إذا كان فصل الصيف، فصل العطل والإصطياف لدى معظم الأسلاك المهنية فإنه فصل التجند والعمل بالنسبة لسلك الحماية المدنية، إذ أصدرت المديرية العامة للحماية المدنية كما جرت العادة في مثل هذا الوقت تعليمة تحدد العطل في مستواها الأدنى خلال فصل الصيف. وفي هذا الشأن أوضح النقيب بوشريفي ناصر المدير الولائي الجديد للحماية المدنية بمعسكر خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس أن العطل ستقتصر فقط على الحالات الإستثنائية كعطل الزواج على سبيل المثال، لأن القطاع في حاجة إلى كل أعوانه في هذه الفترة المتميزة بكثرة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية لاسيما عندما يندلع أكثر من حريق في نفس الوقت. وزيادة على هذا الإجراء الإحتياطي، فقد تم تنصيب »الرتل المتنقل« لمكافحة حرائق الغابات بالوحدة الرئيسية بالقواير بمدينة معسكر، الذي سيتكفل بالتدخل لإخماد أي حريق يندلع في غابات الولاية بوسائله الخاصة الموضوعة تحت تصرفه طيلة مدة نشاطه بين الفاتح جوان و31 أكتوبر، والمتمثلة في 7 شاحنات صغيرة للاطفاء وأخرى كبيرة للتموين بالمياه وسيارة إسعاف طبية كاملة التجهيز فضلا عن التأطير البشري المكون من 96 عونا من مختلف الرتب، 24 منهم ينتمون إلى ولايتي غليزان وتسمسيلت، وكلهم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما بحكم صعوبة المهمة المنوطة بهم. مسؤول القطاع أوضح أن أعوان »الرتل المتنقل« الذين يستبدلون كل 12 يوما، سيستفيدون أثناء إقامتهم بولاية معسكر بتكفل جيد، فضلا عن تكوين نظري وتطبيقي لرسكلتهم في تقنيات إخماد الحرائق . وقد تدخل »الرتل« نهاية الأسبوع المنصرم لإخماد حريق اندلع بغابة جبل بوزيري ببلدية بوهني يوم الأربعاء الماضي والذي تطلب التدخل مرتين لإطفائه بعد أن اشتعلت النيران مجددا في الغابة بسبب الرياح في اليوم الموالي متسببة في إتلاف 2،35 هكتارا من الغطاء الغابي، منها 10 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي، والبقية عبارة عن ادغال وقد تم انقاذ ما تبقى من هذه الغابة التي تتربع على مساحة 1600 هكتار. وردا على سؤال يتعلق بتركيز التجند والجهد على حرائق الغابات في فصل تكثر فيه أيضا حوادث الغرق، أوضح مدير القطاع أن هناك فرقة للغطس، للتكفل بالغرقى في السدود والأحواض المائية، كما أن الوحدات الأخرى تواصل نشاطها في إسعاف ضحايا بقية الحوادث، كحوادث المرور وغيرها، مشيرا في ذات السياق إلى الحملات التحسيسية التي تنظمها الحماية المدنية بحسب فترات كثرة الحوادث، كحوادث الغرق، والحرائق، والغاز والتسممات وحوادث المرور وما شابه ذلك. وبخصوص افتقار القطاع إلى خبراء ومختصين في مجال تحديد أسباب الحرائق والحوادث الأخرى، أشار النقيب بوشريفي إلى أن تحديد السبب من صلاحيات ومهام الضبطية القضائية والشرطة العلمية وإن كان قطاع الحماية المدنية قد شرع في إنشاء فرق مختصة في مجال الحوادث الناجمة عن المواد المشعة، والحوادث الناجمة عن إنفجار الغاز، وكذا في بعض المواد الكيماوية. وفيما تعلق بافتقار بعض المناطق إلى التغطية بوحدات الحماية المدنية مثل منطقة وادي تاغية، أكد ذات المسؤول وجود برنامج ثري لإنجاز 4 وحدات ثانوية جديدة، بدوائر البرج، عڤاز، الحشم وعوف مضيفا أن استراتيجية القطاع في هذا المجال هي تعميم وحدات التدخل بكل دوائر الولاية ال 16 بينمام أوضح النقيب تيجيني الحبيب رئيس مصلحة الإدارة والإمداد أن إنجاز مثل هذه الوحدات يخضع لمعايير تأخذ بعين الإعتبار عوامل الكثافة السكانية وبعد المسافة عن أقرب وحدة للتدخل، وحجم الأخطار المحتملة، فضلا عن معدل الحوادث المسجلة في المنطقة مبرزا أن القطاع استفاد خلال السنوات العشر الأخيرة من مشاريع لإنجاز وحدات ثانوية بكل من دوائر بوحنيفية، تغنيف، غريس، وادي الأبطال، زهانة وكذا الوحدة الرئيسية بمدينة معسكر. للتذكير، فإن ولاية معسكر عرفت 8 حرائق طالت الغابات خلال شهر جوان الجاري، وتسببت في إتلاف 410 هكتارات معظمها أدغال حسب معطيات مصالح الحماية المدنية التي أشارت أيضا إلى تدخل فرقها خلال الشهور الأولى من العام الجاري في 163 حادث مرور أسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 248 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك مقابل 193 حادث مرور و35 قتيلا و269 جريح سجلتها نفس المصالح خلال الرباعي الأول من العام الماضي.