريكا"، لكن لا أحد تطرق إلى إيجابيات هذه الطبعة التي تُجرى في ظروف أمنية صعبة بالكاميرون والتي هي اعتيادية لدى غالبية الدول الإفريقية، وكذا الموجة الجديدة لوباء "كورونا" بمتحور جديد يجتاح المعمورة، رغم هذا فالأمور مستمرة وحتى إن كانت هناك إصابات بالوباء فقد سبق وأن حدث ذلك في "اليورو" الأخير. تحدي إيتو صامويل هو تحدٍ من نوع خاص، في وقت تعرضت فيه الكاميرون لهجوم شرس من أجل تأجيل الدورة أو تغيير مكان إجرائها، لكن في الأخير تجرى بالكاميرون ولا تزال قائمة، وهو ما يعتبر في حد ذاته إنجاز ليس للكاميرون فقط وإنما للقارة السمراء لأن إصرار إيتو صامويل على تنظيم الدورة في وقتها أعطى المصداقية للاتحاد الإفريقي، في زمن تشهد فيه هذه الهيئة عدة مؤامرات خدمةً لمصالح القارة العجوز التي كانت تتمنى أن يتم إلغاء الدورة، بل نجحت إلى حد ما، في تغيير توقيت الطبعة ال 34 التي ستحتضنها الكاميرون، بعدما تقرر إجراؤها صيف 2023، فهنيئًا للكاميرون وهنيئًا لإفريقيا التي تبقى شامخة رغم المحاولات البائسة لترسيخ صورة قاتمة عن قارة تزخر بثراء فاحش غير مستغل.