يبقى مرض الالتهاب الشعيبي-الرئوي المزمن المرافق بانسداد القصبات الهوائية لدى المدخنين "غير مشخص بالقدر الكافي" على الصعيد الوطني بالرغم من كونه مرض خطير يؤدي إلى الوفاة حسبما ذكرته بمستشفى تيزي وزو المختصة في أمراض الرئة و السل الدكتورة إيحجادان. وأفادت هذه المختصة من المركز الاستشفائي الجامعي لتيزي وزو في مداخلة لها في إطار فعاليات اليوم الثاني من الأيام التكوينية حول الأمراض التنفسية والسل أن الرجل لا يتقدم للكشف إلا حين بلوغه "مرحلة الصعوبة القصوى للتنفس" بما في ذلك المدخنون المعرضون أكثر لهذا المرض الذي يسد القصبات الهوائية في حين أن المرأة لا " تفكر حتى في الذهاب إلى الطبيب بالرغم من كونها معرضة أيضا لهذا المرض بفعل مخاطر التدخين السلبي و التلوث المحيط بها في البيت لاسيما في المطبخ." أما عن الأسباب الأساسية لهذا المرض المزمن أشارت الدكتورة إيحجادان إلى التدخين الذي يعتبر السبب الأول في ظهور و تطور الالتهاب الشعيبي-الرئوي بالموازاة مع أسباب أخرى لا تقل خطورة -حسب المحاضرة التي ذكرت أيضا المحيط المهني المعرض لمختلف أنواع التلوث كقطاع البناء على سبيل المثال. كما أبرزت في السياق ذاته صعوبة تكفل طب العمل ببعض الحالات كعمال البناء والعاملين في المحاجر لكونهم غير مؤمنين اجتماعيا الأمر الذي يستدعي -حسب تأكيدها- تكثيف الجهود في مجال الوقاية من هذا المرض الذي سيعد ثالث سبب للوفاة في العالم في آفاق عام 2020 استنادا إلى دراسة قامت بها المنظمة العالمية للصحة. وذكرت من بين أهم الوسائل الوقائية من هذا المرض التوقف عن التدخين الذي يعتبر السبب الرئيسي لظهوره و تطوره علاوة على اعتماد التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية بغرض الوقاية من مضاعفات قد تؤدي إلى أزمات التنفس الحادة. كما دعت إلى ضرورة القيام بفحوصات دورية للجهاز التنفسي. من جهته اعتبر البروفسور مسعدي -من ذات المصلحة الاستشفائية- أنه " آن الأوان لبلادنا للمبادرة إلى وضع مخطط عمل وقائي من هذا المرض". كما لم يخف تأسفه لغياب دراسات تحدد مدى انتشار هذا المشكل الصحي العمومي سيما أن تكلفة التكفل به جد باهظة إذا جاءت في مرحلة متأخرة". واختتم قوله بالدعوة إلى "ضرورة التشخيص المبكر لهذا المرض الذي يستدعي وضع وسائل تكفل أكثر نجاعة لفائدة المرضى و أقل تكلفة بالنسبة لميزانية الصحة العمومية.