مبدع متألق استطاع أن يجيد تقمص دور عجوز جزائرية «زازا» تبحث عن تعرية الواقع الاجتماعي وتسليط الضوء على إنعدام القيم الأخلاقية والدعوة بطريقة هزلية للتضامن والتعاضد وللإهتمام بالوالدين وبالأسرة وبالعودة إلى العادات القديمة والسليمة وجاءت «سكاتشاته» ومونولوڤاته كلها تصب في وعاء تربوي وتثقيفي وعلى هامش سهرات «تامورانوي» بمركز الاتفاقيات أحمد بن محمد بالباهية حاولنا معرفة سرّ إرتباط الفنان مصطفى ڤزان بشخصية «زازا» وعن نجاحها في كسب قلوب الجزائريين فكان رده بأنه لا يرغب في تقديم النكتة وفقط لكنه يبحث ويدرس ويعطي الأولية للعبرة من القصة وأن تكون من وراء المشهد المضحك رسالة توعية موجهة للمتلقي سواء كان متفرجا على المباشر أو عبر الشاشة أو الاذاعة والحكاية التي قدمها مؤخرا عن الشاب الذي يذهب للزواج من أجنبية ويدعوها لزيارة الوطن وتكتشف أمه بأنها تدخن وتتناول المشروبات الكحولية وجمالها اصطناعي من صبغة للشعر والأظافر وغيرها بينما.يترك ابنة عمه (بنت لبلاد) العفيفة الشريفة وهي دعوة للتفكير قبل العمل على الزواج من الأجنبيات والتذكير بمخاطر الزواج المختلط وأثاره السلبية على الأولاد أما عن كثرة الفكاهيين وقلة إبداعهم أكد لنا محدثنا بأنه ليس كل من هب ودب بفكاهي أو كوميدي وأن الفكاهة في الأصل هي كل ما يستوعبه الإنسان من إثارة لمشاعره وأحاسيسه بطريقة الضحك وكما يحتاج الانسان لطبق الغذاء الذي يختم بتناول الفاكهة فإن للعقل أيضا غذاءه الفكري من مطالعة كتاب أو رؤية فيلم أو الحضور إلى عرض مسرحي وفاكهته هي (النكثة) والضحكة والفكاهة بصفة عامة يقال من قرأ ولم يتفقه كالذي أكل ولم يتفكه مصيبتنا في غزارة الانتاج من أفلام وسكاتشات و(مونولوڤات) لكن الكثرة تبعد الجودة النوعية تذهب مع الكمية والرداءة تأتي بسبب أن كل واحد أصبح كوميديا وممثلا وفنانا يا سلام حقا أن الفن ليس حكرا على أحد ولسنا أوصياء عن الفكاهة لكن لكل مقال مقام ولكل مهنة شروطها ولكل عمل ميزانه وضوابطه «التهريج ملأ القاعات والشاشات والله يسترنا من زوبعة إنحدار الأخلاق فالفنان الحقيقي يعمل على ترقية الذوق الجمالي للإنسان والتربية وإضافة لمسة جميلة للحياة الاجتماعية عكس ما نراه من أشباه الكوميديين الذين يتكلمون لغة البذاءة والكلام الجارح والفاحش ، الفكاهة لها أصولها ويجب المحافظة عليها.