أكرم المنتخب الأرجنتيني وفادة بطل العالم المنتخب الإسباني بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد من الضيوف وذلك في المباراة الودية التي أقيمت بين الفريقين بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس. سجل الأهداف للأرجنتين ليونيل ميسي في الدقيقة 10، جونزالو هيغواين في الدقيقة 13، كارلوس تيفيز في الدقيقة 34 وسيرخيو أغويرو في الدقيقة 90 بينما كان هدف الإسبان الوحيد من توقيع فرناندو يورينتي في الدقيقة 84 . وضحت رغبة لاعبي الأرجنتين في إثبات قدراتهم أن خروجهم من كأس العالم كان كبوة جواد فقط, فقدموا مباراة كبيرة خاصة في شوطها الأول الذي هيمنوا عليه تماماً ولم تظهر خطورة إسبانيا فيه إلا في تسديدتين من دافيد فيا ودافيد سيلفا. لم تمر سوى 6 دقائق حتى ظهرت خطورة التانغو فمرر "كابيتانو الإنتر" خافيير زانيتي كرة إلى كارلوس تيفيز لينفرد بالمرمى لكن تسرع الأخير فقط ما أهدر الفرصة. لكن هذه الفرصة المهدرة كانت شرارة تألق تيفيز فمرر كرة في الدقيقة ال10 إلى نجم البرسا ميسي فأرسله إلى إنفراد بالحارس بيبي رينا ليضعها ساقطة بمهارة كبيرة في المرمى ليفتتح النتيجة للتانغو ويحرز هدفه الأول مع منتخب بلاده منذ 15 مباراة والمصادفة أن آخر أهدافه كان أيضاً في مرمى إسبانيا. لم يهدأ الألبيسليستي كثيراً وواصل تيفيز تمريراته القاتلة فمرر واحدة جديدة في الدقيقة 13 إلى نجم الريال هيغواين هذه المرة والذي راوغ رينا ليضعها بيسراه في المرمى مشعلاً ملعب المونيمونتال. استمر المنتخب الأرجنتيني في أدائه المميز في ظل وضوح التأثير للثنائي العائد والمغضوب عليه من مارادونا "كامبياسو وبانيغا" ومساندة ماسكيرانو من الخلف وتيفيز وميسي من الأمام لهما فدانت السيطرة تماماً للمضيف. أخيراً ظهر الإسبان ففي الدقيقة 28 سدد دافيد فيا كرة قوية لكنها ارتدت من الدفاع قبل أن يشن المنتخب الإسباني هجمة منظمة هذه المرة في الدقيقة 32 وصلت لدافيد سيلفا الذي هيأها لنفسه بطريقة جميلة وسددها قوية من داخل المنطقة لكنها اصطدمت بغابرييل ميليتو وخرجت لركنية. وكأن الأمر كان يحتاج لمعاناة أكثر للإسبان، ففي الدقيقة 34 وقع بيبي رينا في خطأ فادح ساهمت فيه أرض الملعب الأقل جودة من نظيرتها الأوروبية بعد أن عادت الكرة فانزلق ليستغل الأباتشي الفرصة وينزلق ليلحق بالكرة قبل رينا وينجح من جديد في مواجهاته مع حارس الليفر بعد أن نجح قبل أسبوعين في قيادة فريقه للفوز على الريدز بثلاثية نظيفة. عادت خطورة الإسبان لتظهر خجولة لكن من كرة ثابتة على غير العادة انبرى لها دافيد فيا في الدقيقة 41 الذي سدد كرة كانت في طريقها لوسط المرمى لكنها اصطدمت بالحائط البشري وتحديداً بخافيير ماسكيرانو وغيرت اتجاهها لترتطم بالقائم الأيسر للحارس روميرو. الشوط الثاني ظهر الإسبان بشكل أفضل كثيراً عن شوط المباراة الأول وذلك بعد أن أجرى ديل بوسكي عدة تغييرات بإشراك فالديس، يورينتي، نافاس وكاثورلا بدلاً من رينا، فيا، سيلفا وإنيستا. ظهرت خطورة نافاس سريعاً في الدقيقة 51 فانطلق من الناحية اليمنى وأرسل عرضية أنيقة ليورينتي الذي ارتقى للكرة لكنها مرت بجوار القائم. ظهرت خطورة الثنائي المتفاهم "كامبياسو، بانيغا" من جديد في الدقيقة 53 بعد أن مرر الأخير إلى الأول الذي لعبها بطريقة رائعة لهيغواين فسدد الأخير كرة قوية احتاجت لتدخل عاجل من فيكتور فالديس ليحمي مرماه من هدف رابع. أجرى ديل بوسكي تغييراً جديداً بإشراك تشافي بدلاً من فابريغاس فرد باتيستا بإشراك دي ماريا بدلاً من تيفيز فظهرت خطورة إسبانيا أكثر بالتغيير الأول ويزداد الصراع المدريدي الكتلاني وضوحاً في الملعب. لكن قبل أن تظهر الخطورة انطلق الساحر ميسي في الدقيقة 63 وراوغ أكثر من لاعب كالسكين في الزبد لكن تباطؤه للحظة واحدة قبل تمريرته الجميلة لدي ماريا أضاع على الأخير فرصة تسجيل الهدف رغم هزه للشباك إذ كان متسللاً. أخرج باتيستا مدريدياً هو هيغواين وأشرك مدريدياً آخر لكن من الجانب الآخر للمدينة هو أغويرو في حين أشرك ديل بوسكي بيدرو رودريغيز بدلاً من تشابي ألونسو لزيادة الفاعلية الهجومية. في الدقيقة 74 لاحت فرصة خطيرة لإسبانيا بعد هجمة منظمة لتصل الكرة لسانتي كاثورلا الذي روض الكرة بصدره وسددها في المرمى لكن روميرو أنقذ الكرة. لكن التانغو عاد لمحاولة امتصاص حماس الإسبان فضاعف من عدد تمريراته في كل هجمة مع تشجيع كبير من أنصاره إلا أن الماتادور نجح أخيراً في تسجيل هدف الشرف في الدقيقة 84 بعد هجمة شهدت العديد من التمريرات وأبرزها تمريرة بيدرو إلى يورينتي الذي هيأها لنفسه بطريقة مميزة جداً ليلدغها من زاوية صعبة في المرمى على يسار روميرو. روميرو لم يساهم في كرة إسبانيا المهدرة الأخيرة في الدقيقة 87 بل من أخرجها كان ديميكيليس الذي أنقذ كرة كاثورلا آخر من لحق بعرضية نافاس الخطيرة ليمنع إسبانيا من تسجيل هدف ثاني. وبعد أن أخرج باتيستا ميسي وأشرك داليساندرو ساهم لاعب سرقسطة السابق في هدف الأرجنتين الرابع بعد أن مرر إلى غابرييل هاينزه ليلعب الأخير عرضية رائعة إلى أغويرو الخالي من الرقابة والذي لم يفوت الفرصة برأسية على يمين فيكتور فالديس محذراً إياه من مواجهة فريقهما بعد أقل من أسبوعين في الليغا ولينتهي اللقاء بفوز كاسح للأرجنتين على حساب إسبانيا بأربعة أهداف لهدف ليخرج التانغو تماماً من كبوة كأس العالم التي فازت بها إسبانيا لكنها لم تكن "إسبانيا كأس العالم" أمس.