تعرف الكثير من المناطق عبر الوطن لاسيما الولاياتالغربية والداخلية اضطرابات جوية كبيرة يصاحبها سقوط أمطار غزيرة وثلوج غطت المناطق الداخلية وتسببت في موجة برد قارس. فقد وصل حجم التساقطات إلى أكثر من 60 ملم في بعض الولايات، وكانت مصحوبة برياح هوجاء، الأمر الذي جعل حركة المرور تصاب بالشلل بعدما انقطعت الطرق وانسدت الجسور، وعجز البالوعات عن امتصاص كميات المياه المتهاطلة بغزارة. هذه الوضعية أحدثت طوارئ كبيرة، واستدعت تدخلات من الحماية المدنية بل وإنشاء خلية أزمة لمجابهة أي خطر قد ينجم عن هذه الأوضاع كما هو الحال بسيدي بلعباس خوفا من فيضان وادي المكرة. وكان المتضرر الأكبر من هذه الإضطرابات أصحاب البيوت القصديرية والأحياء العتيقة الذين أخلوا منازلهم وقضوا أوقاتا حرجة وهم يترقبون حدوث أي سوء لهم ولأبنائّهم، خصوصا وأن الكثير من البيوت تهدمت وخربت، أو سقطت أجزاء منها ولم تعد صالحة للسكن. وبغض النظر عن هذه الأضرار، فإن هذه الأمطار كانت نعمة على الأراضي التي شهدت مؤخرا حملة الحرث والبذر، فسمحت بارتواء المزروعات من جهة، وارتفاع نسبة المياه بالسدود، حيث ارتفع منسوبها إلى مستويات قياسية في ظرف قصير. السيول تتسّرب الى المنازل وتعطّل الدراسة بعين تموشنت تسبّبت الأمطار المتساقطة في حدوث أخطار على عدة مستويات بولاية عين تموشنت ممّا جعل مصالح الحماية المدنية تسجل 74 تدخلا كمرحلة أولى. الأمطار المتساقطة على تراب عين تموشنت تسببت في عرقلة حركة المرور ممّا ألزم مصالح الأمن والدرك تكثيف تواجدهم على مستوى عدة نقاط مثل الطريق الوطني رقم 02 الرابط ولاية وهران والطريق الوطني رقم 35 الرابط كذلك الولاية بتلمسان. هذا الأخير عرف وقوع حادثين نتج عنهما إصابة السائقين بجروح خطيرة، في حين عرفت الطرقات والبلديات مثل المالح وحاسي الغلة والحساسنة وسيدي بن عدة حركة مرور صعبة بسبب تراكم مياه الأمطار على الطرقات غير المزفتة والتي تشكلت بها مستنقعات يصعب تخطيها أو المرور عليها بواسطة المركبات. مشكل آخر سجل بعنف هذه المرّة وفي هذا الشتاء اذ تدخلت الحماية المدنية في أكثر من 20 منزلا آيل للسقوط وهذا بكل من بلدية بوزجار، العامرية وعين الأربعاء وبني صاف، حيث تسببت الأمطار في تسرب السيول داخل الغرف أما الأحواش او الفناءات فحدث ولا حرج عن وضعيتها خاصة وأنها غير مبلطة وجلها عبارة عن أتربة زادت الأمطار في سوء حالتها. وفي نفس السياق لم يستطع بعض من أصحاب محطات البنزين فتح محطاتهم والعمل بها بسبب الأمطار التي غمرتها عن آخرها وهو حال المحطة الواقعة على مستوى المدخل الشرقي لمدينة عين تموشنت. * ذعر بالمدينةالجديدة العقيد عثمان كما تسببت الأمطار في دخول المتمدرسين متأخرين عن دراستهم على مستوى الأرياف بعدما إمتلأت الطرقات والدروب الوعرة بالأوحال والمستنقعات، مما جعل سائقي النقل المدرسي، يسيرون ببطء وثارة يتوقفون خوفا على سلامة الأطفال. وان كان الفلاحون قد استبشروا خيرا بهذه المغياثية خاصة وأنهم راهنوا على كل الأراضي التي يمتلكونها بغراسة جميع أنواع المحاصيل الموسمية، إلا أن سكان المدينةالجديدة العقيد عثمان باتوا ليلتهم في ذعر جراء إنهيار سقف بإحدى الشقق ويتعلق الأمر بالسيدة خالدي فوزية وهي أم لطفلين تحصلت على مسكنها منذ حوالي 07 سنوات وهذا على مستوى قطعة رقم 51 رغم أن هذا المنزل يعود بناؤه مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب عين تموشنت سنة 1999 وبالتالي تعد أول مدينة نموذجية على المستوى الوطني تدخل في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية، والملاحظ حاليا أن المدينة أصبحت يرثى لها جراء العمل الهندسي غير المتقن المتبع في كل بناية، ممّا جعل المار بها يظن أنها بناية قديمة. خلية أزمة لمراقبة وادي مكرة ببلعباس نصبت أمس خلية أزمة بمقر ولاية سيدي بلعباس على اثر التقلبات الجوية التي ميزت المنطقة منذ السبت الماضي وذلك تحسبا لاي طارئ كفيضان واد مكرة نظرا للكميات الهائلة من الامطار التي تساقطت خاصة خلال ليلة أمس وصلت الى حد 63 ملم خلال فترة وجيزة ،في حين تم تسجيل 12.5 ملم خلال أيام السبت والاحد والاثنين الفارطين ،وهذا التساقط الكثيف للامطار والثلوج التي تساقطات في مرتفعات المناطق الجنوبية تسبب في انخفاض محسوس في درجات الحرارة وصل الى ما تحت الصفر ليلا وفوقه بدرجات معدودة في النهار. هاته الخلية تراقب عن كثب منسوب مياه سد صارنو الذي امتلأ بنسبة 70 ملم ،وهي كمية معتبرة ممكن أن ترتفع أكثر خلال هذه الايام التي تشهد تساقطت مطرية معتبرة ومراقبة واد مكرة الذي قد يفيض في أي لحظة .الى جانب مراقبة منسوب مياه طابية الذي استقبل نسبة 90 متر مكعب ليلة أمس ومن جهته صرح السيد قادة وارث رئيس خلية الاعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس عناصر هذه الاخيرة تدخلت 64 مرة تدخل خلال 24 ساعة منها 24 تدخل كان سبب سوء الاحوال الجوية التي ميزت بلعباس خلال ال 72 ساعة الماضية ومن ذلك انتشال شخصين من مسكن هش بحي ماكوني والذي كان عرضة لسقوط شجرة كبيرة الحجم وعليه تم نقل الجريحين إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي حساني عبد القادر ،اى جانب سحب سيارة كانت عالقة بالطريق بالقرب من المحطة البرية للمسافرين بحي الروشي وذلك بسبب مياه الامطار التي غمرت الطرقات والارصفة وحتى بعض المساكن بأحياء متفرقة بمدينة سيدي بلعباس ،وفي هذا السياق علمنا بأن واد مكرة المار من بلدية رأس الماء ارتفع منسوبه أدى الى فيضانه نسبيا وتسلل مياهه الى بعض السكنات المحاذية. وقد واحتج سكان حي 770 مسكن ببوعزة الغربي الذي تحول الى بركة كبيرة من المياه مما عرقل حركة السير والمرور وكان سبب ذلك حسب سكان هذا التجمع السكني هو رفض المقاول الذي كلف بانجاز مشروع تسوية الطرقات الفرعية انشاء قنوات الصرف الصحي التي تمتص المياه, هذا وتسبب الامطار في احتراق العدادات الكهربائية بعمارات حي عظيم فتيحة بمدينة بلعباس مع انقطاع التيار الكهربائي بكل من بلديات تسالة وعين الثريد وبوجبهة البرج ومزاورو ومولاي سليسن. 180 تدخلا وقلق بالأحياء القصديرية بسعيدة عاش السكان القاطنون بالقرب من وادي سعيدة بداية من حي الرائد المجدوب مرورا بحي داودي موسى وحي الزيتون الى أقصى المدنية بإتجاه بلدية الرباحية خلال ال 24 ساعة الأخيرة وضعية صعبة جراء التساقطات المطربة الغزيرة والتي احدثت طوارئ لدى أصحاب البيوت الهشة والتي تآكلت بفعل العوامل المناخية وقربها من المياه المتدفقة من الوادي المحملة بالأوساخ والأتربة جراء مصبات الوديان والمياه القذرة التي تتدفق فيه والتي ذكرتهم بسيناريو العام الماضي أين جرفت مياه الوادي البيوت القصديرية الهشة وأغراض السكان الغلابى الذين لا حول ولا قوة لهم. كما أن انسداد البالوعات جعل العديد من الأحياء تغرق في الأوحال والقاذورات على غرار حي عمروس، حي بوخرص وحتى وسط مدينة سعيدة فعديد الأحياء بحاجة الى تهيئة ورفع الأوساخ والأتربة المتراكمة أمام البيوت مما سهل من دخول مياه الأمطار الى عشرات المساكن وعاش قاطنوها ليلة بيضاء هذا في وقت سجلت فيه مصالح الحماية المدنية أكثر من 180 تدخل لامتصاص مياه الأمطار المتسربة الى المساكين عبر مختلف الأحياء.