التقطت صورة لوزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، وهو نائم على الأرض ويضع رأسه على كرسي في قصر المؤتمرات بالكرم بتونس العاصمة، حيث انعقد مؤتمر حركة النهضة التاسع في تونس. ويبدو أن النقاشات التي دامت خمسة أيام قد نالت من الوزير رفيق عبد السلام لدرجة أنه لم يراع مكانته كوزير للخارجية في دولة تونس، واتخذ مكانا كغيره من الناس في مؤتمر حركة النهضة التي ينتمي إليها، ويصاهر أيضا رئيسها الشيخ راشد الغنوشي. وتظهر الصورة السيد رفيق عبد السلام وهو يغط في نوم عميق، وغير واع بما يدور حوله أو أن شخصا يقوم بالتقاط صورة له، خصوصا وأنه وزير خارجية تونس بعد الثورة. وعبد السلام هو صهر الشيخ راشد الغنوشي مؤسس حركة النهضة ورئيسها الجديد، الفائز في انتخابات المؤتمر الأخير المنعقد بتونس. حيث أعيد انتخابه بنسبة أكثر من 70% من الأصوات على رأس الحركة لمدة سنتين على الأقل، أي إلى غاية المؤتمر الاستثنائي القادم. وتداول التونسيون صورة وزير خارجيتهم وهو نائم، على نطاق واسع على الإنترنت، وتباينت مواقفهم بين مشيد بتواضع الوزير رفيق عبد السلام وبين مشكك في صدقية الصورة. وقال أحدهم "إذا كانت الصورة حقيقية وليست مفبركة، فحقيقة يستاهل تحية هذا الرجل، بالرغم أنني قبل كنت أنتقده، أما من اليوم أنا أقدر هذا الشخص وأعتز أن يكون وزيرا تونسيا يعبر فعلا على أنه ابن الشعب". وعلّق آخر ساخرا "حلوة الرقدة بالنظارات"، في إشارة إلى نومة الوزير عبد السلام بنظارات. لست الماطري والغنوشي ليس بن علي والدكتور رفيق عبد السلام، يبلغ من العمر 43 سنة، وهو حاصل على الإجازة في الفلسفة، ثم على دكتوراه في السياسة والعلاقات الدولية من جامعة وستمنستر ببريطانيا. وكان من رموز العمل الطلابي في الجامعة التونسية أواخر الثمانينات حيث تحمل مسؤولية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة ما بين 1987 إلى غاية 1990، قبل أن يهاجر إلى المغرب ومنها إلى المملكة المتحدة بسبب الملاحقات الأمنية التي تعرض لها في عهد بن علي المخلوع. وأسس في بريطانيا المركز المغاربي للبحوث والترجمة، وترأس منبر لندن للحوار الذي كان يضم نخبة من السياسيين والمثقفين العرب المقيمين في بريطانيا. وعمل باحثا في جامعة وستمنستر ببريطانيا، وباحثا زائرا بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، ومحاضرا زائرا في مركز ماركفيلد للدراسات العليا في بريطانيا. ومن بين المقولات التي اشتهر بها رفيق عبد السلام قوله، تعليقا على اتهام الشيخ راشد الغنوشي بتعيينه وزيرا محاباة له لأنه صهره، إنه "ليس صخر الماطري صهر بن علي والشيخ الغنوشي نفسه ليس الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي".