كسب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، جولة في حربه الشرسة مع وسائل الإعلام الإسبانية بعد المستوى اللافت الذي ظهر به لاعبو فريقه خلال مباراة فالنسيا لحساب المرحلة ال20 من الدوري الإسباني لكرة القدم، والتي انتهت لمصلحة الفريق الملكي بخماسية بيضاء. حيث بدا لافتاً في المباراة الأخيرة تحسن الأداء الفني لبعض لاعبي الفريق الملكي، والذين تعامل معهم مورينيو بصرامة، وعلى رأسهم قائد الفريق وحارس مرماه إيكر كاسياس، وهداف الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو، إضافة إلى الأرجنتيني آنخل دي ماريا. ولعل الأرقام والإحصائيات تظهر بجلاء فعالية الأسلوب الصارم الذي ينتهجه المدرب البرتغالي، فقد حافظ إيكر كاسياس حارس مرمى الفريق على نظافة شباكه للمباراة الرابعة على التوالي، مسجلاً بذلك المسيرة الأفضل للفريق في هذا الموسم من ناحية عدم تلقي الأهداف، إذ لم تهتز شباك الحارس الإسباني منذ الأهداف الثلاثة التي تلقاها من تشابي بيرييتو لاعب ريال سوسيداد خلال مباراة الفريقين في السادس من يناير الماضي. وأثار قرار مورينيو بوضع كاسياس على مقاعد البدلاء للمرة الأولى منذ عشر سنوات وإشراك الحارس الاحتياطي أنطونيو آدان بدلاً منه، موجة كبيرة من الاستياء والاستغراب بين مشجعي الفريق وهو ما تمت ترجمته حرفياً على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، بيد أن حالة الغضب التي سيطرت على جماهير النادي الأبيض تحولت إلى موجة عارمة من السعادة خلال مباراة فالنسيا البارحة بعد أن ارتدى قائد الميرنغي قفاز الإجادة للمرة الرابعة على التوالي بالمحافظة على شباكه في مباراتي سيلتا فيغو وفالنسيا في كأس ملك إسبانيا، ومباراتي أوساسونا وفالنسيا في الليغا. ولم تعد قرارات مورينيو الصارمة بالفائدة الإيجابية على إيكر كاسياس حارس مرمى الفريق فحسب، بل إنها عادت أيضاً بالفائدة الإيجابية على مهاجم الفريق كريستيانو رونالدو الذي استعاد نغمة التهديف بعد الدرس القاسي الذي لقنه إياه مورينيو، على هامش لقاء الفريق الملكي أمام نظيره فالنسيا مساء الثلاثاء الماضي ضمن ذهاب ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا، والذي انتهى لمصلحة الأول بنتيجة هدفين دون مقابل. وقاد هداف ريال مدريد فريقه لفوز ساحق بإحرازه الهدفين الثالث والرابع، فضلاً عن صناعته الهدف الثاني لدي ماريا بعد فاصل من المراوغات بمدافعي فالنسيا. ووصل المهاجم البرتغالي بهدفيه في مرمى فالنسيا إلى الهدف رقم 300 في تاريخه خلال مسيرته الناجحة مع أندية سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ومانشستر يونايتد الإنكليزي، إضافة إلى ناديه الحالي ريال مدريد الإسباني والذي أحرز له 177 هدفاً من أصل 174 مباراة خاضها خلال السنوات الثلاث التي قضاها في أسوار النادي الأبيض ليقترب رويداً رويداً من لقب أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد. كما رفع المهاجم البرتغالي بالهدفين غلته التهديفية في الليغا إلى 18 هدفاً، ليتساوى مع راداميل فالكاو نجم أتليتكو مدريد بذات الرصيد، بينما يتصدر ليونيل ميسي قائمة الهدفين ب29 هدفاً. هذا وشهدت مباراة فالنسيا أيضاً تألق الجناح الأرجنتيني آنخل دي ماريا الذي كان عرضة للانتقادات بسبب أدائه في المباريات الأخيرة، حيث تمكن من تسجيل هدفين في المباراة. ولم يأت هذا التألق اللافت من فراغ، إذ إن الأسلوب الصارم الذي انتهجه مورينيو مع دي ماريا بإبقائه على مقاعد البدلاء، ساهم بدرجة كبيرة في إعادة الثقة للاعب الأرجنتيني.