ديوان "قلق النواعير" مخيال شعري لحياة طويلة غير فاترة أكد يوسف الباز بلغيث الكاتب الجزائري "النّحرير" من مدينة البرين ولاية الجلفة، أن مستوى الكتابة في بلادنا راق وعال جدا، مشيرا إلى أن القراءة لا تزال متذبذبة في انتظار من يسند ظهره لها كما قال، وأضاف الشاعر يوسف الباز الذي صدر له مؤخرا ديوان شعري رابع بعنوان "قلقُ النّواعير" والحائز على جائزة "ناجي نعمان" العالمية للإبداع في بيروتلبنان عام 2010 صباح أمس ل"الجمهورية" أن تنامي حركة الترجمة والمتابعات النقدية سيكون لها دور بالغ في توجيه المشهد النصّي الإبداعي إلى عين القارئ بزاوية لا يدركها هذا الأخير.. موضحا أنه وأثناء كتابته هذه الأبيات الشعرية والومضات النثرية لا يشعر سوى بحرقة وألم ودغدغة قلق... فالإلهام عند -الشاعر يوسف الباز- لا يشاور لأنه يتغلغل إلى القلب ويثير اللواعج، متأسفا على ما وصفه "بالهم المطبق على همّتنا العربية والإسلامية" الأمر الذي جعله "يشعر بالقرف والتشاؤم" ويتمنى مثله مثل باقي المثقفين أن يمد هذا الأفق العربي الحالك بفجر قشيب" وأن هذا لا يتأتى إلا "بالعودة إلى قراءة التاريخ بشكل جدي وتنمية روح العروبة والإسلام ليس بالشعارات والتنديدات السطحية والجوفاء ولكن بالغور في كتاب الله و كنوز علمائنا الصالحين". وشدد يوسف الباز في السياق ذاته على ضرورة التزام المثقف في بلادنا حتى يتمكن "من رسم تمثال لمسؤول يشبهه، يقول شعرا، أو يرسم لوحة، أو يصمم صرحا، وهو يقود وطنه إلى عالم مستنيرٍ بأفكارِه، متطلّعٍ إلى رُباه.. وهو الأمر الذي سيسمح له في الأخير -كما يرى الشاعر الوجداني الملتزم- إلى تنشئة جيلٍ كاملٍ، تهيّئ منه كوكبة تخدم رؤاها وترفع من شأنها، بدءًا من الأسرة السّوية إلى المنظومة التربويّة القويمة ليتحقق بذلك المستوى المعيشي الكريم الذي ينشده كل واحد منا. وعن ديوانه العشري الجديد " قلق النواعير" علّق الشاعر يوسف الباز بلغيث ما يلي "ما يدور بخيالِ النّواعير من أملٍ في أنْ تُبقيَ على دورة الحياة مدَّة طويلة، ولا يطالُها ملَل أو فتور هو ما يجعل حركاتِها دائبةً، نشيطةً ومتواترة؛ وإن كان مَن يشاهدُ سكونَ دواعِمِها وثباتَها على الأرضِ لَيطفو إلى فكره بأنّها رتيبة لا تتحرّك، و لا ترى جديدًا، غير أنها في الحقيقة هي مَن يغيِّر في شكل ما حولها بدورانِها الدّائم... مضيفا أن فلسفة الدَّورانِ هنا لا تُقاربُ دورانَ شيءٍ آخرَ!!..فهناك مَن يراوح مكانه و يحرق دمه ولا يجني غير التَّعبِ؛ أمّا هنا فالنّواعير تُراوح مكانَها وتتعبُ، لتجعل من نفسها سبيلا لحياة ما يدور حولَها من سكون؛ و شتَّان بين الدوَرَانَين..!". إنجازات وتكريمات بالجملة تجدر الإشارة إلى أن الشاعر يوسف الباز بلغيث من مواليد 21 جوان 1974 ب "بيرين ولاية الجلفة" يحمل شهادة ليسانس في الأدب العربي من جامعة الجزائر، أستاذ مجاز في اللغة العربية ومكوّن، يشتغل في سلك التعليم.. من الإنجازات و الجوائز التي تحصل عليها نذكر على سبيل المثال لا الحصر: الجائزة الوطنية (3) سنة 1994 والرابعة (4) في شعر المديح عام 1996 والأولى (1) في الملتقى الوطني الأول للأدب والسياحة 2000، كما تحصل على الجائزة العربية (1) لأحسن كلمات غنائية بمهرجان الأغنية العربية بالقاهرة "لحن الوفاء" في 2000 وأحسن لقاء أدبي في ركن "مرافئ الضوء" بالمجلة الالكترونية السعودية "عناقيد الأدب" 2008 وعلى جائزة الإبداع في الشعر لسنة 2010 بيروتبلبنان... إلخ صدر له : ديوان "نبضات الاغتراب" و"أنفاسٌ تحت القصف " و "الهودج " فضلا عن كتاب "خربشاتٌ على حفريّة حزن" في السنة الجارية وديوان " قلقُ النّواعير" ومن بين المشاريع التي ينوي إنجازها مستقبلا يذكر الشاعر يوسف الباز ل"الجمهورية" دواوين مخطوطة " كم الوجعُ الآن ؟" " للنّخلة دينٌ علي" وكتاب "أحلامٌ بالتّقسيط " عبارة عن مجموعة قصصية قيد الطبع. زيادة على كتاب "بازيّات" قيد الطبع ومخطوط "تأشيرةٌ لأحلامي" ...إلخ