انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعوة الأممالمتحدة المتضامنين الراغبين في إيصال مساعدات لقطاع غزة, إلى سلوك الطرق البرية. ومن جهته جدد المتحدث باسم الأمين العام الأممي تلك التوصية وبررها بالقول إنها وجهة نظر اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن تلك الدعوة الأممية تمثل فضيحة حقيقية تعكس تواطؤ المنظمة الدولية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتوفر غطاء للاحتلال للاستمرار في القرصنة والعدوان على المتضامنين الدوليين في البحر. وأشار أبو زهري إلى أن طريق البر الذي تتحدث عنه الأممالمتحدة هو نفسه ما زال مغلقاً حيث تمنع معظم الوفود التضامنية من دخول غزة، وكان آخر الأمثلة على ذلك منع قافلة المساعدات الأردنية من الدخول عبر معبر رفح، حسب تعبيره. وقال إن معظم سكان القطاع ما زالوا يُمنعون من الخروج من القطاع، وهو ما يجعل الدعوة الدولية مساهمة في الحصار لإغلاق الطريق البحري إلى جانب الطريق البري. ودعا المتحدث باسم حماس حركات التضامن الدولي إلى عدم الالتفاف إلى هذه الدعوة غير القانونية، وإلى استمرار الوصول إلى غزة براً وبحراً حتى كسر الحصار بشكل حقيقي. وفي المقابل، قال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام الأممي إن التوصية تمثل وجهة نظر اللجنة الرباعية الدولية وليس الأممالمتحدة وحدها. وأشار إلى أن هذه اللجنة التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة ترى أن الطرق البرية الحالية إلى غزة أفضل طريق لإيصال المساعدة. ولفت نيسيركي في حديث مع الجزيرة إلى أن المنظمة الدولية دعت مرارا إلى كسر الحصار على غزة، وأنها تعمل بشكل حثيث مع سكان غزة لتحسين ظروف حياتهم. وأضاف أن بعض التحسن قد طرأ على ظروف أهل القطاع لكنه غير كاف، وأن الأممالمتحدة تدعو إلى تحسين عمل المعابر حتى تعود إلى طاقتها التي كانت عليها قبل الحصار. وأبدى المتحدث الأممي موافقة على مقترح أوروبي بتفتيش السفن الذاهبة إلى غزة ثم نقل بضاعتها عبر الطريق البري، وقال إنه يتفهم أن ذلك قد يدفع أهل القطاع إلى الإحباط، واستدرك أن منظمته تدعو إلى رفع الحصار. وكانت الأممالمتحدة قد أوصت الجمعة بأن يتم نقل المساعدات إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية القائمة، وأدلى المتحدث باسم أمينها العام بهذه التصريحات بعدما كررت إسرائيل تحذيرات من أن قواتها ستمنع أسطول المساعدات اللبنانية من الوصول إلى غزة. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الجمعة من أن إسرائيل ستعترض أي سفينة تكون جزءا من أسطول ينطلق من لبنان متوجها إلى قطاع غزة. وكانت سفيرة إسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف قد بعثت برسالة إلى الأمين العام الأممي بان كي مون ومجلس الأمن الدولي الخميس طالبت فيها بتنفيذ خطوات دولية ضد قافلة السفن اللبنانية. وأوضحت أن إسرائيل تحتفظ بحقها الذي تكفله القوانين الدولية في منع هاتين السفينتين من الوصول إلى غزة. وكانت إسرائيل قد تعرضت لضغوط دولية بعد مجزرة أسطول الحرية يوم 31 ماي الماضي التي قتل فيها تسعة ناشطين أتراك لفك الحصار عن قطاع غزة، وجلب هذا الحادث اهتمام العالم مرة أخرى بالحصار الإسرائيلي على غزة.