أكد البروفيسور دانيال كورني، في الندوة التكوينية التي نظمها صباح أمس بجامعة وهران، أنه يوجد فرق شاسع بين مفهومي الدعاية (البروباغندا) والصحافة، حيث وفي رده على سؤال أحد الحاضرين في الندوة، رد الخبير السويسري، بأن البروباغندا تعني في أبسط معانيها، تقديم معلومات مغلوطة أو غير موجود أصلا ، فالدعاية هي طريقة موجهة أحادية المنظور، الهدف منها تقديم مجموعة من الرسائل بهدف التأثير على آراء وسلوك أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مع العمل على تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين، لأجندات وبرامج سياسية، أما الصحافة وإن كانت أحيانا موجهة فهي تختلف تماما عن "البروباغندا"، إذ أنها تقوم أساسا على جمع وتحليل الأخبار، والتحقق من مصداقيّتها، وتقديمها للجمهور. وأضاف الإعلامي دانيال كورني، أن الصحافة غالبا ما تكون عبارة عن أخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية، أو المحلية، أو الثقافيّة، أو الرياضيّة، أو الاجتماعيّة، وغيرها. ولدى تطرقه إلى تقنيات الصحافة التي يجب على جميع الإعلاميين ابتاعها، شدد نفس المتحدث، أنه يجب معرفة المصدر الحقيقي للمعلومة، والبحث عن مصدر آخر قد يكون أكثر مصداقية وثراء من الأول، والتحقق والتأكد من المعلومة التي أحيانا يكون مصدرها حكوميا، أو حتى تابعا لجهات أخرى على غرار مؤسسات تعليمية، ثقافية، تربوية...إلخ، مشيرا في سياق آخر أنه طرأت حاليا تحولات جذرية في الممارسة الصحفية والتي يمكن تشفيها من خلال مفهومي الخسائر والأرباح، غير أن التغيير الكبير يأتي حصريا واستثنائيا من الجمهور، خصوصا بعد ظهور الأنترنت منتصف العشرية الأولى من القرن ال21، إذ يتفاعل المواطنون مباشرة مع المضامين الصحفية التي تبثها وسائل الإعلام بدون الاتصال بها أو الخضوع لرقبتها. وعن سؤال يتعلق بكيفية التمييز بين مصادر الخبر وهل يمكن الوثوق بها خصوصا تلك التي تأتي ويستعين بها الإعلامي من مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، قال الأستاذ المحاضر، إنه هناك طرق ومفاتيح تحدث عنها العديد من الخبراء لاسيما الأمريكان منهم، منها بالخصوص، تلك المواقع التي تنتهي مثلا ب"جوف" "Gov" بمعنى أنها معلومات مقدمة من قبل مواقع حكومية، أو تلك التي تنتهي ب"إيدو" "Edu" أي مصدرها جامعات أو مؤسسات تعليمية أو أخرى تنتهي بمفاتيح مغايرة منها غير تلك المذكورة آنفا، موضحا أن هذه المواقع قد تشكل مصدرا للإعلاميين إلا أنه يجب التأكد من المعلومة لدى مصادر أخرى مطلعة أو مقربة من تلك المصالح التي أوردت الخبر، مشيرا إلى قرار إقامة سلطة ضبط سمعية بصرية أو حتى مكتوبة في الجزائر، سيسمح لا محالة بتنظيم القطاع ومنعه من مختلف الانحرافات مما ينجم عنه تجسيد وتطبيق مفهوم أخلاقيات المهنة والعمل الصحفي في بلادنا.