بعد شهرين من اليوم تقريبا (وبكل تحفظ) ستنعم وهران بخدمة «الترامواي» هذه الوسيلة العصرية للنقل التي حلم بها الوهرانيون والجزائريون عامة... إنتهت الأشغال وتخلص السكان من الضجيج والأتربة والغبار والحفر والخنادق، من الآليات الصاخبة من الطرقات المقطوعة وارتسم المسار الى غاية وسط المدينة وأفاق الناس على مدينة بمعالم مغايرة لا تنتظر غير صفير الترامواي.. نجحت التجارب ووصلت هذه الآلة «العجيبة» الى ساحة أول نوفمبر وبدل التفاؤل والتفاعل الايجابي مع «الحدث» تخوفات من «الحصان الحديدي» هذا الذي سيخترق المدينة كما يخترق القطار الجبال والهضاب، وخوفنا كل خوفنا مما قد يقع من حوادث (لا قدر الله)! وبعيدا عن التهويل وكل أشكال التشاؤم واقع لا يبعث على الارتياح حين يكاد الندم يتسلل الى نفوسنا.. «نحن لا نستحق مثل هذه الوسائل العصرية للنقل! أو هكذا الانطباع لمن يمعن النظر فيما يقع على طول مسار هذا الترامواي «المسكين». ولأن «العام يبان على خريفه» فإن السلوكات السلبية الملاحظة من المحطة الابتدائية الى المحطة النهائية توحي بل تؤكد أن الكثير منّا لا يدرك العواقب الوخيمة والأخطار والمصائب والكوارث المتوقعة حين دأب وتعوّد الكثير الكثير منا على استباحة مسار الترامواي.. سيارات وراجلون وتجار متحولون واطفال يلهون ويلعبون لا أحد يأبه بالتجارب الأخيرة. واذا كان سائقو الترامواي قد عرفوا كيف يتفادون الحوادث الخطيرة الى الآن فكيف سيكون الأمر عند التشغيل الرسمي؟!..