شرع مؤخرا في تصوير فيلم وثائقي بعنوان "ندرومة مدينة التاريخ والفنون" الذي تنتجه في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011" وزارة الثقافة بالتنسيق مع جمعية الموحدية للمحافظة على التراث التاريخي والثقافي لهذه المدينة العريقة. وحسب رئيس الجمعية المذكورة، عز الدين ميدون، سيبرز هذا الفيلم من خلال ست حلقات مدة كل واحدة منها 26 دقيقة، مختلف المظاهر التراثية والحضارية لمدينة ندرومة من هندسة معمارية ومعالم أثرية وصناعة تقليدية وعادات وفنون متنوعة خاصة بسكان هذه الناحية من ولاية تلمسان. وقد خصصت الحلقة الأولى لتصوير مشاهد من حي "التربيعة" العتيق الذي يحاط بسلسلة من المعالم الأثرية النفيسة مثل صومعة الجامع القديم للمدينة وحمامه البالي بالإضافة إلى نسيج عمراني قديم متعانق في تجانس هندسي جميل مما جعله يجلب العديد من الزوار والسيّاح الأجانب. وأوضح نفس المتحدث أن "الهدف من هذا الشريط يتمثل في تسجيل كل ما عرفته المنطقة من فنون وصناعات وتقاليد وشيوخ نبغوا في مختلف العلوم والمعرفة عبر العصور مع محاولة تثمين الإنجازات الإنمائية التي تحققت بالمنطقة في السنوات الأخيرة في إطار مختلف البرامج من أجل ربط الجانب التاريخي بالتنموي". وأضاف أن "إعداد هذا الفيلم سيكون بمثابة إشهار للكنوز التراثية التي تزخر بها مدينة ندرومة الشيء الذي سيسمح بدون شك بالترقية السياحية للمنطقة". ولتعميم الفائدة، سيتم ترجمة هذا الفيلم الوثائقي الذي ستستغرق مدة تصويره بين شهرين وثلاثة أشهر إلى الأمازيغية والفرنسية والإنجليزية وفق نفس المصدر. وللتذكير، فإن مديرية الثقافة لولاية تلمسان قد استحدثت في إطار التحضيرات الخاصة بتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011" مسارا ثقافيا خاصا بمدينة ندرومة كي تكون مزارا للوفود المشاركة. وسيسمح هذا المسار الذي يضاف إلى المسارات الثقافية الأخرى باكتشاف الكنوز الأثرية لهذه المدينة العتيقة التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ المرتبط أساسا بالعصور الذهبية للحضارة العربية الإسلامية مثل العصر المرابطي والمريني والزياني.