اختاره القدر ليكون رمزا من رموز الثقافة العربية بالوطن العربي بلا منافس ، ارتبط اسمه بالقضايا السياسية النقدية الساخنة ، صوته الأجش وصل إلى قلوب المصريين فكان أكثر من شاعر عادي، فلا شك أن رحيله خسارة كبيرة للشعر العربي , وخسارة أكبر للقضية الفلسطينية التي ساندها منذ بداية مسيرته العطرة ،هو شاعر صدامي كان يقارع السلطة بكلام استفزازي و موجع ، فهو من قال دوما " لساني هو الكارثة التي ولدت معي، إلا أنني أحب هذه الكارثة ولا أستطيع الاستغناء عنها ، أحب لساني لأنه فصيح شجاع و لا يوارب " ، لم يهب المخاطر يوما ، ولم يخف المعتقل ، إذ لم يكن لديه مانع من تمضية حياته خلف القضبان ، ليس لأنه هاوي سجون بل لأنه غير قادر على السكوت ، فهو سيد نفسه و مواقفه ... كان من الأصدقاء المقربين للجزائر التي عشق تراثها وأحب شعبها ، قصيدة " حيزية " أكثر شيء ألهمه وشد انتباهه ، ففي كل مرة كان يثني على روعة الكلمات و علاقة الحب الجميلة بين "حيزية وحبيبها " ، نجم الذي تزوج بعدة نساء مصريات وهن "فاطمة منصور "ابنة عمه التي أنجبت له عفاف ، والصحفية "صافيناز كاظم " التي أنجبت له "نوارة "، و أيضا الفنانة "عزة بلبع" التي كتب فيها قصيدته الغرامية الرائعة ، عشقه للجزائر وزياراته المتكررة لها عرفه على الفنانة المسرحية الجزائرية الجميلة "صونيا " ، فتزوج بها ... لقب الراحل بعدة أسماء أشهرها كانت " الفاجومي " ، واشتهر أيضا بعدد من العبارات كتلك التي يقول فيها " لساني كارثة ولا أخاف السجن " ، فأمي كانت تقول لي : أوعا يا نجم تبلع لسانك ، وأنا أحب لساني كثيرا لأنه فصيح و شجاع " ، وعبارة أخرى يقول فيها "في مجتمع بوليسي كمجتمعنا لا فرق بين البيت و الزنزانة " ،عاش مع صديقه الشيخ "عيسى إمام " تحولات سياسية كثيرة وخطيرة ، عملا على ترجمتها معا أعمال غنائية ناجحة لقيت رواجا كبيرا لدى فئة الشباب والمساكين ، هذه التجربة الاستثنائية تسببت في اعتقالهما أكثر من مرة ، وربما هذا ما ضاعف في إرادة الراحل "نجم" الذي تحدى السجون و العقوبات ليصيح بأعلى صوته باسم الحرية و العدالة ...فؤاد نجم رحل عنا اليوم لكنه لا زال يقطن فينا، و كلماته لازالت تعيش معنا وبذاتنا، فهو قامة أدبية ستظل في ذاكرة الأجيال مهما تعددت السنون و العصور .