لو يتفق سكان المعمورة البالغ عددهم 7.046مليار نسمة، على أن يكتبوا "مدحا" في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، ما مدحوه حق مدحه، ولو اتفقوا جميعا على ذمه ما انقصوا منه قيد أنملة هو القائل في حقه سبحانه وتعالى: " وإنك لعلى خلق عظيم " وقوله تعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". انه رسول الله الذي جاءه ملكان وهو بين صبية يلعبون فأخذاه وشقا صدره وأخرجا قلبه وغسلاه في طست وطهراه من حظ الشيطان ثم أعاداه موضعه فالتأم الجرح كأن شيئاً لم يكن . كان يقول للصبية ما ولدت لهذا لما دعوه للعب ، وعندما نزل عليه الوحي كان يقول لخديجة. وهي تدعوه أن يطمئن وينام:" مضى عهد النوم يا خديجة " اننا نفرح عندما نسمع أقوال علماء الغرب وفلاسفته مدحهم واعترافهم بعظمة رسول الله ، لكن نستغرب لعدم اعلانهم الشهادة ؟وقد قرأت مرة عن أحد كبار علماء الغرب الذي خاف اعلان اسلامه صراحة لفقدان منصب عمله ،ومن الهجوم الاعلامي الممنهج الذي ينتظره . فهو الأب "لابي بيار" الذي يعد من عقلاء فرنسا والغرب ساند الفيلسوف رجاء غارودي فيما يخص انكاره للمحرقة اليهودية المزعومة ، تعرض لحملة اعلامية جردته من كل قيمه الانسانية ، فقزمته في نظر الرأي العام الغربي حتى صار منبوذا ،فماذا لو اعتنق الاسلام في أخر أيامه ؟ان الماكينة الاعلامية الغربية التي تحركها الصهيونية حتى صار جزء منها مصدر أخبارنا تحول دون فهم الاسلام على الشعوب بل بالعكس تجندت للإساءة لرسول الله لأنه ما يزال الأمين الذي تأتمن قلوبنا نحوه.تحت غطاء حرية التعبير، و تعود هذه الاساءة للأسباب التالية : العداء القديم للإسلام،وخبث في نفس مرتكبها للنيل من أشرف الخلق ، ، الدسائس الصهيونية . ارتكاب بعض المسلمين أخطاء تنفر الناس. كما ان هناك الكثير من المسلمين يسيؤون لرسولهم دون علم ،ولأنه بعث رحمة للعالمين وخاصة للذين يتقربون منه فيزدادون ايمانا أما بالنسبة لكل من عاده عن جهل ،فنهايته التراجع واعتناق الإسلام والأمثلة كثيرة في الماضي والحاضر مرورا بأبي سفيان وزوجته هند ،الى منتج الفيلم المسيء للرسول الهولندي ارناود فان دورن الذي اعتنق الاسلام وحج هذا الموسم .ما عدا الذين ران على قلوبهم من الأجانب أو ممن يسمون أنفسهم " مسلمين " ان سبب ظهور الاسلام بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده في الحديث النبوي "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب" حينئذ نزل القرآن، ليهدي القلوب التائهة ، والعقول الحائرة، والنفوس المريضة. فبعث لما تبقى من البشر "رحمته للعالمين "لإخراجها من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن ظلم العباد إلى عدل الواحد الديان .هذا هو الهدف الذي بعث من أجله محمد وما ستبقى هذه الغاية الى أن يرث الله الأرض ومن عليها:ويومها يقول الظالم :" ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" .