في حركتها العملية اشتغلت دار الثقافة ''ابن رشد''، هذه الأيام، على تنشيط منابرها الثقافية ومن ثم فتحت باب الاعتراف بالعمل الثقافي لأبناء الجلفة ونتائجه المهمة بتكريم مبدعيها الذين حازوا على جوائز وطنية وأخرى عالمية، فقد كرّمت الشاعر والمترجم الروائي مراسل جريدة ''الحوار'' ميلود حميدة على نتيجته الطيبة في جائزة ''علي معاشي'' لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في فرع الرواية. كرّمت دار الثقافة الشاعر عبد العزيز تواتي الحائز على نفس الجائزة في فرع الشعر، ولم تغفل عن تكريم الشاعرين محمد الباشق بلغيث ويوسف الباز بلغيث، حيث حازا على جائزة دار ناجي النعمان العالمية في لبنان بديوانهما ''قلق النواعير''، حيث تقدم لهذه الجائزة في هذا العام 1012 مشترك ومشتركة، كانوا من إحدى وخمسين دولة وكتبوا بثماني عشرة لغة. وقد تخلل الحفل قراءات شعرية للشعراء المحتفى بهم وشعراء كانوا ضيوف هذا التكريم. وكانت كلمة الشاعرين محمد الباشق بلغيث ويوسف الباز بلغيث تفي بما يجول في قلوب الآخرين، حيث وعند نشر موقع الجلفة أنفو تفاصيل الخبر تهاطلت الردود التي تقلل من قيمة التكريم المادية، فلم تقدّم دار الثقافة ما يضاهي قيمتها المادية والمعنوية ومن ثم كان ردّ الأخوين يوضح تلك العلاقة الكونية بين المؤسسة والمبدع، يقول الرد ''ما غاظنا ليس قيمة الجائزة التي وُصفتْ بعدّة تقديراتٍ مالية بالتعليقات هنا; إنما من حقنا أن نُكرّمَ معنويا على الأقل بحضور السّلطات الولائية وعلى رأسهم السّيد الوالي، لأنّ التكريم كان يخصّ نيلَ جائزة ''علي معاشي'' الوطنية لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وجائزة ''دار ناجي النعمان'' الأدبية العالمية ببيروت لبنان 0102م. وفي موضع آخر يرصد الرّد الجانب المهم من العلاقة القائمة والتي مازالت مبهمة بين المؤسسة الثقافية التي تعمل لأجل المثقف والمبدع ومع المثقف والمبدع في إطار تطوير الحياة الفكرية والثقافية، حيث أكّد مدير دار الثقافة السيد رشيد بودالي على أن هذا التكريم هو امتداد للوزارة وأن هذا الاحتفاء من مال وزارة الثقافة، وهنا حسب آراء المعقبين لم تتجانس قيمة التكريم المادية '' لوحة -كادر- لكل مكرّم'' مع حجم وزارة الثقافة ومع أهمية المبدع في ولايته خاصة، ليقول الرد ''... شكرنا الميمون للسّيد مدير دار الثقافة الذي نعاتبه على حسن نيّته المستعجلة في تكريمنا المهين لقدر تشريف وطننا وولايتنا، إن كانت مبادرته شخصية محضة. أما إذا كانت تمثل وزارة الثقافة، فعلى الأٌقل كنا نحظى بنفس الأهميّة التي عُنيَ بها بعضُ فناني الولاية بمناسبة ''يوم الفنان''.. وذلك بتمويل من مديرية الثقافة الذي غاب دورُها في تكريمنا - ودار الثقافة. وشتّان بين التكريميْن والتشريفيْن، مع حفظ الألقاب للجميع''. مع العلم أن دار الثقافة بالجلفة كانت قد كرّمت سابقا بنفس الطريقة الشاعر والقاص عبد القادر حميدة بمناسبة حصوله على جائزة ''دبي الثقافية'' في القصة، الشاعر أحمد رحمون جائزة رئيس الجمهورية، القاص والروائي عبد القادر برغوث نفس الجائزة، وبعض المبدعين الذين حازوا جوائز في سنوات سابقة،. أما الكلمة الوافية التي رسمت المشهد الثقافي في الولاية يقولها الشاعران إن '' الجائزتين المتحصّل عليهما (وطنيا ودوليا) صارتا بهذه المسحة التكريمية تعبيرًا صارخا عن عدم الجدوى في تشريف الولاية أو الوطن ؛ أو بالأحرى تقول بعدم إثارة قضيّة الحسّ المحليّ أو الوطنيّ بخصوص قضية التعويل على نيل جوائزَ مماثلة؛ وهذا في حدّ ذاته عمقُ الدّرس وجوهرُه. وسيأخذ كلٌّ من مبدعينا العبرةَ من الحكمة القائلة (اِجلسْ حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ، ولا تجلسْ حيث يُؤخذُ برِجلكَ وتُجَرُّ )''.