لدى لقائنا بالدكتور بويحياوي عز الدين من جامعة الجزائر بموقع حصن الأمير عبد القادر بدائرة برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت , سمح لنا بالدخول و قمنا بإلتقاط صور هي غنية عن كل تعبير و هي أولى صور ملتقطة بعد عمليات الحفر التي تقوم بها بعثة من الطلبة من جامعة الجزائر بحيث لاحظنا أن العملية تتم ببطئ شديد نتيجة إنعدام الوسائل الحديثة ما عدا الإعتماد على بعض اللوازم التقليدية في عمليات التنقيب و الحفر و إستخراج الأثار بعضها تعود لحقبة الأمير عبد القادر و أخرى تعبر عن الحضارات التي تعاقبت على منطقة (تازا) منها الحضارة الإسلامية و الحضارة الرومانية و الدليل على ذلك هي الأثار المكتشفة بهذا الموقع مؤخرا وعلى إثر هذه الإستكشفات قام الأستاذ بويحياوي عز الدين بتنظيم حفرية إنقاذية بالموقع الأثري والتي تحولت فيما بعد إلى حفرية منتظمة، بداية من سنة 2001 م إلى غاية 2008 م خاصة و أن عملية التنقيب لم تتم منذ سنة 2005 . حيث قدمت نتائج هامة تمثلت في إظهار الهياكل المعمارية لحصن الأمير عبد القادر وإستخراج آثار منقولة ذات أهمية قصوى سواء كانت طينية أو معدنية أو زجاجية . خاصة منها الفخار والخزف الذي يعد في حد ذاته إكتشافا غير مسبوق بالإضافة إلى بعض القطع نقدية تمثل رمز الدولة الجزائرية في عهد الأمير عبد القادر والتي تم إكتشافها بالموقع أثناء الحفرية سنة 2004، والمؤرخة ب 1254ه / 1839 م ، مع بعض القطع التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية . وبعض القطع التي تعود إلى الفترة القديمة التي تم إكتشافها بمجرد الوصول إلى المستوى القديم . بالإضافة إلى بعض الحلي والمتمثلة في جزء من إبزيم عليه بعض الزخارف ، والقرط ، بالإضافة دبوز صنعت من مادة النحاس . كما تم العثور على ماسورة بندقية صنعت من مادة الحديد والتي تم إكتشافها سنة 2007 ، وهذا كله يؤكد تلك الصناعة المشار إليها سابقا . أما بالنسبة للمكتشفات الزجاجية والتي جاءت في أغلب الأحيان عبارة عن شقف صغيرة مثل جزء من عنق قنينة صغيرة من الزجاج التي تم إكتشافها سنة 2006 . بالإضافة إلى هذا تم العثور على قطع أثرية تعود إلى الفترة الرومانية ذات قيمة تاريخية منها النقدية والفخارية . هذه الحفرية الوحيدة في الجزائر التي لم تحظ بتمويل فعلي على شكل ميزانية خاصة بها، وفي حقيقة الحال فهي تسير بجمع تكاليف المهمة الخاصة بالطلبة والأساتذة لشراء العتاد والأجهزة العلمية ، وتحظى من جهة أخرى بمساعدة والي ولاية تيسمسيلت عن طريق جمعية تازا للآثار والمتمثلة في توفير الإطعام والإيواء . و ما يبقى على السلطات إلا بالتفكير في تخصيص ميزانية كافية لتمويل مشاريع البحث العلمي بهذه المنطقة الغنية عن كل تعريف خاصة و أن المنطقة التي بنى فيها الأمير عبد القادر حصنه بتازا استوطنها الإنسان القديم من خلال الإكتشافات التي عثر عليها مؤخرا