يفَر" سيد أحمد بن مصطيفى "على غرار هواة الصيد بمختلف مستوياتهم المهنية و الاجتماعية من فوضى و ضغط الحياة اليومية نحو الصخور بشواطئ الجهة الشرقية من وهران طلبا للراحة و المتعة واصطياد ما جاد به اليمّ ، تلك الرغبة الشديدة في نفوس العديد من عشاق الصيد يتوزعون على طول الشواطئ الصخرية على غرار" كاب روسو" بكناستيل ، عين فرانين بين كريشتل بقديل و حاسي بن عقبة ، و كذا " مون راف" و "بلاج فرونسي" بكريشتل الى "جنان الكروم" و "الكاريار" بأرزيو ، حيث يرمي هؤلاء صناراتهم من أعلى الصخور نحو البحر ليترجموا هواية " الصبر و المتعة " كما تسمى عالميا . وفي هذا الصدد جمعتنا دردشة مع " سيد أحمد " القاطن بحي الشهيد محمود ، الذي كشف لنا بصدر رحب رغم ارتباطاته المهنية في أكثر من مجال أهمها الفن التشكيلي عن سر هذه الهواية وكيف أنه يحمل معداته من أكل و شرب و لوازم الصيد في أقرب فرصة تتاح له وقت فراغ ليتجه نحو البحر، حيث قال إن الولوج الى عالم البحر يجعل الشخص يطل على فضاء من أروع فضاءات الكون ،ويسعى من خلاله الصياد الهاوي إلى اكتشاف مكنونات البحر والاصطياد من أجل المتعة ، رغم أنَ ذلك لا يمنع من لجوء بعض الهواة إلى بيع الأسماك إذا ما كان الانتاج وفيرا على عكس الصياد المحترف الذي يطمح الى جلب الغلّة من أجل الاسترزاق . رحلة صيد بالشواطئ الصخرية تحدَث سيد أحمد عن الأصدقاء المرافقين له وكيف يتوجهون نحو الشواطئ الصخرية بعد اعداد برنامج مسبق حسب ما تقتضيه الضروريات من تأدية واجبات مهنية و ارتباطات تشغلهم عن البحر فيحملون حقائبهم من أجل قضاء أمسية تدوم نصف يوم و إذا ما سمحت لهم الفرصة فإنهم يتجهزون الى رحلة تدوم عدة أيام ، فيستمتعون بالصحبة عند الصباح و المساء في الصيد و يقضون الليل في التسامر و أكل ما جادت به صناراتهم من سمك مشوي على النار و ما جلبوه معهم من مأكولات و مشروبات و يختارون شواطئ الجهة الشرقية من وهران لملاءمتها لممارسة الهواية عكس الجهة غربية منها التي صارت ملجأ للترويح عن النفس بشكل صاخب فصارت رمزا للزهور، أما الاولى فهي عنوانا للهدوء و السكينة، يشير محدثنا الى أن هواة الصيد أمثاله يمارسون هوايتهم على مدار السنة صيفا و شتاءا إلاَ أنَه تظل تقلبات الطقس و ضيق الوقت الحائل الوحيد دون ذلك،مضيفا أنَ كمية الانتاج من الصيد تكون أكثر وفرة ربيعا ، و يظل الصيف بطول يومه و جوَه الملائم أكرم الفصول من باب الوقت بحيث يمكن لأي عامل أو موظف أن يتمَ مهامه وواجباته المهنية و يتفرَغ عند المساء لممارسة هوايته المفضَلة الى وقت متأخر من الليل ، كما يؤكد " سيد أحمد " أنَ للصيد معداته المختلفة من صنارات ذات بكرات و أخرى ذات قصبات و خيوط ، فالصنارات أنواع منها القديمة و الجديدة و للطعم المستعمل للصيد أنواع كما هو الحال بالنسبة لاختلاف أنواع الأسماك فالوالج الى عالم البحر و الصيد من باب الهواية أو الاحترافية ما يلبث أن يتعلَم من يوم الى آخر مفردات خاصة بالصيادين كما أنَه يكتشف من فترة الى أخرى من كنوز البحر ما يعجز اللسان البشري عن وصفه من جمال و سحر رباني لما يفرضه التأمل في هذا الركن من زوايا الكون من أصوات طيور وأمواج هادئة و هوجاء و نسمات منعشة، و هدوء يبعث في النفس ارتياحا و طمأنينة ، و أسماك و خيرات يمّ كبيرة بأشكال و الوان كثيرة ، كما يدفع عشق الصنارة بهاويها الى الفرار نحو البحر بين الصخور و على الشواطئ ليلتقي بأشباهه من المولعين بها فتربطهم علاقات صداقات جديدة . خيط " البالونغري" لاصطياد الأسماك و ذكر أيضا سيد أحمد أنَ بعض الصيادين المارين بالقرب عبر القوارب يساعدونهم بجرَ نوع من خيوط الصيد السميكة المسمى ب "بالونغري" و التي تثبت به خيوط أخرى سميكة تؤدي دور الشبكة لاصطياد اكبر عدد من الاسماك و يبقى خيط "البالونغري" بالبحر إلى يوم الغد الموالي أو أكثر على امتداد طول مابين 500 متر الى 3 آلاف متر ممتدا من نقطة تواجد الصياد على الشاطئ أو بين الصخور إلى عمق البحر، كما أفادنا أيضا بأنَ هناك صفحات خاصة بالصيد المحترف و أخرى خاصة بالصياد الهاوي عبر شبكات التواصل الاجتماعي الفايسبوك لعرض صور الصيد و تنال الصور النادرة أو المميزة أكبر عدد من اللايكات .