مع اقتراب موعد عيد الاضحى ، والذي لا تفصلنا عنه الا ايام قلائل، فان موالي تيارت، قد ضربوا موعدا مع الحدث، لكن هذه السنة ، ومقارنة بالاعوام الماضية هناك ارتفاع جنوني في اسعار الماشية، مما أثقل كاهل المستهلك والمواطن القاطن بتيارت ، بالرغم من أن ولاية تيارت توفر لسكانها الماشية ، باعتبار أنها منطقة فلاحية ورعوية بالدرجة الاولى، غير أنه ما يميز خصيصا هذا العام هو ذلك الارتفاع غير المسبوق لاثمان الماشية ولكن مافهمناه من الموالين فان هناك عوامل ومكنيزمات عديدة قد هيات ذلك الجو ليكون السعر مرتفعا مقارنة بالعام الماضي، أين كانت الاسعار في متناول الجميع ، والمقصود هنا حسب ماصرح به الموالون، أن غذاء الماشية هو كذلك عرف ارتفاعا ، مما اضطر الموالون الى رفع السعر وبإعتبار أن العام الماضي، عرف مغياثية غير مسبوقة فالامر أدى وبدون محالة الى ارتفاع السعر، على غرار في حالة وقوع الجفاف، فالامر يختلف ، وبما أن سوق الماشية لا تهمه قواعد أو ضوابط خاصة السماسرة من الموالين، الذين يتهمون ومن جهة ثانية في السعر قد ساهم وبشكل كبير في ارتفاع السعر. * الكبش ب 10 ملايين ! الاسواق المنتشرة والاسبوعية كسوق الماشية بضواحي تيارت، أو بالسوقر أو بدائرة فرندة، تعرف منذ أيام قلائل ارتفاع جنوني في السعر وهذا مالاحظناه وماشهدناه من خلال جولتنا التي قادتنا الى هذه الاسواق ،والمدهش أنه خلال هذا الاسبوع فقد وصل سعر الكبش الى 10 ملايين سنتيم، والخروف ب 38 الى 45 ألف دج ، والثني بحوالي 32 ألف دج واعتبر المواطن المتجول أنها أسعار ليست في متناول الجميع فهي تحرق الجيوب، دون مراعاة القدرة الشرائية للمواطن، ليجد نفسه متفرجا أو متجولا داخل هذه الاسواق، ويفضل الكثير اقتناء خروف، قد لا يتجاوز سعره ال 28 ألف دج يزن غالبا قرابة ال 20 كلغ، وربما قد يسود التفكير العام لارباب الاسر، أنه لايكفي أفراد أسرة قد يتعدى أفرادها ال 8 أشخاص أو أكثر، ليجد المواطن في النهاية بين مطرقة أرضاء العائلة، وسندان الاسعار ، والتي غالبا ماتجعله غير قادر في تحمل هذا العبئ الثقيل فيضطر في النهاية الى شراء خروف أو ماشية وباسعار تصل الى 28 ألف دج. وحسب الكثير من الموالين فان هذا السعر الجنوني و الخيالي له عدة ارتباطات يمكن أن تدخل في تحديد هذا السعر فالغذاء المقدم للماشية من مادة الزرع والسائد عند الموالين قد يتجاوز ال 2500 دج للقنطار الواحد وفلاحوا تيارت في هذا المجال والكثير منهم لم يستفيدوا حسب ماصرح به البعض منهم من الدعم الفلاحي، فيضطر المربي الى اقتناء هذه المادة ومراعاة أيضا مايتعلق هنا باقتناء الادوية وما شد انتياهنا أيضا الى قول أحد الموالين، أنه خلال موسم الشتاء يفضل نقل الماشية الى ولاية البيض وبحساب بسيط حول دفع مستحقات النقل وكذلك كراء منطقة رعوية وبأسعار محددة مسبقة فهي كذلك عوامل أخرى تدخل في سعر الماشية وأضاف محدثنا أنه ومع اقتراب عيد الأضحى فانه مجبر على اعادة نقل هذه المواشي الى تيارت وعرضها للبيع. وحسب ذات المتحدث فان الكثير من موالي المنطقة يتنقلون الى وهران ، وهذا تجنبا أيضا للاعتداءات من العصابات والأشرار وفي هذا الصدد فان الموال الحاج عبد القادر ، من دائرة السوقر، روى لنا قصصا وأحداث الموالين من تيارت تعرضوا للاعتداءات أيام قبل عيد الاضحى بعد أن قاموا بنقل الماشية على متن شاحنتهم والابقاء بها على مدار أيام بمختلف الاحياء، ليتعرضوا أيضا للاعتداءات وسرد لنا واقفة موال، خلال العام الماضي ، اذ قصد وهران وبالتحديد سيدي البشير لكن الذي كان برفقة ثلاثة أشخاص ، ولكن تفاجا المسكين بكرم سيدة طلبت منه قضاء الليلة ببيتها رفقة أصدقائه غير أنه وفي الصباح الباكر تفاجا باختفاء مايقارب 300 رأس ماشية والادهى والامر أنها طلبت منه أن يغادر في الحال والاغرب أنه تلقى تهديدا من قبل أبنائها، فلم يجد الموال الا أن يغادر المنطقة دون حتى أن يودع شكوى ضدها، وحسب ماقاله محدثنا فان موالي تيارت ، الان يفضلون التوجه الى ولايات خاصة منها العاصمة الجزائر وولاية البليدة، اين يمكن لهم أن يباشروا في عملهم وفي أمان دون اعتداءات أو ما شابه ذلك. * سماسرة بالسوق على كل فان الحاج عبد القادر وهو صاحب مزرعة تقع بالقرب من دائرة السوقر، حاول من خلال حديثه أن يعطي أكثر تفاصيل حول عملية بيع المواشي داخل الاسواق وأشار في سياق الحديث أن بعض السماسرة والذين أغلبيتهم لهم اتصالات مباشرة مع الموالين يتدخلون في أوقات معينة، وهذا من أجل رفع الاسعار في حالة أن اضطر الموال الى بيع الماشية وفي ظرف قياسي، والغرض هنا هو التحكم في السوق وبطريقة يمكن منها الكسب السريع، وكل واحد منهما أي الموال والسمسار يجد ضالته هنا وعن الماشية التي تباع بالمدن والتجمعات الكبرى فقد أكد الحاج عبد القادر أن بعض المربين وسامحهم الله هنا، والذين لايفقهون شيئا يقومون بتقديم المواد الغذائية الموجهة لتربية الدواجن، وهذا فقط من أجل أن يزيد من وزن الخروف، لكن هذا فقط لمدة قصيرة قد لاتتجاوز الشهر الواحد وأكد الحاج عبد القادر أن لحم هذه الماشية لا يكون مذاقه في المستوى، وانما فقط موجه للاستهلاك وبهذا يقع الكثير من المواطنين ضحية هؤلاء فاغلبيتهم ليست لهم دراية كافية ، فاغلبية هؤلاء الذين يقومون ببيع ماشيتهم بالمدن الكبرى، يعلمون جيدا أنها لم تتغذى وبطريقة سليمة وأكد أيضا أن الماشية التي تلقى الرعاية الكاملة، وانصح التعبير في ذلك بالمزارع تكون أفضل الا أن هذه السلسلة الغذائية والواجب اتباعها يقوم بعض الموالين بقطعها، من خلال أغذية أخرى مغايرة ليست لها الصلة بتربية المواشي والعملية بسيطةجدا، اذ يقوم الموال بشراء مجموعة من رؤوس الاغنام وباسعار تنافسية يسلمها لاحد الموالين والذي يتكفل بتوفير هذه الأغذية غير المناسبة وغالبا ما تكون هذه الماشية مصابة بامراض مختلفة. على كل فان سوق الماشية المنتشر عبر قطر تيارت، يعرف ومنذ أقل من أسبوعين، وقبل عيد الاضحى ذلك الارتفاع غير المسبوق للاسعار، في انتظار ربما مفاجآت أخرى، مع العلم أن الكثير من المواطنين ، يفضلون شراء الاضحية، يومين قبل العيد لكن وحسب الموالين فان الاسعار قد تشهد ارتفاعا كبيرا ولا يمكن التحكم فيها ، فترمومتر الأسعار متذبذب ليبقى المواطن وحده يدفع فاتورة هذا الغلاء الفاحش ،دون النظر الى فرحة هذا اليوم والذي يعرف بالتكافل.