ماتزال البكالوريا تشكل هاجسا مخيفا لدى أغلب الطلبة المترشحين لإجراء هذه الإمتحانات، تفرض نفسها بهذا المنطق وهذا المفهوم لأنها تشكل أهم عتبة للمرور إلى الجامعة ومختلف المعاهد العليا. ولأن مقاس "يوم الإمتحان يُكرم المرء أو يُهان" يحفظها التلاميذ والطلبة عن ظهر قلب، فالمثال أيضا مقاس للسقوط النفسي عند الكثيرين منهم ممن لا يجدون من يحيطونهم بالدعم النفسي الضروري جدا في مثل هذه الحالات. الأساتذة لا يختلفون بالقول أن التلميذ المنضبط والمهتم بدروسه يكون بتحضيره التربوي قد حضّر بسيكولوجيا والتحضيران يكاملان بعضهما البعض ويتقدم المترشح للبكالوريا وهو مرتاح البال مستعدّ للتركيز وفهم المواضيع المطروحة، رغبة وأملا في الحصول على معدّل يتيح له فرصة النجاح وطرق أبواب الجامعة. التلاميذ نوعان: الأول مرتاح لأنه من صف النجباء ومحظوظ أيضا بوسط عائلي متفهم أكسبه بعض التوازن النفسي والثاني متوسط أو بين البينين يتمنى أن لاتخرج مواضيع الإمتحانات عن المقرر الدراسي، كما يتمنى ويدعو جانب كبير منهم أن تكون الأسئلة سهلة لتدارك نقص مالم يتم مراجعته بأكثر دقّه وأكثر تركيز. أما الأولياء فهم يشدّون على قلوبهم كامل أيام فترة الإمتحانات وإلى غاية ظهور النتائج، فإن كانت هناك بادرة لنجاح أبناءهم أيام إجراء الإمتحانات أرتاحوا باكرا وأنتظروا التكريم الذي سيخصهم به أبناءهم، أما إن لم تكن هناك نافدة أمل، تغلب الهاجس والخوف على الترقب والإنتظار إلى أن يحن اللّه. وللأسف نجد الكثير من الأولياء لا يرتقون إلى مصاف الآباء والأمهات المتفهمين فتجدهم السباقين إلى خلق الإضطرابات والقلق عند أبناءهم من المترشحين مما يؤثر سلبا على الإستعداد البسيكولوجي لهؤلاء الطلبة الذين هم بحاجة ماسة إلى كل كلمة طيبة وكلمة دعم ترفع من معنوياتهم وهم على مقربة من إجراء هذه الإمتحانات. وبحثا عن الطريقة المثلى لتحضير إمتحانات من هذا النوع فضلنا ترك الكلمة للمختصين من أساتذة ونفسانيين الذين أجمعوا على القول بأن التلميذ المثالي هو الذي يحيط نفسه بالتوازن البسيكولوجي الكفيل بحمايته يوم الإمتحان فيكون ممّن يُكرَمُون بإذن اللّه. إمتحانات البكالوريا تفرض نفسها على كافة المجتمع الجزائري رغما عنا، فكل له إبن أو أخ أو قريب هو في مرحلة عبور لهذه العقبة التي يتم إجتيازها بسلام ونحن على بعد ساعات فقط من هذا الموعد بتقنية التغلب على حالات القلق التي تنتاب الطلبة والمترشحين في مثل هذه الحالات، كردّ فعل طبيعي ينتاب الإنسان وهو في مرحلة تحديد مصير وتسطير لمستقبل نتمناه أن يكون ناجحا. العديد من المحيطين بهذه الفئة وأصحاب الرأي يدعون الطلبة إلى التغلب على هذه الظاهرة المعروفة بإنتشارها ألا محدود على المستوى المحلي والعالمي، هي حالة نفسية لا أكثر يتم القضاء عليها بالقليل من التريث والصبّر كوصفة أكد عليها كافة المختصين النفسانيين الذين أصبحوا يتناولون "القلق المدرسي" كأهم المواضيع التي تتحكم في مستقبل التلاميذ ونجاحاتهم، فمتى تغلبنا على القلق أكتسبنا خطوات إلى الأمام.