هدد بعض أفراد الأقلية الأوزبكية في قرغيزيستان بتفجير مستودع للنفط إذا حاولت الحكومة المؤقتة الاستيلاء على المكان بالقوة. ودخل المسؤولون الحكوميون في مفاوضات مع العناصر التي سيطرت على المستودع في مدينة أوش التي شهدت عنفا عرقيا خلال الأسبوع الماضي. ويحتضن هذا المستودع معظم مخزونات النفط التي توزع في المنطقة. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ربع مليون شخص فروا من منازلهم في جنوبي البلاد. وبدأت الأممالمتحدة وروسيا نقل الإمدادات جوا إلى المنطقة حيث فر نحو 75 ألف من أقلية الأوزبك في اتجاه دولة أوزبكستان المجاورة قبل أن تغلق حدودها. وبلغت حصيلة القتلى 179 وما لا يقل عن 1870 جريحا لكن الرقم النهائي يظل غير معروف لأن العديد من القتلى دفنوا دون تمكن عائلاتهم من تسجيلهم في عداد القتلى. ومن جهة أخرى، أرسلت الولاياتالمتحدة أرفع مسؤول مكلف بملف آسيا الوسطى إلى قرغيزيستان وهو روبرت بلايك في ظل احتدام العنف العرقي في هذا البلد. ومن المقرر أن يلتقي بلايك المسؤولين في العاصمة، بيشكيك، يومي الجمعة والسبت المقبلين بهدف تقييم حاجات البلد من المساعدات الإنسانية. وناشدت الحكومة القرغيزية المجمتع الدولي تقديم مساعدات إنسانية بسبب الاقتتال بين السكان القرغير والأوزبك في مدينتي أوش وجلال آباد الواقعتين جنوبي البلاد. ويقول مسؤول في الأممالمتحدة إن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من قرغيزيستان فرارا من أعمال العنف. وينتمي الكثير من النازحين الذين فروا إلى أوزبكستان المجاورة ومعظهم من النساء والأطفال إلى أقلية الأوزبك. وتحدث الضحايا عن اتساع نطاق أعمال الاغتصاب التي تستهدف النساء الأوزبك، إضافة إلى أعمال العنف ضد الأطفال. وقال مسؤولون حكوميون إن الاستفتاء المزمع إجراؤه سيمضى قدما رغم أعمال العنف. وحثت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي الحكومة القرغيزية بعدم السماح للإضطرابات العرقية بعرقلة الاستفتاء والانتخابات. وتخلت الحكومة القرغيزية عن مطلبها السابق بإرسال المجتمع الدولي قوة لحفظ السلام بعد انحسار موجات العنف. لكن الأممالمتحدة تقول إنها أرسلت أطنانا من الإمدادات إلى البلد للتعامل مع عشرات الآلاف من النازحين الذين نجحوا في الرحيل إلى دولة أوزبكستان المجاورة. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن بلايك الذي يزور أوزبكستان وفقا لترتيبات سابقة سيصل إلى بيشهك يوم الجمعة المقبل. وتعد أعمال العنف الحالية أسوأ اضطرابات عرقية يشهدها البلد منذ عام 1990 عندما قتل مئات الأشخاص. ويشكل الأوزبك نحو 15 في المئة من عدد سكان قرغيزيستان الذين يبلغ عددهم 5.5 مليون شخص.