تتضاعف معاناة القاصدين لمصلحة الحالة المدنية ببلدية وهران خلال الشهر الفضيل بحيث تحولت أمس هذه المصلحة إلى أشبه بسوق فوضوي بفعل الإختناق الكبير الذي شكلته طوابير طالبي استخراج وحتى ايداع ملفات الحصول على شهادة الميلاد الخاصة (12S) . حيث اكتظت شبابيك المصلحة وأضحى من غير الممكن التمييز بين المصالح المخصصة لإيداع الطلبات من تلك المعنية بإستخراج هذه الوثيقة التي أصبحت أكثر من ضرورية ويتزايد الطلب عليها يوميا. غير أن الغريب في الأمر إن السواد الأعظم من المواطنين الذين يقصدون هذه المصلحة يجهلون الشروط التي يتم من خلالها إستخراج شهادة الميلاد الأصلية المطلوبة في تكوين ملفات الحصول علي بطاقة الهوية. وجواز السفر البيومتريين. والمتمثلة في شرطها الأساسي المتضمن انتهاء صلاحية بطاقة الهوية غير أن معظم الذين وجدناهم بالقرب من الشبابيك ينتظرون ايداع الطلبات. يملكون بطاقات التعريف صالحة وهو ما إستدعى رفض إستقبال الملفات عدا الذين يرغبون في استخراج جواز السفر بإعتبارهم لا يملكونه أصلا. وهم في هذه الحالة مضطرون إلى إيداع تصريح شرفي مصادق عليه من أجل قبول وثائقهم والحصول على تذكرة سحب الشهادة ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط لأن الإشكال الأكبر يكمن في عملية الحصول على الوثيقة نفسها وفي هذا الشأن علمنا أثناء زيارتنا الخفيفة إلى مصلحة الحالة المدنية أن مدة الإنتظار لدى طالبي الشهادة زادت عن حدها . على اعتبار أن بعض المواطنين الذين وجدناهم مصطفين في طوابير تمتد إلى غاية خارج المصلحة. أودعوا وثائقهم منذ شهر جوان الفارط ولمدة تصل إلى غاية 3 أشهر كاملة لم يستلموا شهادة (12S) والتي أصبحت مسألة استخراجها من سابع المستحيلات خصوصا في شهر رمضان أين تزداد معاناة القاصدين وتبلغ ذروتها. وهو ما جعل المواطنين يوقعون أمس لائحة احتجاجية سيما القادمين من الولايات المجاورة والذين أضحوا محرومين من (اللّمة) في مائدة الإفطار لأن شهادة (12S) تمنعهم من العودة في نفس اليوم إلى ديارهم. مثلما حدث لسيدة قادمة من ولاية باتنة التي إضطرت إلى عودة أدراجها لعدم درايتها بالشروط الضرورية لإستخراج وثيقة ( أس 12). حيث إصطدمت لدى قدومها عند الشبابيك بالاجراءات التي تم اتخاذها لقبول الملف الاداري في حالة عدم إنتهاء صلاحية بطاقة التعريف والخاصة بايداع تصريح شرفي يثبت عدم امتلاكها لجواز السفر ما دام أنها تستحق هذه الوثيقة لإستخراجها. مشكل آخر طفا إلى السطح والذي شكل استياء كبيرا لدى الموظفين والمتقاعدين وحتى الطلبة الذين وصفوا لنا حجم معاناتهم الكبيرة في الحصول على شهادة الميلاد (12S) من ذلك بسبب تماطل الجهات المعنية في إعداد هذه الوثائق . ومن بينهم من تعذر عليهم الحصول علي مستحقاتهم المالية وأجورهم من البنوك ومكاتب البريد لإنتهاء صلاحية بطاقة التعريف وعدم تجديدها لتأخر الحصول على شهادة الميلاد الأصلية. وكل هذه الأمور عطلت مصالح المواطنين الذين راحو ضحية التسيب، والإهمال، خصوصا في هذا الشهر الفضيل الذي يستحق مصاريف كبيرة لتغطية إحتياجات الأسرة. ناهيك عن الأعباء الأخرى التي تتضاعف في هذه المناسبة، وتشكل معاناة ومشقة أرباب العائلات ذات الدخل البسيط. ومن أجل الاستفسار أكثر حول هذه المسألة التي أرقت طالبي هذه الوثيقة خصوصا في رمضان حاولنا الإتصال بمدير مصلحة الحالة المدنية لكننا لم نجد آذانا صاغية