قدم المشاركون في الندوة الوطنية حول البحث العلمي في الجزائر، المنظمة أمس بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف عرضا سلبيا حول علاقة البحث بالمحيط الإقتصادي والصناعي أو أي مجال آخر حيث أرجع بعض المتدخلين في هذه الندوة المشكل إلى انعزال الجامعة عن محيطها منذ الأزل إلى اليوم، وكل محاولات الإندماج في المجتمع ونقل نتائج الأبحاث إلى المؤسسات بقيت مجرد حالات منعزلة واستثنائية. وفي ذات السياق تطرقت الأستاذة دردور عائشة مديرة جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى جملة من الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي لاعادة الإعتبار للبحث العلمي ومستوى التكوين والتعليم الجامعي، وعليه نصبت جامعة محمد بوضياف لجنة للتقييم ببعض الكليات، وحول نتائج عمل هذه اللجنة تقول مديرة الجامعة بأنها كانت سلبية خصوصا فيما يتعلق بمتابعة الدروس وتأطير الباحثين في مختلف مراحل التدرج. كما أوصت ذات المسؤولة، الباحثين بنشر نتائج أعمالهم عبر مختلف وسائل الإعلام كالجرائد بدل تركها في الأدراج، لأن ذلك لن ينفع البحث العلمي ولا محيط الجامعة بشيء، لأن أهمية كل ابداع أو ابتكار هو تعميم استعماله في مختلف مجالات الحياة. وتطرق الأستاذ فلازي سمير مدير مخبر الهندسة الكهربائية بذات الجامعة إلى مشكل العزلة أيضا وأعطى عدة حلول واقتراحات لترقية البحث وذلك عن طريق اشراك الصناعيين والإطارات الموجودة خارج الجامعة في التعليم العالي لرفع مستوى التكوين، مضيفا بأن مستوى الهيئة التدريسية متواضع في المهارات التقنية بسبب انعزالها عن ميادين تطبيق الكفاءات رغم أنها جيدة أكاديميا، وهذا من أهم عوامل العزلة وخاصة عن الصناعة والإقتصاد، فالأساتذة والمحاضرين يهتمون بالجانب النظري أكثر من التطبيقي. أما رئيس الجمعية الوطنية للأساتذة والباحثين الجزائريين ابراهيم وادي فيري بأن الصناعيين وأصحاب المؤسسات والمسيرين هم الذين يتعمدون التغيب والابتعاد قدر الإمكان عما تنتجه الجامعة من ابتكارات وتكنولوجيات حديثة قد توفر على المؤسسات تكاليف استرادها من الخارج.