شيعت أمس بمقبرة عين البيضاء بوهران ، جنازة المطربة الجزائرية " صورية كنان " ، التي توفيت بمستشفى " دينيا " بإسبانيا بعد صراعها الطويل مع مرض العضال ، حسبما صرحت به ابنتها للجمهورية ، التي أكدت أن والدتها توفيت يوم 2 سبتمبر الماضي ، لكن بسبب اجراءات التسليم المعقدة التي أخذت وقتا طويلا ، لم تتمكن هذه الأخيرة من استلام جثتها إلا بعد أيام ، الراحلة صورية غادرتنا تاركة وراءها تراثا فنيا منوعا ، سيبقى خالدا في قلوب عشاقها ومحبيها لمدى عقود طويلة ، فهي لم تكن فنانة عادية ، بل مطربة من الزمن الجميل ، وواحدة من أجمل الأصوات النسائية التي غنت الأغنية الوهرانية و طابع الحوزي ، كانت امرأة مميزة وسيدة من طراز رفيع ، قدمت خلال مسيرتها الفنية أروع الإبداعات الغنائية الأصيلة ، لقيت قبولاً كبيرا من لدن جمهورها، مما أهلها لولوج عالم النجومية من بابها الواسع ، لاسيما أنها تعاملت مع ثلة من أفضل الشعراء والملحنين الجزائريين ، معظمها أغان لا زال يرددها الكثير من الفنانين و الشباب من الجيل الصاعد ، جمعت من الصفات ما جعلها محبوبة لدى العديد من الفنانين الذين أبوا إلا أن يؤدوا معها ديو على غرار الشاب حسني رحمه الله و الشاب أنور و غيرهم من المطربين ... هي من مواليد 1 جانفي 1958 بمستغانم ، عشقت منذ نعومة أظافرها الفن و الغناء ، فظهرت لأول مرة عام 1979 في حصة ألحان وشباب بأغنية " حبيت نتوب " للعملاق رابح درياسة ، حيث دعمها وشجعها زوجها الملحن " روستان بن علي " ، الفنانة بدأت مشوارها رسميا في كورال غنائي ، لتشارك بعدها في حفلات نظمت في إطار جولات فنية رفقة عدد من الفنانين الجزائريين ، وهي فرصة حقيقة للفنانة ساعدت على ولوجها عالم الاحترافية , وفي عام 1986 اصدرت أول ألبوم لها " الزين يا الزين " من كلمات زوجها و بشير بتورة ، لتتوالى بعدها ألبومات أخرى قدمت فيها حوالي 7 ديوهات مع فنانين معروفين على غرار المرحوم " حسني " ، نذكر منها " ظلامت عليا " ، " علاش يا عينيا " ، وبعد وفاة الشاب حسني قررت صورية أن تعيد أشهر أغنياته في ألبوماتها الغنائية مثل أغنية " لميمة " ، و عام 1990 التقت برشيد و فتحي و أصدرت ألبوم بعنوان " نار الحمرة " ، لتقدم بعد فترة زمنية ديو مع الشاب أنور الذي كان قد ظهر حديثا بالساحة الفنية آنذاك منها " جاني تيليفون " و " بير زمزم " ، وبعد 5 ألبومات قررت صورية تحديد طابعها الفني يميزها عن غيرها من الفنانين واختارت اللون الشعبي و الحوزي . رحم الله الفقيدة و الهم ذويها الصبر و السلوان " إنا لله و إنا إليه راجعون " .