عادت هواية الصيد بالصنارة لتتصدر الهوايات المفضلة لملء أوقات الفراغ بالنسبة للعديد من سكان منطقة القالة الساحلية بولاية الطارف، وتحولت مواقع الصخور المتراصة بالساحل القالي إلى وجهة مفضلة لهواة الصيد بالصنارة، ليس فقط لجمع ما يجود به البحر من أنواع الأسماك، ولكن أيضا للراحة والترفيه والاسترخاء بهذه ألاماكن الهادئة والمنعشة طيلة أيام الحر. ويضرب هواة صيد الأسماك من كبار وصغار وخاصة الشباب لبعضهم البعض موعدا يوميا للالتقاء للصيد وقضاء أمسيات مريحة، يميزها الطرف وتبادل النكت وأخبار بعضهم البعض، وغالبا ما يميل الشباب طوال أمسيات الصيد إلى المزح ومضايقة الكبار كلما اصطادوا سمكة كبيرة، وخاصة منها الأنواع الصعبة الاصطياد ك '' قاروس البحر '' المتوسط والكبير الحجم ، كما يشجعون زملاءهم الأكبر منهم سنا بطريقتهم الخاصة وهم يرددون '' واصلوا جمع السمك الصغير أفضل لكم من أن تعودوا إلى بيوتكم وقففكم فارغة ''، ويرد الصيادون الكبار وهم كلهم خبرة ومعرفة بأمور الصيد بسرد حكاياتهم مع البحر بأسلوب ولهجة البحارة المتميزة، وهم يحكون تجاربهم المتعددة مع خفايا البحر ومفاجآته وغالبا ما تشد هذه الحكايات انتباه الصيادين الشباب أيما شد. أما أولئك الذين لم يسعفهم الحظ يوما في اصطياد ما يرغبون فيه فهم لا يترددون في التعبير عن غضبهم وخيبتهم وهم يضبطون شؤون صناراتهم قبل الرمي بها من جديد في البحر يحذو كل واحد منهم في ذلك الأمل في رؤية سمكة عالقة أخيرا في صنارته. وغالبا ما يعكس عتاد ومستلزمات الصيد بالصنارة الخبرة الطويلة لهؤلاء الصيادين لذلك يتردد عليهم هواة الصيد الصغار للاستفسار وتبادل المستلزمات حرصا على اصطياد أحسن وأكبر السمك حجما وأهمه نوعا. وكما عودهم البحر على الصبر والنفس الطويل فيكون رد هؤلاء الصيادين الكبار دائما إيجابيا على تلك الطلبات، وكثيرا ما يتحول البعض منهم إلى ممرنين في تقنيات الصيد بالصنارة، ناصحين هواة الصيد الشباب بالتحلي بالصبر، وهو مايعتبرونه أهم التمارين للتربية الروحية والفكرية . وللأطفال أيضا هواية الصيد بالصنارة لذلك فهم غالبا ما يتجمعوا بالمناطق الصخرية لشواطئ القالة للتمرن على صيد السمك الصغير وتبادل النكت المرفهة وكل هذه الأجواء يعرف أيضا فضاء ميناء القالة حيث يتجمع الصيادون كل أمسية لممارسة هوايتهم المفضلة، وهم يتمعنون بإعجاب في جبال رأس سقلاب التي تشكل الشريط الحدودي الطبيعي مع تونس التي تخفى وراءها الأخت التوأم للقالة '' طبرقة'' التونسية والتي يعرفها تقريبا غالبية الجزائريين .