تعرف ظاهرة الاعتداء على مستخدمي الترامواي بوهران على غرار الجزائر و قسنطينة منحا خطيرا وتصاعدا أمام تعنت مستعملي هذه الوسيلة الأكثر استقطابا للزبائن عكس وسائل النقل الأخرى كسيارات الأجرة الحافلات التي أضحت تفتقد لأدنى شروط النظافة والاحترام. فقد أفادت بعض المصادر من وسط عمال مؤسسة "سيترام" أن السائقين والمراقبين و الحراس المكلفين بالأمن داخل عربات الترام أضحوا عرضة لخطر الاعتداءات من قبل أشخاص يرفضون المصادقة على تذاكر الرحلة وآخرين يعمدون ركوب هذه الوسيلة دون دفع سعر التذكرة وينفجرون غضبا في وجه هؤلاء الأعوان وقد تصل المناوشات التي تبدأ بالكلام القبيح وتنتهي في أحيان كثيرة الى الاعتداء الجسدي عند إصرار هؤلاء المخالفين على فعلتهم . كما أن من مثل الحوادث على الاعوان خاصة المراقبين و الحراس المكلفين من قبل عينة من الركاب الذين يمتنعون عن دفع غرامة عدم المصادقة على التذكرة و كذا اقتنائها و المحددة ب 100 دج تسجل دوريا حيث يتم إحصاء ما معدله حالتين إلى ثلاث كل أسبوع تصل حد الاعتداء الجسدي دون الحديث عن تلك الحالات المتعلقة بالمناوشات الكلامية و السب والشتم عند رفض هؤلاء المخالفين انصياع لتدخلات أعوان المراقبة المتمثلة في ضبط المتهربين من تسديد ثمن التذاكر و تغريمهم ب 100 دج عوض السعر الأصلي المحدد ب 40 دج . [ حيل و أكاذيب للركوب مجانا ] و يعتمد الكثير من مستعملي الترامواي بوهران على حيل لتفادي دفع سعر التذكرة وركوب الترام مجانا منها اقتناء التذكرة وعدم المصادقة عليها بتمريرها على الجهاز الخاص بذلك والمتواجد في كل عربة إلى حين رؤية أعوان المراقبة وهم يجولون وسط الركاب لمراقبة التذاكر فيهرولون الى الجهاز للمصادقة على تذاكرهم وإلا مغادرة الترام وانتظار آخر لا بوجود به المراقبين وبالتالي الحفاظ على التذكرة سليمة يمكن استعمالها عند الضرورة في رحلة أخرى. من الممارسات السلبية الأخرى التي يعتمدها هؤلاء الركاب متسببين بذلك في تعطيل أجهزة المصادقة على التذاكر التي يفترض أن تسهل عمل الأعوان وذلك عن طريق تمرير الزبائن لتذاكر بآلية وأخرى مستعملة عبر هذه الأجهزة. [ توقيف 14 فارا من العدالة و حجز مخدرات و أسلحة بيضاء ] لم تعد الجريمة بوهران تقتصر على حي أو منطقة سكنية بوسط المدينة أو ضواحيها أمام انتشار هذه الظاهرة وسط الفئة الشبانية في ظل تفاقم أزمة البطالة. كما لم تعد الجريمة بحد ذاتها تقتصر على الاعتداء والسرقة في المناطق التي تنعدم بها الحركة بهدف تجنب المجرمين لأي تدخل من قبل المارة أو إخطار مصالح الامن لإفشال مهمتهم والقبض عليهم حيث أن وجودهم تحت تأثير المخدرات بكل أنواعها يرفع عنهم حاجز الخوف من أي تدخل. ومنذ دخول الترامواي حيز الخدمة في الفاتح ماي 2013 وجد بعض من المنحرفين ضالتهم فيه حيث أضحى مرتعا لهم لاصطياد فرائسهم من زبائن الترام وانتشرت بذلك السرقات بالنشل بمحطات الترام ووصل الأمر إلى الاعتداء على الضحية في حالة إصرارها على مقاومة المجرم .ناهيك عن التصرفات و السلوكات اللامسؤولة للركاب داخل العربة . ولدحض المنحرفين وتأمين ركاب الترامواي خلال رحلاتهم أنشأت مديرية الأمن الولائي فرقة خاصة بهذه الوسيلة الهامة والأكثر استقطابا من مستعملي وسائل النقل الى جانب تخصيص شركة سيترام لعوني أمن في كل رحلة . ويبدو أن شرطة الترام تبذل جهودا كبيرة لتأمين الترام والسهر على راحت مستعمليه داخل العربة وخارجها عبر طول المسار المخصص لها ولمحطاتها المتوزعة على خط سيدي معروف- السانية فحسب الأرقام المستقاة من قبل الفرقة الأمنية ذاتها فإن أعوانها قاموا ب 41 تدخلا على مستوى عربات الترامواي وذلك بعد طلب المساعدة من قبل أعوان المراقبة أو المكلفين بالأمن بالترام ومكنت هذه التدخلات من فحص هوية 75 شخصا و توقيف 14 مجرما كان محل بحث من قبل العدالة في قضايا مختلفة الى جانب شخصين لحوزتهما كميات من المخدرات و 15 آخرا وجدت لديهم أسلحة بيضاء محظورة كما افشلت شرطة الترام محاولات سرقة بالخطف بمحطات الترام وتوقيف 4 لصوص وفض 39 مشاجرة على الطريق العام عرقلة مسار الترام . أما فيما يخص مخالفات عرقلة حركة مسار الترام حررت الفرقة الأمنية نفسها 2560 مخالفة وضعت 109 سيارة في المحشر وقام الاعوان بسحب 899 رخصة السياقة الى جانب التدخل بعد تسجيل 122 حادث مرور ماديا و 39 آخرا جسمانيا .