تحدّث روّاد الأسواق الأسبوعية للمواشي، بولاية النعامة هذه الأيام عن الارتفاع غير المسبوق للأسعار التي عرفتها مختلف رؤوس الماشية المعروضة ، كما هو الشأن بالنسبة لسوق مدينة العين الصفراء الذي ينظّم كل يوم خميس، وسوق مدينة المشرية الذي ينظم هو الآخر كل يوم أربعاء.وحسب مصادرنا فإن هذه الزيادة تراوحت ما بين عشرين وثلاثين بالمائة من القيمة الحقيقية للأسعار، التي كانت متداولة منذ حوالي شهر حيث بلغ سعر الحولية مثلا نحو 15 ألف دينار إلى 18 ألف دينار فيما بلغت أسعار الحولي من 16 ألف دينار الى 23 ألف دينار ، ما يعني أن المغياثية التي عرفتها المنطقة كانت السبب المباشر في هذا الارتفاع، رغم الغلاء المتواصل للمواد العلفية حيث تراوح سعر القنطار الواحد من الشعير ما بين 2300 دينار وثلاثة آلاف.ودائما حسب العارفين بخبايا القطاع وتقلبات الأسواق، فإن عوامل كثيرة أهمها كمية الأمطار التي تهاطلت على المنطقة والتي فاقت نسبتها المعدل السنوي بالمنطقة، وهو ما يعني الانعكاس الإيجابي على الغطاء النباتي وانتعاش المراعي، والتخلص التدريجي من فواتير الأعلاف. والعامل الثاني موسم الحج والتهافت على الولائم في مثل هذه المناسبة. أما العامل الثالث والأهم في كل هذه الحسابات فهو اقتراب عيد الأضحى، حيث يسارع بعض الموالين إلى الاحتفاظ بقطيع من الخراف والكباش لهذه المناسبة لمضاعفة الثمن. وبهذه الكيفية، يتم الإخلال بمعادلة العرض والطلب، فترتفع الأسعار، التي ستنعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطن، الذي يبقى دائما الخاسر الأكبر في هذه المعادلات، التي لا يفكّ رموزها إلا السماسرة والانتهازيون الذين يقفزون على المناسبات لتحقيق الثراء الفاحش ....وفي نفس السياق تعرف أسعار اللحوم الحمراء لدى الجزارين بولايةالنعامة هذه الأيام ارتفاعا محسوسا، أثّر سلبا على القدرة الشرائية للمستهلك، وخاصة لحم الخروف الذي يحظى بنكهة مميّزة بين سكان هذه المناطق والذي وصل سعره إلى 680 دينار للكيلوغرام بعدما كان قبل موسم الصيف لا يتجاوز 550دينار ويطرح الموالون استفهامات حول التأثيرات الخارجية التي صنعت هذه الزيادات في منطقة سهبية ذات خصوصية رعوية، تعدّ الآلاف من رؤوس الماشية وللوقوف أكثر على حقيقة ما يجري في ''بورصة'' هذه المواعيد التجارية، تنقلت ''الجمهورية''يوم الأربعاء إلى السوق الأسبوعي بالمشرية، كل شيء كان يوحي بالأهمية التي يكتسيها هذا السوق وسط رواده من فئة الموالين والسماسرة الذين لا يملكون سوى مقص وكلمة شرف بالتسديد، وألواح ترقيم الشاحنات الراكنة والقادمة من مختلف جهات الوطن تعكس القيمة التي يحظى بها خروف الجهة الغربية، الذي تعرّض خلال السنوات الماضية إلى المقايضة بقناطير المخدرات التي تم حجزها على الطريق الوطني رقم 06 بين بشاروسعيدة. مصطلحات كثيرة تتداولها الألسن ولا يفك رموزها إلا من كانت له دراية بخبايا القطاع الرعوي، واحتك بممارسي هذا النشاط الذي لا تسمع فيه سوى كلمات ''أعطاوني'' 70 أو 80 وطبعا بين ''أعطاوني'' وثمن البيع، تختفي أرقام قد ترهق الآلة الحاسبة.ويعجز الغلابى من الباحثين عن أضحية العيد من الاقتراب نحوها ..وعن خلفيات الأسعار التي وصفها الجميع بالمرتفعة، مقارنة مع مواعيد سابقة، أكّد الحاج مولاي من كبار موالي بلدية القصدير الحدودية ((.. أن الموال أصبح اليوم سيّدا بعد التساقطات المطرية كما ان وفرة الأعلاف الطبيعية جعلته يتخلص من الفواتير الثقيلة للمواد العلفية ، التي لم يكن قادرا على تسديدها إلا بتقديم رؤوس الماشية وبيعها بأي ثمن كان؟ ''لكن الظروف هذه الأيام عكس ذلك تماما''، فالموال على يقين تام أن احتفاظه بالماشية لأسابيع قلة في العرض أخرى أو شهور سوف لن يكلفه الشيء الكثير، ومن هنا تحدد الأسعار ويفرض منطق الموالين في معادلة أساسها العرض والطلب كما أن التهافت على الخروف والحولية وبدرجة أقل النعجة، في موسم تزايدت فيه المناسبات والولائم وحفلات الأعراس التي يعرف الموالون أنها طرف مهم في المعادلة التي يجيدون ترتيب حساباتها...ويبقى الحديث هذه الأيام إلا عن 'خروف العيد' ، إذ لم يعد يفصلنا عن عيد الأضحى سوى اسابيع قليلة، ولعل ما يميز الاهتمام بهذه المناسبة الارتفاع الغريب في أسعار الخرفان الذي فاق كل حد في بعض الأسواق. وصاحب موجة ارتفاع أسعار المواشي ردود فعل متباينة بالنسبة لمرتادي الأسواق، حيث عزا البعض أن ارتفاع الأسعار يعود إلى استغلال التجار لأدنى فرصة للربح في موسم الأعياد والمناسبات، والأخر يرى أن زيادة الطلب وقلة العرض يعد العامل الرئيس للغلاء فيما يرى آخرون أن سقوط الأمطار عامل أساسي ولا نقاش في ذلك فهو من يرفع أسعار الماشية تحت أي ظرف أو مناسبة .. أسعار تجاوزت الحدود هذا ويشهد السوق الأسبوعي بمدينة العين الصفراء خلال هذه الأيام حركية كبيرة، وأصبح يغص بأنواع عديدة من الأضاحي من خرفان صغيرة ومتوسطة أكباش كبيرة الحجم إلى جانب أعداد محدودة من رؤوس الأغنام والماعز، وصار هذا السوق قبلة لمختلف الأطراف المتداخلة في عملية الشراء والبيع من فلاحين مربين ووسطاء ومستهلكين. في الخميس الماضي قامت الجمهورية بجولة استطلاعية لهذا السوق الذي يعتبر من أهم الأسواق التي تعرض فيها أعدادا كبيرة من رؤوس الماشية ويتوافد عليه التجار من كل جهات الوطن النعامة _سيدي بلعباس وتلمسان _سعيدةوبشار إلى جانب بعض التجار الكبار الوافدين من المدن الشرقية للبلاد. وقد لاحظنا في هذا السوق الخرفان المعروضة رغم وفرتها فإنها تبدو أقل عددا وحجما بالمقارنة لما كان يعرض في مثل هذه الأيام من السنوات القليلة الماضية الشيء الذي رفّع كثيرا من مستوى الأسعار وفرض نوعا من الكساد .وقلة اقتناء الأضاحي هو أن البعض من الموظفين عمدوا إلى شراء اضحياتهم بالتقسيط من قبل تجار لاينشطون الى في مثل هذه المناسبات وطبعا هامش الربح سيكون مجاله أوسع. خاصة قطاع التعليم والصحة وحسب احد المعلمين فان ثمن الأضاحي التي تباع بالتقسيط تتراوح بين 16 ألف دينار إلى 20 ألف دينار كأقصى حد ويقدر هامش الربح بين الطرفين الى نحو 03 آلاف دينار جزائري .