- القمة السابعة ستنظم بالجزائر - لا بد من إيجاد حلول تكنولوجية فعالة ومبتكرة لتحسين جودة الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة - طموحنا هو الاستمرار في تطوير مواردنا الهائلة من الغاز الطبيعي قصد تحقيق الأفضل لشعبنا بالطريقة المثلى - الدعوة إلى استغلال معهد أبحاث الغاز بالجزائر لرفع تحدي التطوير التكنولوجي ألقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون كلمة أمام المشاركين في أشغال القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقدة أمس الثلاثاء بالعاصمة القطريةالدوحة. فيما يلي نصها الكامل : «سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أصحاب السمو والفخامة والمعالي والسعادة السيد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز سيداتي سادتي,السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. اسمحوا لي أولا أن أوجه إلى سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وإلى الشعب القطري الشقيق من خلاله أحر تحياتي وتشكراتي الأخوية على حفاوة الاستقبال الذي حظيت به والوفد المرافق لي منذ وصولنا إلى هذا البلد الطيب. نجتمع اليوم في الدوحة بعد قرابة 10 سنوات من انعقاد قمتنا الأولى, في وقت بلغ فيه منتدانا مستوى ملحوظا من النضج والمصداقية بعد 20 سنة فقط من إنشائه. لطالما أبرزت الجزائر, بصفتها عضوا مؤسسا, الدور الهام الذي يلعبه الغاز كعامل تنمية مستدامة مثلما تم التأكيد عليه منذ إعلان الدوحة الأول في عام 2011 , وقد تأكد هذا الدور الايجابي للغاز الطبيعي خلال الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19, حيث اعتمد العالم على هذا المصدر لتأمين احتياجاته الطاقوية. تنعقد هذه القمة إذن في ظرف تميزه العديد من التحديات, تحدي الصحة العالمي,تحدي الوصول إلى الطاقة وكذلك التنمية المستدامة وهو ظرف سيمكن فيه لمنظمتنا أن تلعب دورا هاما في مواجهة هذه التحديات. أصحاب السمو والفخامة والمعالي والسعادة, إن قدرتنا كمجتمع دولي من منتجين ومستهلكين وهيئات تنظيم على مواجهة هذه التحديات معا تتوقف على الخيارات التي ستتخذ اليوم. إن منتدى الدول المصدرة للغاز اليوم منظمة حكومية دولية معترف بها وقادرة على جذب الانتباه للأولويات الآتية : أولا : حشد المزيد من الفاعلين المقتنعين بأهمية الغاز الطبيعي لرفع التحديات الحالية والمستقبلية من خلال انضمام دول جديدة مصدرة ومنتجة للغاز الطبيعي لتعزيز أدوارها والحفاظ على مصالحها, من خلال الحوار مع الدول المستهلكة التي اعتمدت الغاز كمحرك مهم وأساسي لتقدم اقتصادها. ثانيا : البحث المشترك عن أفضل الطرق والوسائل لضمان مكانة للغاز الطبيعي في الأنظمة الطاقوية وتثمين قيمته في الأسواق الدولية. فمن ناحية, يعتبر الغاز الطبيعي للحاضر والمستقبل, طاقة نظيفة, مرنة, ويمكن الوصول إليها وهي طاقة مفضلة لحماية البيئة بمعية الطاقات المتجددة, ومن ناحية أخرى يحتل الغاز الطبيعي مكانة متميزة في العلاقات الاقتصادية الدولية, فبلداننا تمتلك احتياطات هامة من الغاز الطبيعي وتؤمن نصيبا كبيرا من إنتاج الغاز والمبادلات الغازية, غير أنها, تعتبر طاقة غير متجددة ويتطلب تطويرها استثمارات ضخمة. ثالثا : لا بد من إيجاد حلول تكنولوجية فعالة ومبتكرة لتحسين جودة الغاز الطبيعي كطاقة نظيفة لضمان وفرتها وقدرتها التنافسية في الأنظمة الطاقوية, ولهذا الغرض يمكن لمنتدانا في الوقت الراهن استغلال معهد أبحاث الغاز المتواجد في الجزائر لرفع هذا التحدي. أصحاب السمو والفخامة والمعالي والسعادة, لقد كانت الجزائر رائدة في تطوير وتثمين الغاز الطبيعي, كما أن إنشاء أول وحدة تسييل ومحطة لتصدير الغاز المميع في العالم وتسليم أول شحنة تجارية من الغاز الطبيعي المسال لمحطات تستوقفنا لتشهد بأن الجزائر كانت منذ ذلك الحين في طليعة التقدم المحرز في هذه الصناعة. ويعترف كذلك لبلدي كونه أيضا, لأكثر من نصف قرن, موزعا ومزودا موثوقا فيه للغاز الطبيعي, وما يزال مصمما على البقاء كذلك, فالجزائر اليوم تقترب من نسبة 100 بالمائة في ربط المواطنين بالكهرباء, وأكثر من 65 بالمائة من الأسر الجزائرية موصولة بشبكة الغاز الطبيعي حتى في أعلى قمم الجبال. طموحنا هو الاستمرار في تطوير مواردنا الهائلة من الغاز الطبيعي قصد تحقيق الأفضل لشعبنا بالطريقة المثلى وبروح يطبعها التعاون والشراكة مع السهر على الحفاظ على البيئة. أصحاب السمو والفخامة والمعالي والسعادة, تعتبر الجزائر أن منتدانا هذا في المشهد الطاقوي اليوم له قدرة للعب دور أكثر فعالية في ترقية استخدامات الغاز الطبيعي وإقامة حوار بناء ومثمر بين مختلف الفاعلين في أسواق الغاز, وتبقى الجزائر بتأييدها للحوار والتبادل ملتزمة بتعزيز مصالحنا المشتركة, وهي تدعو منتدانا لأن يصبح فاعلا أكثر حضورا وحركية في كافة المسائل المتعلقة بالغاز الطبيعي, خصوصا في مجال ترقية التعاون بين بلداننا في هذا المجال. وأخيرا أتمنى وسيكون من دواعي سروري استقبالكم بالجزائر بمناسبة انعقاد القمة المقبلة إن شاء الله. وأجدد شكري لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على حفاوة الاستقبال مرة أخرى, وحسن التنظيم, أتمنى كل التوفيق والنجاح لقمتنا السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز, وأشكركم على كرم الإصغاء. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».