بغض النظر عن قضية تجديد عقد المدرب الوطني وحيد حاليلوزتش التي لا تزال قيد النقاش والتباحث في الأمر بعدما وصل المدرب الوطني الى تحقيق هدف بلوغ المونديال اللاتيني مثلما تم الاتفاق عليه مع هيئة الحاج روراوة والحديث عن رفض المدرب البوسني البقاء الى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب عام 2015 فلابد أن تلتزم الحياد ونقف عند إنجازات هذا التقني الأجنبي الذي سار على نفس درب الأجانب الذين تولوا زمام المنتخب الوطني سابقا في صوره الروسي روغوف الذي قاد جيل 82 الى مونديال إسبانيا وبنفس التعداد الذي صنعه هذا الأخير وجد المدرب سعدان أنذاك تشكيلة جاهزة لبلوغ مونديال المكسيك عام 1986 وباستثناء التركيبة البشرية التي صنعت إنجاز أم الدرمان بالسودان ومكنت الجزائر من العودة الى الواجهة الدولية بعد غياب قارب ربع قرن عن المونديال لكن الإختلاف تجلى في إعتماد المدرب المحلي على لاعبي جاهزين من أوروبا. * حقق «الدكليك» ورد الاعتبار للاعب المحلي فإن الناخب البوسني وحيد حاليلوزتش حقق التوازن واعاد مجددا الإعتبار للاعب المحلي عكس الخبرة الجزائرية التي تمسكت منذ قدوم سعدان وبعده بن شيخة فضلا على اشتراطه مساعدا محليا لإتمام المسيرة في المونديال البرازيلي ناهيك عن الدور الكبير الذي قدمه وحيد للاعبين الذين ينشطون في أوروبا فمنذ توليه العارضة الفنية للخضر أعاد محترفينا الى مناصبهم الأساسية بنسبة 90٪ بل أن إختياره للعناصر الممتازة في الدوري الجزائري مكنت بعض اللاعبين الشباب من دخول عالم الاحتراف الأوروبي في أول تجربة إحترافية لهم في صورة إسلام سليماني الذي تحول الى سوبرماني الصحافة البرتغالي بعدما فرض نفسه في ناديه سبورتينغ لشبونة في ظرف قياسي ونفس الشأن بالنسبة للمدافع بلكلام الذي حجز بعد تألقه مع الخضر مقعدا في البطولة الانجليزية. * ساهم في عودة المحترفين الى مناصبهم كما كان الفضل لحاليلوزتش في تثبيت مكانة العربي هلال سوداني هداف النادي الكرواتي العريق ديناموزغراب وسمح تكتيك التقني البوسني من تمكين بعض اللاعبين في أوروبا الذين كانوا بدلاء في نواديهم للعودة الى المناصب الأساسية. * حضوره قرعة المونديال يوحي ببقائه مع الخضر وان كان الاختلاف سائدا حول الأراء التي تتضارب حول قدرة حاليلوزتش على صناعة جيل جديد وصل الى المونديال الا أن الدور الكبير الذي يقوم به المدرب السابق لنادي باريس سان جرمان الفرنسي في العارضة الفنية للمنتخب الوطني يكرس الاحصائيات الإيجابية التي حققتها التشكيلة الوطنية منذ قدوم هذا المدرب بدليل أن الخسارة مع المنتخبات لم تكن مذلة بقدر ما كان تحصده الجزائر في السنوات الغابرة على يد منتخبات مغمورة كما أن التصنيف الجزائري في تصاعد على المستوى الدولي والتأهل الى المونديال لثاني مرة على التوالي قطع الشك باليقين حول كفاءة الناخب البوسني الذي تحدى هاجس الاصابات وشغور المناصب الحساسة. * أدرف دموع الفرح على التأهل وتحلى بالوطنية بعد رحيل سعدان ثم بن شيخة حيث وجد البوسني التشكيلة الوطنية بنقائص في القاطرة الأمامية قبل أن يتكلل جهده بإنتعاش كبير في الهجوم الذي أصبح ثريا بالنجوم الذين يتنافسون على المناصب الأساسية ضف الى كل هذا كله لم يتصور المتتبعون رد فعل الناخب الوطني بعد فوزه على بوركينافاسو بالبليدة وضمان تأشيرة المونديال عندما أذرف دموع الفرح على الجزائر بل رقص على الطريقة العاصمية في حفل التكريم الذي خصه الوزير لعناصر المنتخب كما كانت تصريحاته توحي بتمسك هذا المدرب بالبقاء رغم التأويلات المتضاربة بشأن رفضه التجديد مع الفاف بعد إنتهاء مدّة العقد في المونديال القادم. رغم أن كل المؤشرات توحي باستحالة رحيل المدرب البوسني الذي تحدى منتخب بلاده عندما قورن بين الجزائر والبوسنة في حالة وقوعهما في مجموعة واحدة لكنه كان منطقيا وتأسف بإحترافية لبلده وفضل الفوز للخضر ما دام أنه مدربا لهذا المنتخب ولعل إقتراح الوزير الأول على حاليلوزتش منحه الجنسية الجزائرية عقب الإنجاز الأخير الذي حققه مع المحاربين وتحليه بالروح الوطنية رغم أنه ليس جزائريا. وان كان هذا الأخير حسب إعتقاد البعض أنه يتماطل في الرد على الفاف بعد العروض المغرية التي تلقاها من عدة دول آخرها قطر فمن حقه التمهل لأنه أوفى بوعده حيال الجزائر وان كان فعلا يريد الرحيل فلماذا يشترط مدربا محليا لمساعدته ولماذا حضر حفل قرعة المونديال ما دام أن نيته مواصلة المشوار مع الخضر وليس العكس.