إنطلقت رسميا عملية تسجيل الفيلم الوثائقي المخصص لندرومة مدينة الفن والتاريخ من طرف مؤسسة السمعي البصري لوكالة بجاية وهذا أمام الجامع العتيق بساحة التربيعة بوسط ندرومة بحضور نخبة من المثقفين وأعيان المنطقة دكاترة جامعيين وإطارات وقد سهرت على تنظيم حفل التسجيل جمعية الموحدين التي تحمل مشعل المحافظة على الثرات التاريخي والثقافي للمدينة وضواحيها، بحيث خرج الجمع الحاضر والمشارك في هذه المهمة الثقافية وإحياء خبايا الماضي مباشرة من دار الثرات بإتجاه التربيعة تحت أنغام الزرنة لفرقة الجوهرة بتلمسان أين تم الشروع في تصوير اللقطة الأولى من الفيلم بالساحة المذكورة الذي قام به الفريق التقني للوكالة الصحفية بإشراف من المخرج شريف ميهوبي الذي جاء إنتقاءه لهذا الشريط بعد إعجابه بالمخزون الأثري والمحلي التاريخي لحضارة عبد المؤمن بن علي وحددت مدة التسجيل الشامل للفيلم بثلاثة (3) أشهر للفراغ من ست حلقات، إذ تتكون كل حلقة من ستة وعشرين (26) دقيقة وسيلتقط هذا الفيلم جميع مايحدو الندروميون من عادات وتقاليد ورثوها من الماضي وما تسخر لهم من علم العلماء ونهل الصناعة والحرفة والفن المتنوع وأصالة التربية فالفيلم إذن سيلم بكافة المنمنمات الإجتماعية التي ستحلل يوميات الأفراد بندرومة وبالمناسبة كشف الأستاذ عز الدين ميدون رئيس جمعية الموحدية خلال حفل تسجيل الفيلم أن هذا الأخير طبخة أربع سنوات من فترة إقتراحه كفكرة واليوم ظهر إلى النور وينتظرون فقط الدعم المادي من وزارة الثقافة لإنجاح الفرجة التلفزيونية مباشرة من ندرومة بإعتبار الفيلم لن يكون لأهالي هذه المنطقة المتحضرة بل كسب جزائري عام بحكم كل ماهو قديم لابد أن يخدم الحاضر والمستقبل وقال بما أن خطوات الفيلم ستسير إلى التحقيق ويظهر للعيان كمقترح ناجح فقد طرحت الجمعية أيضا على الوزارة الوصية دعم عمل آخر يتعلق بتسجيل التراث الفني الأساسي لمدرسة الموحدية في صندوق به ثمانية (8) نوبات داخل أقراص وقد شرعت الجمعية في وضع منها أربع نوبات بأقراص مضغوطة وسجلت ثمانية أقراص لطابع حوزي كما طرحت على طاولة الوزارة الوصية طبع أربعة كتب خاصة بأعلام الدولة الموحدية وفن ندرومة والممارسات التربوية التقليدية الذي يعتبر جاهزا للمؤلفة "تيانتي مليكة" وتنتظر الطبع وتأمل الجمعية في لملمة نشأت ملخص الملتقى المولي الخامس حول ندرومة وتاريخها زيادة على كتاب آخر يرتبط بمنشآت المرابطية بندرومة وسيكون مهيأ كمرجع أثناء هذا الفصل وبالإضافة إلى دعم كتاب المدينة تترجى الجمعية من الوزارة المعنية أن تقبل منهم إقتراح ترميم المعالم الأثرية الشاهدة على وجود المدينة القديمة لاسيما وأن ندرومة تعدّ المسار الرابع المبرمج لضيوف تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وكذا الإعتناء بمسجد سيدي منديل وكذا تضيف بعض المعالم والمواقع للأولياء الصالحين أمثال ضريح سيدي عبد الرحمان اليعقوبي وسيدي علي ومصلى سيدنا أوشع وأردف عز الدين ميدون أن الجمعية تعكف على تحضير الملتقى الدولي السادس لندرومة الذي من المرتقب تنظيمه في شهر جانفي للعام القادم كإفتتاحية للحدث الدولي بتلمسان الذي ستنشطه ندرومة بلدة المائة (100) زائر في الشهر و سيدفع بالجمعية أمام السياحة التي إنفرجت بها إلى تكوين مرشدين لرفع الضغط على القائمين بالجمعية، وذكر المتحدث ببعض المنجزات والمشاريع بدار الثرات التي شهدتها الجمعية وهذا أمام الحاضرين والفرقة التقنية للتصوير السمعي البصري منها طبعها لكتابين (2) خاصة بآثار وتاريخ ندرومة الذي نفذت نسخه نظرا للطلب عليها من قبل الباحثين والمدرسين والمنقبّين في المجال التاريخي وتم طبع وتحضير وثائق باللغتين العربية والفرنسية غنية بالمعلومات وأنجزت الجمعية بطاقات فتوغرافية للقصبة ودار الثرات والجامع الكبير وغيرها من الأماكن القديمة وكلها أعمال مجانية تمنح لقاصد مقر الجمعية وقال ميدون لحبّذا لو يتم تصعيد عدد الكتب التي عليها الطلب في تصفح المنطقة بالإطلاع بما فيها كتاب معارك فلاوسن وكتاب رجال ندرومة وكتاب الشعر الشعبي التي هي أعمال جاهزة يبقى فقط طبعها، أما المخرج شريف ميهوبي فأشار عند لقاء إعلامي أنه متحفز لتصوير الفيلم لوجود أشياء غريبة بندرومة ستجلب المشاهد لذا ستختار الفرقة التقنية صور جميلة جمال المدينة وقال أن صحفيين متمكنين في التعليق سيساعدونه في إعداد الفيلم على أحسن وجه والذي سيعرض على ثلاث جبهات لغوية عربية، فرنسية وكذلك بالإنجليزية لإخراج الفيلم إلى أبعد حد بهدف التشهير بندرومة و أناسها علما أن الفرقة المنتمية للوكالة تتألف من المنتج غضبان كمال والمخرج شريف ميهوبي ومهندس الصوت يزيد سرحان والتصوير سيدي أحمد خوخو وسيقيمون مؤقتا بندرومة إلى غاية إنهاء العمل الفني الثقافي الذي سيعرض على الشاشة ويتمتع وستفيذ منه المواطن الجزائري ويتعرف على ندرومة مسقط العلماء الأجلاء أمثال الشيخ قدور بن عشور صاحب قصيدة "رأس الأخبار" ذات 200 بيت نظم في هنيهة قصيرة عندما كان يزور قبر والده ويقرأ الفاتحة حينها وحسب ما حيك عن قصته أن عظما تحرك أسفل رجله وهو واقفا فإنحنى إليه فوجده جمجمة (رأس) فتساءل عنه وأشهر القصيدة التي تغنى بها في أول الوهلة الفنان "البارعمر" وبعده الفنانة المطربة "نورة" فهذا العالم واحد من الأخيار الذين أنجبتهم بطون ندرومة التي أعطت إطارات سامية في الدولة، وللإشارة فإن مدير المتحف أعلن عن ظفر متحف جهوي بالمنطقة والتي وافقت عليه الوزارة مؤخرا بعدما همشت بخمسة متاحف بالولاية أربعة بمدينة تلمسان وواحد ببني سنوس وسيعتلي شأن الندروميين بمساعدة مخرج الفيلم بحصوله على كم هائل من التصريحات التاريخية التي تستفيد حتما الشريط الوثائقي.