وجهت مديرية التربية بطاقة حمراء للمؤسسات التربوية التي سجلت نتائج غير مشرفة ودون المستوى في امتحانات شهادة التعليم المتوسط التي انطلقت في الفاتح جوان وألزمت مدراؤها بتقديم تقارير مفصلة عن الاسباب الحقيقية لفشلها في بلوغ احصائيات مشجعة. هذا ما أعلن عنه مدير التربية مساء أول أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر المديرية كاشفا عن اتباع إجراءات ردعية ضد المؤسسات التي لن تفلح في تحقيق مردودية في الامتحانات المصيرية سعيا منه للرفع من مستوى التلاميذ والإحراز على نتائج إيجابية خاصة أن الدولة قد وفرت كل الوسائل المادية والبشرية لتطوير القطاع. وفي هذا الصدد أكد المسؤول الأول عن القطاع أن التدابير الجديدة المعلن عنها ستشرع فيها إدارته بداية من الدخول المدرسي المقبل لسنتي 2011-2010 وهي الطريقة الوحيدة التي ستعتمد عليها لتجسيد استراتيجية فعالة والرفع من نسب النجاح في الامتحانات. فالأرقام المستقاة من مديرية التربية المسجلة في اختبارات شهادة التعليم المتوسط والتي أشار إليها بدوره المسؤول الاول عن القطاع تشير إلي إحصاء نسب ضعيفة جدا في بعض المتوسطات وهو ما دفع المديرية لإعداد دراسة شاملة للبحث عن العوامل المباشرة لتسجيل هذه النتائج وقد حصر ذات المسؤول هذه المؤسسات في متوسطة حاسي بونيف الجديدة التي لم تتجاوز نسبة النجاح 22٪ فقط بعدما تحصل 12 تلميذا من أصل 54 ممتحنا على شهادة التعليم المتوسط. ثم مؤسسة "نجمة2" التي أحصت نسبة 23.47٪ بنجاح 65 ممتحنا فقط من مجموع 277 حاضر، متوسطة ڤديل الجديدة لم تخرج عن القائمة السوداء ببلوغ 25.68٪ بعدما أحرز 38 تلميذ على الشهادة من أصل 148 حاضر، مؤسسة حاسي بن عقبة هي الاخرى أدرجت ضمن القائمة بتسجيل نسبة نجاح تساوي 29.55٪ حيث تحصل من خلالها 26 متمدرسا على الشهادة من مجموع 88 حاضرا. أما بالنسبة للهياكل الاخرى التي لم تتجاوز نجاحها 48٪ فيقدر عددها 16 مؤسسة من أصل 142 متوسطة بخلاف الهياكل الاخرى التي تراوحت نسبها مابين 100 و49.44٪ علي رأسها مدرسة المكفوفين، متوسطة ألف سكن بأرزيو، مؤسسة منصوري ابراهيم، بدر2، محمد بوراس. وإن كانت الولاية قد سجلت نسبا ضعيفة بالنقاط المذكورة فإنها قد أحصت في امتحانات شهادة التعليم المتوسط معدلات ضعيفة وغير مشرفة في بعض المواد وهو دفع الجهات الوصية لدق ناقوس الخطر للنتائج غير المرضية لاسيما في (الفرنسية، الإنجليزية، الرياضيات والعلوم الفيزيائية) حيث أعلن مدير التربية خلال الندوة الصحفية عن عدم رضاه مع ضرورة اللجوء إلى الحلول الاستعجالية لتدارك الاخطاء وحل هذه الإشكالية. وأمام هذه الوضعية أجبرت مديرية التربية مفتشي كل من مادة اللغة الفرنسية، الانجليزية الرياضيات، الفيزياء والتاريخ والجغرافيا بتقديم عرض مفصل عن الوضعية وسبب فشل التلاميذ في هذه المواد بالذات وحددت تاريخ 12 جويلية المقبل كموعد اجتماع مدراء المتوسطات ومفتشي كل المواد المدرجة في الامتحانات قصد الوقوف على أهم الاسباب وتقديم استفسارات عن النتائج مع إعداد مقارنة بين السنوات الثلاث الأخيرة. وعن الاجراءات الردعية التي سيتم تسليطها ستصل إلى حد عقوبة من الدرجة الرابعة المنصوص عليها في قانون الوظيف العمومي حسب ما أكده مديرية التربية أول أمس علما أن نسبة الرسوب في مادة الرياضيات قدرت ب70٪ بالمقابل فقد ضبطت الادارة الوصية النسب الولائية لكل المواد بدءا باللغة العربية التي سجلت فيها 92.06٪ التربية الإسلامية 85.29٪، العلوم الطبيعية والحياة 63.10٪ لتنخفض الى 36.14٪ في مادة العلوم الفيزيائية ثم إلى 36.27٪ في مادة اللغة الفرنسية ثم ترتفع نوعا ما لتصل الى 37.74٪ في مادة اللغة الانجليزية وهو ما تراجع مردود التلاميذ في المواد الخمس لاسيما في الرياضيات التي ساهمت بشكل كبير في فشل التلاميذ في امتحان شهادة التعليم المتوسط ومنه بات من الضروري اتخاذ كافة التدابير اللازمة سواء باتخاذ طريقة الردع أو إعادة هيكلة المؤسسات التربية لتحقيق استراتيجية ناجحة كفيلة بتجاوز كل هذه العراقيل.