مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    استقبل وفدا عن مجلس الشورى الإيراني.. بوغالي: الجزائر وطهران تربطهما علاقات تاريخية    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    عبد المجيد زعلاني : مذكرة الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت زلزال قانوني وقضائي    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    ساعات عصيبة في لبنان    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية : "يجب قطع الشريان الاقتصادي للاحتلال المغربي"    الرابطة الثانية: إتحاد الحراش يتعادل بالتلاغمة ومولودية باتنة تفوز على جمعية الخروب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    الدكتور أوجرتني: "فتح الأرشيف وإعادته للجزائر مطلب الكثير من النخب الفرنسية"    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    بوغالي يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    مولوجي ترافق الفرق المختصة    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    معرض وطني للكتاب بورقلة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مولودية وهران...جمع غفير ودع الرجل بمقبرة عين البيضاء
نشر في الهداف يوم 28 - 09 - 2010

من حضر عصر يوم أمس لمقبرة عين البيضاء يعرف جيدا قيمة الرئيس الراحل قاسم ليمام، حيث حضر جمع غفير لتوديع الزعيم، فكل فئات المجتمع كانت حاضرة، رجال، شبان،
أطفال ومن كل الأعمال ومن كل المجالات، السياسية، الرياضية، الفنية والاجتماعية.
وقد أقيمت جنازة رسمية للرئيس السابق ل “الحمراوة“ ليمام تليق بمقامه كرجل عظيم قدم خدمات جليلة للوطن بصفة عامة ولولاية وهران بصفة خاصة، حيث يعد من رموز “الباهية“ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
والي وهران والسلطات المحلية والعسكرية كانت حاضرة
وقد حضرت السلطات المحلية لولاية وهران لتشييع جنازة المرحوم قاسم ليمام، وفي مقدمتها والي ولاية وهران الطاهر سكران الذي كان موجودا بمقبرة عين البيضاء، إضافة إلى بقية الشخصيات كرئيس المجلس البلدي، والناطق الرسمي للأرندي شرفي ميلود، وقائد الناحية العسكرية الثانية الجنرال باي.
مشرارة، عليق، زعيم، يحلى وبن عيسى حضروا بالمقبرة
وبالنظر إلى وزن هذه الشخصية، فإن العديد من الشخصيات الرياضية حضرت لتشييع جنازته وتقديم العزاء لأسرة الفقيد وعائلة المولودية، ومن بين الشخصيات التي حضرت نجد رئيس الرابطة الوطنية محمد مشرارة، رئيس اتحاد الجزائر سعيد عليق، رئيس اتحاد البليدة محمد زعيم، رئيس وداد تلمسان يحلى عبد الكريم ورئيس اتحاد بلعباس بن عيسى بغداد، وهم الرؤساء الذين عايشوا فترة من حياة ابن حي الحمري العتيق.
لاعبو كل الأجيال كانوا في الموعد
ولم يفوت العديد من لاعبي كرة القدم السابقين والحاليين الفرصة، حيث حضروا لمقبرة عين البيضاء لإلقاء النظرة الأخيرة على رئيسهم السابق، فلاعبو سنوات الستينيات، السبعينيات ،الثمانينيات، التسعينيات والألفية الثالثة كلهم كانوا في الموعد، وفي مقدمتهم لخضر بلومي أسطورة كرة القدم الجزائرية والذي يعود الفضل للمرحوم في اكتشافه وجلبه للمولودية.
محياوي و جباري قدما العزاء لأسرة الفقيد
من جهتهما كان الرئيس الحالي لمولودية وهران الطيب محياوي في الموعد شأنه شأن الرئيس السابق ل “الحمراوة“ يوسف جباري، حيث قدما العزاء لعائلة الفقيد، كما حضر المسيرون الحاليون للمولودية وبعض الوجوه المعروفة كالحكم الدولي السابق محمد حنصال، ورئيس فرع كرة القدم لجمعية وهران العربي أومعمر.
الحماية المدنية تكفلت بمراسيم التشييع
وقد تكفلت الحماية المدنية التي أفنى الراحل فيها عمره وكان من بين أعضائها الفاعلين في فئة الغواصين وأحيل على التقاعد في السبعينات، بدفن الرجل البار وتكفلت الحماية المدنية بنقله من مقر سكناه إلى المقبرة أين صلوا عليه، ثم نقله أعوان الحماية المدنية إلى مثواه الأخيرة وسط حشود من محبي هذه الشخصية البارزة التي ستبقى من دون شك في الأذهان بالنظر إلى ما قدمته من تضحيات، وسيبقى رمزا من رموز الولاية رقم 31، فرحمك الله يا قاسم ليمام وأسكنك الله فسيح جنانه، آمين يارب العالمين .
--------------------------
أسرة المولودية في حداد
ألمت بأسرة مولودية وهران فاجعة كبيرة مساء أول أمس إثر وفاة المغفور له قاسم ليمام أحد أبرز رؤساء الفريق الذين قدّموا النفس والنفيس من أجل هذا الفريق العريق، وضحى بأعز ما يملك من أجل الحمراوة وهي صحته التي تدهورت في الأشهر الماضية بسبب انشغاله بهموم المولودية. أسرة المولودية من صغيرها لكبيرها من المناصر البسيط، اللاعبين، الطاقم الفني والمسيّرين كلهم حزنوا لفراق هذه الشخصية.
جل اللاعبين تحوّلوا إلى منزل رئيسهم السابق
وقد تحوّل جل عناصر التشكيلة ليلة أول أمس إلى المستشفى الجامعي عند سماعهم للخبر، وعندما نقل جثمان الفقيد إلى مقر سكناه في نفس الليلة تنقلوا إلى عين المكان على غرار اللاعب زوبير واسطي الذي ترك ملايير السعودية ولبى نداء والده المرحوم ليمام حتى يساهم في عودة الفريق للقسم الأول، وكان يعتبره مثل أبيه، وقد بكى بحرقة على وفاته ليلة أمس شأنه شأن المهاجم براجة الذي حضر هو الآخر إضافة إلى لاعبين آخرين كبلايلي وبن تيبة وغيرهما من اللاعبين، إضافة إلى وجود المدربين كالحاج مغفور بن ميمون وبلعباس.
شريف الوزاني زاره قبل وفاته بساعة
وكان المسؤول الأول عن العارضة الفنية لمولودية وهران شريف الوزاني قد زار المرحوم قاسم ليمام مساء أول أمس بالجناح العاشر الذي كان يرقد فيه الراحل، حيث سمح له بزيارته استثنائيا بعد إلحاح الطاهر الذي كان أحد مقربيه عندما كان لاعبًا، وقد زاره قبل وفاته بساعة فقط لدى فقد كذّب خبر وفاته عندما اتصلوا به ليتأكد من ذلك بعدها.
حصة أمس ألغيت
وقد ألغيت الحصة التدريبية التي كان من المقرر أن تجرى مساء أمس بملعب أحمد زبانة والخاصة بالعناصر الاحتياطية، حيث طلب الطاقم الفني من لاعبيه عدم الحضور حتى يتسنى للجميع حضور مراسيم الجنازة التي جرت بعد صلاة العصر مباشرة وحضرها جل اللاعبين، الطاقم الفني والمسيّرون.
حزن كبير يخيّم على التشكيلة
ومن دون شك فإن وفاة ليمام ستترك فراغا رهيبا وهو الرئيس الذي استقال من منصبه خلال الأشهر الماضية بسبب تدهور حالته الصحية، حيث سيخيّم حزن كبير على التشكيلة التي من الممكن أن تعود اليوم للتدريبات في جو حزين إثر فقدانها لهذا الرجل الذي أفنى حياته من أجل خدمة المولودية.
سيكون الرئيس الروحي للفريق
وقد أكدت لنا مصادر مقربة من الإدارة الحالية أن البعض يفكر في أن يقلّد المرحوم منصب الرئيس الروحي والشرفي للفريق بالنظر إلى ما قدّمه من تضحيات من أجل مولودية وهران وهو يستحق أكثر من ذلك، لأنه قدّم ما لم يقدّمه غيره من أجل مولودية وهران، والكل يشهد له بذلك رغم الخلافات التي كانت موجودة بينه وبين بعض الأطراف في الأشهر الماضية بسبب مولودية وهران.
بلعباس: “لا أحد ينكر ما قدمه ليمام للمولودية“
أكد لنا لاعبه السابق والمناجير العام الحالي لمولودية وهران حفيظ بلعباس أن لا أحد ينكر ما قدمه هذا الرجل من تضحيات من أجل مولودية وهران، وقد أفنى عمره من أجل الفريق وضحى كثيرًا لخدمته، والكل يشهد بتفانيه في العمل، ولا أحد يمكنه أن ينتزع منه وسام الاستحقاق، فحقيقة كانت هناك خلافات لكن قدامى اللاعبين في الفترة الأخيرة توجهوا لزيارته وطلبوا منه “السماح”، وأكد لهم أنه يقف إلى جانبهم وما حدث هو سوء تفاهم فقط بسبب كرة القدم. ليمام كان مثل والدنا وسيبقى كذلك للأبد رحمه الله.
-----------------------
*في سطور ليمام*
لن نجد الكلمات المناسبة لرثاء الراحل قاسم ليمام الذي وافته المنية مساء أول أمس بالمستشفى الجامعي بوهران، حيث أن هذا الرجل قدّم الكثير للوطن، ليس في الرياضة فقط، بل في شتى المجالات، فمهما نتحدث عنه لن نعطيه حقه كاملا، فعذرا أيها الرجل العظيم إذا لم نستوف كل ما قدمته للرياضة بصفة خاصة وللجزائر بصفة عامة. فقاسم ليمام لمن لا يعرفه من مواليد فيفري 1939 بحي الحمري العتيق، وقد لقب بالزعيم بالنظر إلى مواقفه الشجاعة وجرأته في اتخاذ القرارات. فقد لقّبه محبوه ومؤيدوه بهذا اللقب في العشرية الأخيرة، خاصة بعد الألقاب العديدة التي تحصل عليها مع فريقه المحبوب مولودية وهران.
كان لنا الشرف لمعايشة فترة من عمره
وقد كان لنا الشرف أن نعايش هذا الرجل العملاق في فترة من عمره في الموسمين الأخيرين اللذين أشرف فيهما على مولودية وهران، حيث نشهد له بتواضعه مع الجميع، وحنكته الكبيرة، وكان دائما لا يبخل علينا بالمعلومات ويعتبرنا كأبنائه، وكان معروفا عندما يريد أن يجري حوارا ليكشف فيه عن بعض الأمور يقول: “تعال يا بني “ديرلي كاغط”، أريد التحدث عما يحدث في المولودية”. فرحمك الله يا قاسم وأسكنك فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
الراحل من أسرة ثورية وشقيقه مات شهيدًا
ولم يعرف رئيس مولودية وهران في الرياضة فقط، بل كان من أسرة ثورية ناضلت من أجل تحرير الجزائر واستقلالها أيام الثورة المظفرة، فشقيقه عبد الله مات شهيدا وهو يكافح من أجل تحرير الوطن، كما أن لديه إخوة آخرين ناضلوا من أجل الجزائر، وحتى أبوه رحمه الله كان من بين المجاهدين المعروفين، فعائلة ليمام كانت أسرة ثورية بأتم معنى الكلمة وتنحدر من إحدى ضواحي ولاية تلمسان.
كان فدائيًا وحكم عليه بالإعدام
من جانبه قاسم ليمام كان فدائيا معروفا في ولاية وهران، خاصة في وسط المدينة حيث قام بعدة عمليات خلال الثورة المظفرة، وقد ألقى المستعمر القبض عليه في نهاية الخمسينات، حيث حكم عليه بالإعدام، وقضى أكثر من أربع سنوات في سجن الشلف حتى الاستقلال أين أطلق سراحه ليكتب له عمر جديد بعد تضحيات جسام.
التحق بالحماية المدنية بعد الاستقلال
وقد التحق الرجل بالحماية المدنية بعد الاستقلال وعمل لعدة سنوات في خدمة الوطن كذلك وقدم المساعدات والإسعافات الأولية للمواطنين ليواصل مهامه النبيلة، فبعد أن كان فدائيا يخدم بلده قرر أن يبقى في نفس السياق، ليشغل عدة مهام في هذا السلك حتى تمت ترقيته وأصبح مسؤولا في الحماية المدنية.
كوّن أول لجنة للأنصار سنة 1969
بما أن المرحوم كان لاعبا سابقا في عدة أندية وهرانية إبّان الاستعمار الغاشم، منها فريق ابن سينا وبعدها مولودية وهران التي كان يعشقها ولعب لها في الأصناف الصغرى بما أنه كان ينتمي لحي الحمري وللمدرسة الباديسية التي كانت موجودة في هذا الحي، فإن قاسم ليمام أنشأ أول لجنة لأنصار مولودية وهران سنة 1969 حيث سهر على تنظيم الفريق وهيكلته خاصة من جانب الأنصار ليدخل عالم التسيير من بابه الواسع.
كان حاضرا عند أول لقب تحصلت عليه المولودية
وكان ليمام حاضرا عند أول لقب وطني تتحصل عليه مولودية وهران التي توجت في موسم 1970/1971 بلقب البطولة الوطنية الأول في تاريخها، وكان المرحوم مديرًا إداريا ومكلفا بلجنة الأنصار في عهد الرئيس فالة لتبدأ تتويجات هذا الرجل العملاق مع مولودية وهران.
ترأس الفريق رسميا سنة 1994
ترأس قاسم ليمام مولودية وهران رسميا سنة 1994 وفي أول عهدة له توج بلقب البطولة الوطنية، وعرفت حقبته وجود ألمع العناصر على غرار تسفاوت، حدو، بن زرڤة، قايد، رحو، صاولة، عاصيمي، ميصابيح، مزيان، مشري وغيرهم من اللاعبين الذين تكونوا على يده خلال هذه العهدة.
نال كل الألقاب مع المولودية
وقد نال المرحوم كل الألقاب مع مولودية وهران، وكان حاضرا في كل التتويجات سواء كرئيس للنادي، رئيس لجنة الأنصار أو مدير إداري، وكانت البداية بلقب البطولة الوطنية الأول مع بداية السبعينات وحتى كأس الجزائر الأخيرة التي نالها مع الحمراوة سنة 1996، فسجله حافل بالإنجازات والألقاب.
أربع بطولات وأربع كؤوس وثلاث بطولات عربية
ليس من السهل على أي رئيس التتويج بالألقاب التي نالها قاسم ليمام الذي توج مع مولودية وهران بأحد عشر لقبا منها أربع بطولات وطنية، وأربع كؤوس للجمهورية، وثلاث كؤوس عربية متتالية منها كأسان عربيتان للأندية البطلة سنة 1997 بالإسماعيلية وسنة 1998 بسوريا، والكأس الممتازة ببيروت. كما كان له الشرف باحتلال المراتب الثانية في عدة مناسبات في البطولة الوطنية في سنوات التسعينات.
أعاد المولودية إلى القسم الأول
ولا يستطيع أي أحد أن ينكر دور المرحوم في إعادة الحمراوة إلى مكانتهم بعد السقوط التاريخي سنة 2008 إلى القسم الثاني، حيث رغم تقدّمه في السن إلا أنه أبى إلا أن يخدم فريقه، وبفضل حنكته وتجربته في التسيير تمكن من تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الأول بعد موسم واحد فقط في القسم الثاني، رغم أنه عمل في ظروف صعبة.
كان يقطع مسافات طويلة برًا مع الفريق
ورغم أن سنه كان يتجاوز السبعين سنة إلا أن المرحوم كان دائما موجودا مع الفريق في الحصص التدريبية ويقف عند كل كبيرة وصغيرة تحدث في الفريق، وكان دائم التنقل مع التشكيلة التي كانت تلعب في الشرق والوسط كثيرا خاصة في الموسم الأول الذي كانت تنشط فيه في القسم الثاني، وكانت التنقلات في جلها عبر الحافلة. وقد ضحى ليمام بصحته وكان يتنقل مع أشباله برًا.
حالته الصحية تدهورت بسبب مشاكل الفريق
ويجمع المتتبعون على أن تدهور حالة قاسم ليمام كانت بسبب انشغاله بمشاكل مولودية وهران التي أثرت عليه كثيرا وعلى حالته الصحية، ورغم ذلك أبى إلا أن يسهر على إعادة الحمراوة إلى الطريق الصحيح واللعب مجدّدًا على الألقاب، وهو ما كلّفه أعز ما يملك، وهو من قال أنا مستعد أن أضحي بحياتي من أجل المولودية التي تسكن في عروقي.
المولودية كانت متنفسه الوحيد
في معظم جلساتنا مع المرحوم وآخرها عندما زرناه بمقر سكناه بحي كاسطور قال لنا ليمام أنه لا يجد راحته سوى في فريقه المفضل مولودية وهران فهي متنفسي الوحيد. “مصيبة هذي المولودية” كان يقول عميد الرؤساء وأقدمهم، فكان دائما منشغلا بهموم الفريق ويريد إيجاد الحلول للمشاكل الموجودة في الفريق. كما كان معروفا بمزاجه المرح وخرجاته المضحكة التي حدثت له في المولودية خلال السنوات الماضية.
كان الأنيس للاعبيه، يضحكهم، يحسّسهم ويغني لهم
وكان ليمام الخبير بشؤون كرة القدم بالنظر لمعايشته للعديد من المدربين والمسيّرين والعارفين بخبايا كرة القدم أنيس لاعبيه، حيث كان يخفف عنهم الضغط في العديد من المرات وكان في عدة مرات يضحكهم بخرجاته، ويبكيهم أحيانا عندما يتحدث إليهم عن الثورة وما فعله الاستعمار بهم، كما كان يحسسهم ويوعّيهم في المباريات الهامة، وكان كثيرا ما يقوم بأشياء لا يحسنها إلا هو، كما حدث في التربص الأخير بإيفرات عندما غنى للاعبيه أغنية “يا المنفي” في الحافلة التي كانت متوجهة لأعالي هذه المنطقة، فكان الأب، الأخ والصديق للاعبين.
كان طريح الفراش ولم ينس محبوبته
وقد كان ليمام طريح الفراش خلال المدة الأخيرة خاصة في شهر رمضان ولم ينس محبوبته مولودية وهران، حيث ظل يوصي كل من يزوره بالاهتمام بالفريق والمساهمة في إعادته للطريق الصحيح، فقد زاره اللاعبون القدامى، المسيّرون الحاليون والسابقون وحتى الرئيس الحالي محياوي الذي أوصاه بأن يولي اهتمامه الكبير للفريق.
أعطى النصائح والتوجيهات للمسيّرين الحاليين
وعندما كان المسيّرون الحاليون يقومون بزيارة مجاملة لهذا الرئيس العملاق سواء ببيته أو في المستشفى كان دائما يعطيهم النصائح والإرشادات اللازمة وحتى التوجيهات لعدم الوقوع في أخطاء الماضي، فيحذّرهم من بعض الأمور وينصحهم بأمور أخرى حتى منع عنه الأطباء الزيارة بسبب حديثه عن كرة القدم وعن مولودية وهران.
الآلاف تجمعوا أول أمس قرب منزله
وقد شهد منزله الكائن بحي كاسطور ليلة أول أمس تجمع الآلاف من محبي هذه الشخصية، فبمجرد سماعهم الخبر تنقلوا بسرعة إلى عين المكان، وقد تم تحويل جثمان الفقيد ليلا بعد وفاته من المستشفى الجامعي إلى مقر سكناه، والكل في حالة حزن شديد بوجود الأسرة الرياضية وعائلته، وقد انفجر البعض بالبكاء على رحيل هذا الفقيد على غرار لاعب المولودية الحالي زوبير واسطي وبابي ذراعه الأيمن في عهدته الأخيرة.
ووري الثرى عصر أمس وسط حضور جمع غفير
وقد ووري جثمان الفقيد الثرى عصر يوم أمس بمقبرة عين البيضاء بحضور حشد كبير من أسرة المولودية والأسرة الرياضية، عائلته ومحبيه، أتوا من قريب ومن بعيد للجنازة التي انطلقت من حي كاسطور في جو مهيب والكل يترحم على الفقيد ويتحدث عن خصاله الحميدة والخدمات الجليلة التي قدّمها للشباب والرياضة بصفة عامة وللمولودية بصفة خاصة، فرحم الله الفقيد وتعازينا القلبية لأسرة المرحوم وألهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
---------------------
عليق: “أعرف ليمام منذ أن كان في الحماية المدنية”
تنقل رئيس اتحاد العاصمة السابق والمدير العام الحالي للنادي سعيد عليق، إلى وهران لحضور جنازة قاسم ليمام الرئيس السابق لمولودية وهران. وفي اتصال معه، أكد عليق أنه يعرف الراحل منذ سنوات ستينيات القرن الماضي وأضاف: “الراحل كان أحد أقطاب الكرة الجزائرية عموما والوهرانية خصوصا، أعرفه منذ أن كنت لاعبا في اتحاد العاصمة حينها كان يعمل في الحماية المدنية إن لم تخني الذاكرة. أعرفه بخصاله الحميدة وحبه للرياضة وللمهنة النبيلة التي كان يقوم بها، ومن شدة حبه للرياضة عموما ولكرة القدم خصوصا أصبح رئيسا للنادي الأكثر شعبية في الغرب الجزائري، وحقق معه ما لم يحققه الكثير من الذين تعاقبوا على النادي”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.