قراءات شعرية ومحاضرات حول " بن هدوقة " افتتحت أمس بمديرية الثقافة لوهران فعاليات الملتقى الوطني الأدبي " شموع لا تنطفئ " في طبعته الثالثة تحت شعار " من عمق الذاكرة " , وذلك بمشاركة نخبة هامة من الأدباء و الشعراء الجزائريين , الذين جاؤوا من كل حدب و صوب لإثراء اللقاء بمداخلاتهم القيمة و أشعارهم النيرة , حيث كان الموعد الأدبي لامعا على غرار طبعتيه السابقتين , بدليل الجو الأدبي الراقي الذي ميز اللقاء منذ اليوم الأول , عندما أبحر مبدعو الجزائر و شعراؤها في عوالم الكلمة الصادقة و الإحساس الجميل , وراحوا يحلقون في سماء البلاغة و الفصاحة , ليشعلوا بذلك فتيل التواصل الانساني و الأدبي تحت ضوء الشموع التي لا تنطفئ . التظاهرة كما عهدناها افتتحت بكلمة ترحيبية من طرف مديرة الثقافة السيدة موساوي ربيعة التي أشادت بأهمية هذا الملتقى الوطني , الذي جمع لثالث مرة أبرز الكتاب الجزائريين من مختلف ولايات الوطن , وكذا الشعراء الذين قدموا خصيصا للاحتفال بشخصية بن هدوقة , وتبادل الأفكارتحت سماء وهران في موعد فكري راق , حضرته كل من مديرة دار الثقافة و المدير الجهوي لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة , و أيضا الروائي الأستاذ محمد البشير بويجرة , أما فيما يخص المشاركة فقد وقعها كل من القاص الجزائري راجي المرجي من ولاية الشلف , و الشاعرة برياح الزهرة، إضافة إلى شعراء آخرين نذكر منهم الشاعر مية مفتاح ياسين , و الشاعرة عايدة سعدي وغيرهم من الذين أتحفوا الحضور بقصائدهم المؤثرة و كلماتهم المعبرة التي أنعشت القلوب و استمالت العقول .. و لأن شعار الملتقى غالبا ما يتمحور حول شخصية أدبية وفكرية معينة , فقد اختارت الهيئة المنظمة هذه المرة أن تضيئ شموع اللقاء للأديب الراحل عبد الحميد بن هدوقة , صاحب رائعة " ريح الجنوب " , الكاتب الذي أثبت رسوخ تجربته في المشهد الأدبي الجزائري , ونجح في تسلق جبال المقاومة دون خوف أو وجل , فكان رمزا للكلمة الصامدة و الإرادة القوية التي أرهبت العدو الغاشم و زرعت الخيفة في نفسه , و ما لمسناه أمس خلال الملتقى هو أن الأساتذة المشاركين امتلكوا فعلا براعة الكشف عن شخصية هذا الروائي , من خلال محاضراتهم التي أماطت اللثام عن أعماله و تحدياته ضد المعمر الفرنسي , و كذا مسيرته الأدبية و النضالية التي تستحق الثناء و التقدير . و للإشارة فإن مديرية الثقافة قد نظمت على هامش الملتقى مسابقة أدبية تشارك فيها مجموعة من المواهب الشابة العاشقة للشعر و القصة , حيث خصصت هذه الأخيرة ثلاث جوائز لأحسن قصة وشعر فصيح وملحون , ومن المنتظر أن تعلن عن الفائزين في حفل الاختتام , أين ستكرم في ذات المناسبة وجوها ثقافية وأدبية كان لها دور كبير في إثراء الحركة الأدبية لاسيما بولاية وهران .