ينتمي إلى عائلة رياضية اشتهرت بممارستها للكرة الطائرة حتى أن الفريق المحلي جمع و لعقود متتالية الإخوة والأحفاد وحينما تتكلم عن عائلة النجعي بوادي سوف فانك تعود لجميع السنوات الخوالي التي ازدهرت فيها الممارسة الرياضية بالوادي وفي شتى الأصناف والأنواع وكانت دار الشباب بحي الأصنام المتنفس الوحيد لعشاق الكرة الطائرة بالمدينة لغياب القاعات والهياكل الرياضية ومن ساحة إسمنتية بذات الدار سطع نجم الأخوة نجعي عزالدين ولكن عبد القادر شذ عن القاعدة وتمرد عن المجموعة حينما انتقل إلى ممارسة ألعاب القوى التي تألق فيها وأبدع وتحصل على ألقاب محلية ووطنية ودولية مع رفيق دربه البطل العربي سالمي مصطفى بعد انخراطهما في صفوف مولودية الجزائر وعند حصوله على شهادة ليسانس في التربية البدنية والرياضية من جامعة الجزائر عاد إلى مسقط رأسه ليعيد الروح للرياضة المدرسية بوادي سوف التي منها سطع نجمه و معها يعيش الآن ذكريات الصبى الجميلة. عرفته منذ الصغر وعاصرته وهو في أوج عطائه وحينما التقيته مؤخرا بالوادي اظهر لي مقال كنت قد كتبته عنه بالعاصمة منذ أكثر من عشرين سنة وهو يتدرب بملحق مركب 5 جويلية الاولمبي. عبد القادر نجعي هو اليوم عضو فعال بالاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية ومفتش للتربية البدنية ومدرب معروف جالسناه على رمال سوف الذهبية وكانت لنا معه هذه الدردشة. * مرحبا بكم أستاذنا العزيز ضيفا على قراء الجمهورية؟ - مرحبا بكم في سوف المضيافة و تحية قلبية إلى طاقم الجريدة بوهران و إلى كل سكان الباهية. * الحديث معكم ذو شجون ولتكون البداية من بطاقة شخصية لضيفنا الكريم؟ - أنت تعرفني منذ أكثر من 3 عقود منذ المرحلة المتوسطة وعشت معي لحظات التألق والفرح و لمن لا يعرفني من أبناء الجيل الحالي عبد القادر نجعي مفتش للتربية البدنية والرياضية من مواليد الفاتح من جوان 1965 بالوادي متزوج وأب ل 05 أطفال متحصل على شهادة الليسانس في التربية البدنية من جامعة الجزائر سنة1989. اشتغلت في عدة وظائف أهمها حاليا عضو مكتب بالاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية ورئيس الرابطة الولائية للرياضة المدرسية و كذلك رئيس المجلس البلدي للرياضة المدرسية بالوادي. مؤطر ومدرب ألعاب القوى الفريق أولمبي الوادي و عداء دولي سابق في رياضة ألعاب القوى اختصاص سباقات السرعة. * كيف كانت بدايتكم مع الممارسة الرياضية ؟ ولماذا كنتم الاستثناء في عائلة النجعي الولوعة بكرة الطائرة؟ - لقد تلقيت التشجيع الكبير من الأسرة ومن الوالد بالخصوص لأنه رياضي كانت بدايتي في الملاكمة سنة 1975 بمدينة الوادي عند المدرب المعروف والبطل الإفريقي السابق عمان المكي رحمه الله لكنني لم استمر فيها كثيرا وبعدها تحولت إلى رياضة الكراتي مع المدرب القدير و المغترب سباق العروسي بدار الشباب الوادي و كذا مع كل من هقي الجموعي وقديري سالم و لكن اهتمام كل أفراد العائلة بالكرة الطائرة جعلني أعود إلى أحضانهم ومارستها رفقة أخي عز الدين وسرعان ما استدعيت إلى المنتخب الولائي لولاية بسكرة آنذاك و في سنة 1980 التحقت بألعاب القوى بعد أن نصحني العديد من المدربين لما امتلكه من بنية جسمية و سرعة فائقة وانخرطت رفقة البطل الجزائري والعربي سلمي مصطفى ضمن صنوف فريق الشباب الرياضي لبلدية الوادي CRBEO في رياضة ألعاب القوى التي تعتمد على المجهود الشخصي، و حققنا عدة ألقاب و نتائج ممتازة ثم شاركت في المنتخب المدرسي لمختلف البطولات المحلية والوطنية وعند التحاقي بالجامعة سنة 1985 انخرطت مع فريق مولودية الجزائر ثم فريق شباب بالكور." بالوزداد حاليا " وحققت معهم نتائج مقبولة جدا، رغم التمزق العضلي الذي أصابني آنذاك. التحصيل العلمي والتدريبات الميدانية لم ينسيان في العمل الجمعوي حيث كنت أمين الشبيبة الجزائرية بمعهد التربية البدنية و الرياضية وتحصلت على شهادة الليسانس سنة 1989 بتقدير جيد. * بعد التخرج جاءت فترة الإشراف والاستفادة من تجربتكم الشخصية كبطل رياضي لماذا إخترتم العمل بالقطاع التربوي دون الالتحاق بالنوادي والشروع في تكوين المنتسبين إليها؟ - العمل بالقطاع التربوي لم يكن اختيارا شخصيا بل أملته علينا الظروف آنذاك بسبب رغبتنا في العودة إلى مسقط الرأس والعمل بجوار الوالدين جعلتنا نتقدم للعمل في القطاع التربوي و الوادي كما تعلمون ليست بها أندية كبيرة تمتلك من الإمكانيات والوسائل ما تزخر به فرق أخرى في الشمال وعملنا في الحقل التعليمي كان ايجابيا للغاية واستطعنا أن نعيد للرياضة المدرسية المحلية مكانتها وأن نكتشف و نصقل مواهب عديدة نالت ألقابا قارية وحتى عالمية عينت سنة 1989 كأستاذ تربية بدنية بثانوية جامعة الغربية ثم أستاذ بثانوية السعيد عبد الحي إلى غاية موسم 1992-1993 ثم أستاذ بالمعهد التكنولوجي لمدة ثلاثة سنوات حتى موسم 1995-1996 ثم بثانوية عبد العزيز الشريف إلى غاية الموسم الدراسي 2006-2007. ومفتش التربية إلى يومنا هذا بولاية الوادي. * تحولكم من أستاذ ممارس إلى مفتش مكون أعطاكم بكل تأكيد إضافة أخرى ؟ - نعم لقد كان لمشوارنا الحافل كرياضي من صنف النخبة وطالب جامعي مجتهد درس على أيدي خيرة الأساتذة والدكاترة في علوم التربية البدنية والرياضية دور كبير في تقديم الإضافة المطلوبة لأساتذة هذه المادة الأساسية في مؤسساتنا التربوية نلت منصب مفتش للتربية البدنية بعد ما شاركت في بداية الموسم الدراسي 2007-2008 في مسابقة وطنية بالجزائر بعد نجاحي بامتياز في الامتحان النظري والكتابي ثم ألشفاهي انتقلت إلى الدراسة العاصمة لمدة سنة ثم تحولت إلى مهمة تكوين و تفتيش الأساتذة. * الكثير من أساتذة التربية البدنية لم يمارسوا في حياتهم الرياضة هل تعتبرون ذلك عائقا في أداء مهامهم التعليمية؟ - حقيقة أن من يمتلك للخبرة الميدانية أو لتجربة شخصية يستطيع و بكل سهولة التواصل مع تلاميذه وطلبته لكن بامكان أيضا من لم يحالفه الحظ في الممارسة مسبقا أن ينجح و أن يكون أستاذا بارعا في مادة التربية البدنية إذا ما أحب مهنته واخلص في أدائها و حرص على التعلم والاستفادة من الأخر وفي إطار مهامنا العملية قمنا بإعداد الأساتذة نظريا و تدارك فقدانهم للجانب التطبيقي بحكم أن أغلبيتنم لم يمارسوا الرياضة من قبل ولم يتوفر لهم حب المادة بشكل كبير أقمنا أيام تكوينية وتطبيقية خلال السنة الدراسية وحرصنا على تزويدهم بالمقاربات الجديدة التي المنتهجة و هذا لمواكبة التطور الحاصل عالميا والمتعلقة بالمقاربة بالكفاءات التي تعتمد في جوهرها على أن التلميذ هو محور العملية التربوية. وما مدى المكتسبات القبلية التي يتمتع بها وانطلاقا منها يكون دور الأستاذ هو التوجيه والتصحيح والعلاج من خلال إعطاءه المعلومات التي تمكنه من ممارسة التربية البدنية والرياضية لأجل إفادة نفسه بدنيا وتقنيا وصحيا وإعطاء مردودا يفيد به المجتمع. * كيف ترون حال أستاذ التربية البدنية والرياضية في بلادنا بكل صراحة؟ - يعتبر حال أستاذ التربية البدنية بالنسبة لنا شخصيا هو حال لا يعبر بتاتا عن ما تصبوا إليه المنظومة التربوية ورغم الوسائل الكبيرة المتوفرة حاليا بتوفير ملاعب وقاعات و عتاد الرياضي إلا أن روح حب العمل تعتبر ناقصة وهذا بسبب تجاهل معظم الأساتذة الى قدرات التلاميذ الكبيرة للوصول الى نتائج ممتازة وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، وتكون عملية مشتركة بين الرياضة المدرسية باعتبارها خزان المواهب الشابة وقطاع الشبيبة و الرياضة الذي يعمل بدوره على اكتشاف المواهب و مواصلة عمل الأستاذ "المربي " * ما سبب تدني الممارسة الرياضية داخل المؤسسات التربوية؟ - هناك أسباب عديدة بشرية وتنظيمية ومن أهمها هو أنه وبعد إغلاق المعاهد التكنولوجية المتخصصة والمعاهد العليا للتكوين الرياضي وتكفل الجامعات بالتكوين انحطت الرياضة المدرسية لأن تكوين الأستاذ ضعيف جدا من الناحية البدنية والتطبيقية والنظرية وإنخراط طلبة متحصلين على شهادة البكالوريا ومعفيين في بعض الأحيان من ممارسة الرياضة وتخرجهم من الجامعة و عدم ميولهم لهذه المادة. * لنعود قليلا إلى الوراء من رياضي مدرسي إلى مسؤول عن الرياضة المدرسية رحلة طويلة أليس كذلك؟ - ما اقرب البارحة باليوم في كل مرة نرى فيها موهبة تكتشف وتلميذ يتألق تجدنا نعود إلى الوراء إلى تلك اللحظات المضيئة في حياتنا الدراسية والرياضية لنستحضر الماضي بدايتنا في المناصب الرسمية في الرياضة المدرسية انطلقت في سنة 1989 أين تقلدت عدة مسؤوليات منها مدرب ثم مدير فني ثم أمينا عاما بالرابطة ورئيس النادي الرياضي أولمبي الوادي من سنة 1991 و.. من خلال الحركة الرياضية انخرطنا ضمن المجتمع المدني وقمنا بتنظيم عدة تظاهرات رياضية بمناسبة الأعياد الوطنية والدينية والمناسبات المختلفة. وفي سنة 2008 انتخبت كرئيس للرابطة الولائية للرياضة المدرسية ثم انتخبت كعضو بالاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية الى يومنا هذا كما اشتغلت مدرب ألعاب القوى و تخرج على أيدينا العديد من الرياضيين المتألقين الذين شاركوا مع المنتخب الوطني المدرسي ومنهم مقى رضا، باهي عبد الرحمان وبالعيد عبد الرزاق ومقى بدر الدين....الخ. كلهم أبطال الجزائر * حدثنا عن مشاركتكم في استونيا في مونديال ألعاب القوى المدرسية؟ - شاركنا في البطولة العالمية لألعاب القوى المدرسية بدولة استونيا في جوان 2009 كنائب لرئيس الوفد و تحصلت الجزائر هناك على المرتبة الخامسة دوليا وبميداليتين ذهبيتين. * وماذا عن نشاطاتكم داخل الوطن؟ - داخل الوطن قمنا بالإعداد والمشاركة في كل البطولات ونظمنا البطولة الوطنية المدرسية لكرة اليد صنف الأشبال لموسميين متتاليين و كان ذلك مباشرة بعد انتخابي على رأس الرابطة الولائية للرياضة المدرسية وعضويتي بالاتحادية حيث قبل المكتب الفدرالي تنظيم البطولة الوطنية المدرسية لكرة اليد صنف الأشبال بولاية الوادي وبعد موافقة ومساهمة السلطات المحلية وعلى رأسها السيد الوالي وكل من مدير التربية ومدير الشباب والرياضة و بشهادة كل الضيوف والإعلاميين كانت بطولات ناجحة من كل الجوانب التقنية والتنظيمية * هل مازلتم تلتقون بالأصدقاء من الوسط الرياضي وبمجموعة ابن عكنون تحديدا؟ - نعم رغم المشاغل إلا أننا مازلنا نتواصل في ما بيننا مع عثماني عبد الحي والزين الجباري وقدادرة شوقي وحمتين عبد الناصر ومازلنا من حين إلى أخر نسترجع ذكريات الحي الجامعي بابن عكنون و نتذكر جلساتك ومشاكساتك لنا * كلمة اخيرة؟ - الشكر الموصول الى الجمهورية إدارة وتحريرا وقراء ومرحبا بكم بيننا في مدينة الألف قبة و السلام