نقل عبد الباسط المقرحي ضابط المخابرات الليبي السابق المتهم بتفجير طائرة فوق لوكربي عام 1988 الى المستشفى للقيام بعملية نقل دم بعد تدهور حالته الصحية، حسب مصادر في عائلته. وقال ابنه خالد إن والده قد نقل الى المركز الطبي في طرابلس للمرة الثانية خلال اليومين الماضيين. ويعد المقرحي الشخص الوحيد الذي ادين بقضية تفجير طائرة امريكية فوق مدينة لوكربي باسكتلندا، التي قتل فيها 270 شخصا. وقد اطلق سراحه من سجن اسكتلندي لاسباب انسانية عام 2009 بعد قضائه 8 اعوام في السجن الذي يقضي فيه محكوميته مدى الحياة، وبعد أن اشار الاطباء الى اصابته بسرطان البروستات وانه سيموت خلال 3 اشهر. وقال ابنه "لا اعتقد انه سيعيش هذه المرة". واثار اطلاق سراح المقرحي غضبا كبيرا في اوساط عوائل واقارب ضحايا لوكربي، تنامى مع طريقة استقباله الاحتفائية عند عودته الى ليبيا ابان نظام القذافي، ومن ثمة استمراره في العيش ابعد بكثير مما اشارت اليه توقعات الاطباء. وكانت عائلته قد اشارت غير مرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة الى انه يقترب من الموت، بيد انه نظر الى هذه التصريحات على أنها محاولات للمساعدة في اطلاق سراحه. ومنذ عودته الى ليبيا لم يظهر المقرحي الا نادرا في اي مناسبة عامة. وفي أوت الماضي، وبعد اسقاط نظام العقيد القذافي، قال شقيق المقراحي للصحفيين امام بيت العائلة في حي سكني بطرابلس ان المقراحي" يمر بحالات غيبوبة متقطعة". وقالت عائلة المقرحي ان الاوضاع الامنية المتردية بعد الثورة وسيطرة المسلحين على الشوارع تسببت في سرقة الادوية التي يتعاطاها وليس ثمة اطباء لمعالجته. وعزز سقوط نظام العقيد القذافي الدعوات في الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا لاعادته الى السجن. وطالب اثنان من الشيوخ الامريكيين الثوار السابقين الذين سيطروا على السلطة في ليبيا الى تحميله كامل المسؤولية عن التفجير. لكن محمود العلاقي وزير العدل لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي قال حينها إنه لن يتم ترحيل عبد الباسط المقرحي. وأشار إلى أنه لا يتوفر ما يدعو الى اتخاذ هذه الخطوة. وقال العلاقي للصحفيين إنهم لن يسلموا "أي مواطن ليبي إلى الغرب".وأضاف "لقد حوكم المقرحي من قبل ولن يحاكم مرة أخرى. نحن لا نسلم مواطنين ليبيين، لكن القذافي يفعل ذلك". وكانت قضية لوكربي بدأت عندما انفجرت قنبلة كانت موضوعة في احدى الحقائب على متن طائرة ركاب تابعة لشركة بان امريكان الامريكية في الرحلة المرقمة 103 بينما كانت تحلق فوق اسكتلندا. وكان من بين الضحايا العديد من طلبة الجامعة الامريكيين الذين كانوا في رحلة العودة الى بلادهم بعد احتفالات اعياد الميلاد (الكريسماس) كما تسبب حطام الطائرة الذي انتشر فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية بمقتل 11 شخصا اخر على الارض. ولا يعرف الكثير عن تاريخ المقرحي الاستخباري، اذ قُدم خلال المحاكمة على انه "رئيس امن المطار" في المخابرات الليبية، واشار احد الشهود الى انه كان احد المفاوضين لعقد صفقة شراء معدات للجيش والاجهزة السرية الليبية.