أكدّ والي ولاية وهران السيد "عبد الغني زعلان" أنه سيتم ترحيل العائلات المقيمة بقصر "الباي" المتواجد بحي "سيدي الهواري" العتيق مباشرة بعد انطلاق عملية الترميم التي سيشهدها هذا المعلم الأثري، وذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، علما أنّ هنالك زهاء 40 عائلة تقيم بهذا الصرح الثقافي منذ أكثر من 30 سنة، بطريقة غير شرعية الأمر الذي أضحى يشوّه المنظر العام للقصر.موضحا في السياق نفسه أنّ عملية الترحيل ستكون مفاجئة بالنسبة للمقيمين بعين المكان، وذلك حتى لا تنتهز عائلات أخرى الفرصة وتجد مكانا لها بين هؤلاء السكان بهدف الحصول على سكن. وفي ذات الشأن يجدر التنبيه أنّ هذه الظاهرة قد عرفت استفحالا واسعا، لاسيما مع توزيع أكبر حصص للسكن الإيجاري العمومي التي شهدتها عاصمة الغرب الجزائري في السنوات الأخيرة. وبالتالي فإنه يبقى من غير المعقول أن تحوّل هذه العائلات قصر "الباي" منذ سنوات إلى مساكن فردية، في الوقت الذي يجب المحافظة على قيمته الرمزية والتاريخية، لاسيما و أنّ قصر" الباي" يعتبر واحدا من الشواهد الأثرية، التي حفرت في ذاكرة الجزائريين، فترة الحكم العثماني في البلاد، حيث شيّده "محمد باي الكبير بن عثمان"، في نهاية القرن الثامن عشر، متخذا إيّاه مقرا لإدارة شؤون الرعية غرب البلاد، وعرف ب"بايلك الغرب"، حيث يتربع على مساحة قدرها 5.5 هكتار، تضم 8 مرافق، من بينها الحجرة المخصصة لديوان الباي العثماني آنذاك، والحرم، وبرجين شيّدا عام 1345 في عهد المرينيين، بالإضافة إلى ثكنة عسكرية قديمة كانت تستعمل كإسطبل للخيول من طرف الأتراك والجيش الفرنسي، حُوّلت فيما بعد إلى إسطبل لخيول الجيش. وللعلم أنّ عملية ترميم قصر الباي لا تزال قيد الدراسة في الوقت الحالي.