إحياء لليالي شهر رمضان المعظم 2010 ماتزال فعاليات السهرات الرمضانية متواصلة على مستوى فضاء المسرح الجهوي لسيدي بلعباس الذي سطر برنامجا ثريا في محاولة إضفاء جو من البهجة وإنعاش الليالي الحارة للشهر الكريم . العرض المسرحي " الرحيل " للمسرح الجهوي لمعسكر عمل على إخراجه " أحمد بلعالم" عن نص " الليل" ل" عبد الرحمان كاكي" ، العرض في حد ذاته محاولة لطرح بعض القضايا الشائكة بأسلوب قريب نوعا ما الى الدراما ، الرحيل كان صورة مستحدثة لغياب كل كائن عن هذه الدنيا وهو قدر محتّم لابد أن يطال كل امرئ ، ان الرحيل عنوان بنقط مرفوقة لدنيا أخرى ولساعة تدق في انتظار من يلتفت إليها ليحس بقرب أجله، فبعد كل تعمير لابد من الفناء. ثاني عرض في سهرات رمضان المعظم كان من توقيع فرقة المقهى الأدبي للمسرح الجهوي بسيدي بلعباس تحت عنوان " أقوال ونغمات زمان" ، العرض كان فرجة مضمونة وسط حضور جماهيري استمتع بالعرض الذي رحل بالحضور الى زمن الطحطاحة وعهد القوال أو الحلقوي ،أين تم استحضار كل المحطات اليومية في طابع شعري ينم عن أصالة ناس الطحطاحة والمولعين بالشعر الملحون. ان " أقوال ونغمات زمان" عرض فرجوي يطبعه النغم الأصيل واستحضار كل ماهو نابع من التراث من شعر ملحون وحكم ذات صلة وطيدة بالواقع المعيش في محاولة استنطاق كل ماهو واقعي. على إيقاعات المزمار ، البندير والقيتار الآلي تم منح تذكرة سفر دون تأشيرة عبر التراب الوطني على مقطوعات متنوعة تنوع وثراء بلد المليون ونصف المليون شهيد لتكون أقوال ونغمات زمان ميلادا جديدا لأمة تعشق النور ولا بديل لها عن صنع الفرجة ورسم الابتسامة على محيى كل برعم وكل شاب. وفي سهرة مميزة من سهرات البرنامج الرمضاني المسطر على مستوى المسرح الجهوي سيدي بلعباس ، ووسط شغف لا نظير له وحضور جماهيري عائلي اكتظت به قاعة المسرح الجهوي ، رفع الستار عن أول عرض في طابع الوان مان شو تحت راية ليالي مونولوج رمضان الكريم ، كان من توقيع وبصمة " مجاهد سليم " ابن جوهرة الغرب الجزائري تلمسان وتحديدا دائرة أولاد ميمون المعروف فنيا ب " سليم الفهامة" الذي أمتع الحضور بخرجاته الفنية التي تجاوب معها شباب وشابات عاصمة المكرة حيث وفي ظرف قياسي وبلمسته الكوميدية الساحرة أضفى جوا حميميا من الفرجة ورسم الابتسامة بثغر كل حاضر برعما كان أو شابا أو حتى كهلا ،مستحضرا يوميات كل جزائري الذي ورغم الضيق والحزن إلا أن الابتسامة لن تغادر محياه وسيظل صامدا صمود هذا الوطن رغم كل المحن والعثرات. إن " سليم الفهامة" وبكل عفوية وقّع أجمل المحطات التي تنم عن ذكاء وحنكة كسبها بحكم تجاربه وعدد المحطات الفنية التي اختبرها ولاقت شعبية واسعة، السهرة التي نشطها " سليم الفهامة" لقيت تجاوبا كبيرا حيث قطع الأنفاس وأضفى أجواء البهجة والفرحة ، وفي ظرف أكثر ساعة أسال الحبر الكثير للعديد من القضايا المستمدة من عمق الحياة اليومية لكل جزائري في محاولة المساس بجوهر الأشياء في طابع هزلي هادف. وعليه ، ان المميز في عرض الوان مان شو ل" سليم الفهامة" تجاوبه المطلق مع الجمهور وعفويته في طرح المواضيع ، كما أن جمهور السهرة كان عائليا مئة بالمئة ، لتبقى السهرات متواصلة في انتظار ثاني مونولوج مبرمج وهو " حمق سليم" لفرقة مصطفى نجار من سيدي بلعباس ، ليرفع الستار في الأيام المقبلة عن المسرح الوهراني بثلاثة عروض ألا وهي " النافذة" ، " لعبة الزواج " ومونولوج "لاّه لايزيد أكثر" للمسرح الجهوي عبد القادر علولة من وهران.