دعا وزير الاتصال ناصر مهل، المسؤولين الى اعتماد استراتيجية واضحة في عملية التعامل مع المراسلين المحليين ومع المعلومة، اضافة إلى ضرورة تفادي عملية غلق الابواب التي تؤدي إلى تضليل الرأي العام. قال مهل في إجابته عن سؤال شفوي في الجلسة العلنية للمجلس الشعبي الوطني أن التعامل بين المسؤول المحلي والمراسل الصحفي لابد أن يخضع إلى الاحترافية والمهنية من الجانبين وبالتالي تفادي التعتيم الذي عادة ما يضر بجميع الاطراف خاصة من جانب الصحفي الذي ينبغي أن يتحلى بالمهنية. وتأسف عضو الحكومة عن لجوء الصحفيين الى استعمال الصحافة كأداة لتهديد من المسؤولين، وأعلن الوزير عن استراتيجية جديدة لتوضيح العلاقة بين المسؤول والصحفي والتي تقوم على ثلاثة عناصر تقوم على التكوين والالتزام بأخلاقيات المهنة وتطبيق كل القواعد المهنية فضلا عن تطوير الاتصال المؤسساتي كما أعلن في هذا المجال عن دورة تدريبية في نهاية شهر أكتوبر لفائدة مسؤولي الاتصال في الوزارات. وفيما يخص تغطية نشاطات الاحزاب السياسية في نشرات التلفزيون أكد الوزير أنها تخضع لمقاييس علمية مهنية بحتة وليس للأهواء مضيفا أن التلفزيون يعمل على اعتماد الاساليب الاحترافية في هذا المجال، وفي معرض إجابته عن سؤال حول مراجعة الاتفاقيات الجماعية لوسائل الاعلام العمومية أوضح الوزير أن الافواج التي تم تنصيبها هي بصدد مواصلة عملها دون إعطاء أجل حول استكمال هذا العمل وعن سؤال حول القانون الأساسي للصحفي أوضح الوزير أنه سيتم تعزيزه مضيفا أن هذه المسألة ليست فقط قضية دائرته الوزارية وإنما تخص كذلك مجموع العاملين في هذا القطاع. وفي سياق آخر أكد وزير الاتصال السيد ناصر مهل يوم الخميس الماضي بالجزائر العاصمة على أهمية احترام قواعد وأخلاقيات المهنة من قبل الصحفي أثناء تأدية مهامه قصد ضمان حق المواطن في الاعلام. وأوضح الوزير في رده على سؤال شفوي طرحه عليه نائب بالمجلس الشعبي الوطني حول تمكين الصحفي من الوصول الى مصادر الخبر في جلسة علنية ترأسها نائب رئيس المجلس السيد عبد القادر مشبك أن الوصول الى مصدر الخبر "لا يقرره الصحفي ولا المؤسسة وإنما هو ثقافة ينبغي تطويرها بين المصدر والوسيلة الاعلامية". وبعد أن ذكر بأن الوصول الى مصدر الخبر "ليس بالأمر السهل حتى في البلدان الأكثر تطورا في هذا الميدان" إعتبر الوزير أنه "بالرغم من المستوى المقبول الذي بلغته الصحافة الجزائرية إلا أنه من الضروري ضمان مصداقيتها بصفة أكبر من خلال إضفاء الاحترافية على عملها وكذا إحترام قواعد وأخلاقيات المهنة". كما شدد أيضا على ضرورة محاربة بعض السلوكات المشينة التى أساءت للمهنة وخلق علاقة احترام بين الصحفي ومصدر الخبر مشددا في هذا الصدد على أهمية التكوين كعامل أساسي لتحسين مستوى الأداء والفعالية سواء بالنسبة للصحفيين في وسائل الاعلام أو للمكلفين بالاتصال في الهيئات والمؤسسات. وكشف في ذات السياق عن تنظيم دورة تدريبية في نهاية أكتوبر القادم لفائدة المكلفين بالاتصال على مستوى الوزارات من أجل الوصول -كما قال- الى إتصال مؤسساتي "ذي نوعية يتميز بأكثر فعالية وأكثر نجاعة في مواجهة المنافسة الدولية". ودعا بهذا الخصوص صاحب المعلومة الى معرفة إيصالها مشيرا الى أن الصحفي مطالب هو أيضا بالبرهنة على احترافيته لوجود --كما أضاف-- "مصلحة مشتركة للتعاون بين الطرفين تتمثل في احترام حق المواطن في الاعلام". وعن سؤال آخر يتعلق بتأخر تجسيد مشروع الاذاعة المحلية لولاية بومرداس أرجع الوزير هذه التأخر الى الاجراءات المتعلقة بتحويل مقر مؤسسة الوسط للمواد الحمراء لفائدة وزارة الاتصال لكي يكون مقرا لهذه المحطة الإذاعية. وأضاف أنه تم إتخاذ كل الاجراءات اللازمة وإتمام الدراسة لانطلاق هذا المشروع مشيرا الى أن قطاعه يولي أهمية بالغة للإعلام الجواري قصد الاستجابة لتطلعات المواطنين ونقل انشغالاتهم. كما أكد وزير الاتصال السيد ناصر مهل يوم أول أمس الخميس أن التلفزيون الجزائري مطالب من الآن فصاعدا بتحسين أدائه لتقديم خدمة عمومية أفضل تستجيب لتطلعات المواطنين. وقال السيد مهل في تصريح للصحافة على هامش جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت لطرح الأسئلة الشفوية أن الاصلاحات التي تمت مباشرتها على مستوى قطاع الاتصال تهدف الى تحسين الخدمة العمومية لوسائل الاعلام مشيرا الى أن هناك "إنتقادات واسعة وجهت لمؤسسة التلفزيون على البرامج التي تم بثها خلال شهر رمضان الكريم". وانتهز الوزير الفرصة ليقدم اعتذاره الرسمي للجمهور الجزائري على البرامج التي تم بثها خلال الشهر الفضيل مؤكدا أنه "حان الوقت لإصلاح الوضع وتحقيق قفزة نوعية جديدة قصد تحسين أداء التلفزيون وهذا بإشراك كل الفاعلين سواء داخل المؤسسة أو خارجها". ودعا في ذات السياق الى ضرورة "إعطاء وجه آخر للتلفزيون الجزائري حتى يكون في مستوى التحديات التي تواجهنا". وبخصوص إمكانية إنشاء قنوات تلفزيونية جديدة إعتبر السيد مهل أن المسألة لا تكمن في صعوبة خلق هذه القنوات بقدر ما تتعلق بتوفير الامكانيات المادية اللازمة والقدرة على إنتاج البرامج التي تضمن بث هذه القنوات بدون انقطاع. وشدد الوزير بالمناسبة على أهمية تشجيع المنتجين والمبدعين في المجال السمعي البصري حتى يكونوا -مثلما قال- في "مستوى تطلعات الجمهور".