لاشك أن القدماء ممن استوطنوا منطقة " جنين بورزق" معقل الثوار يتذكرون جيدا واحة " فوناسة " بمياه واديها و خضرة أشجارها و نخيلها و كذا شجر" البطم" الذي كان ينتشر بكثافةٍ فيها، و يتذكر ساكنو جنوب العين الصفراء العصر الذهبي الذي عاشته هذه الواحة التي كانت تجذب إليها السواح من كل حدب وصوب من أجل التمتع بجَمالها و رونقها ، وكذا من أجل التخييم على ضفاف واديها قصد الخروج من روتين المدينة ، وحسب الباحث " الأستاذ " ابراهيم مرين " فإن " فوناسة " ظلت عبر السنين والأزمنة منطقة عذراء في حضن جبلين ، ومحطة استراحة بين بلديتي "جنين بورزق" و" صفيصيفة " . استراتيجية الموقع وجمال التضاريس " فوناسة " مصطلح أمازيغي يعني تافونست و' فوينيسة " ويعني البقرة ، تختصر المسافة بين مدينة العين الصفراء وجنين بورزق من 85 كيلومتر إلى 40 كيلومتر، وهي منطقة عرفها الإنسان منذ مرحلة ما قبل التاريخ ، تجمع بين استراتيجية الموقع وجمال التضاريس والجغرافيا، حباها الله بجمال الطبيعة الساحر، والصخور المنقوشة والعيون المائية وأشجار النخيل ، يقترن فيها التاريخ بالطبيعة إنها ' فوناسة '، التي تحكي الرواية الشعبية أن إحدى عيونها التي ردمت بالصوف والتراب كانت مياهها تتدفق على مسافات طويلة ، وأن أحد مواطنيها من قبيلة 'المرينات' قتل أول مستوطن فرنسي بالمنطقة سنة 1865 بعدما حل من أجل الترصد والاستكشاف ، وتم التوغل نحو " جنين بورزق " والجنوب ، وقد سلكت ' فوناسة ' معبّرا للشيخ بوعمامة وجيشه نحو صفيصيفة وجبل بني سمير، ومعقلا للمجاهدين خلال ثورة التحرير لأنها تشد بيمينها جبل 'مير الجبال' الذي يحوي الصخور المنقوشة " الفيلة"وجبل مزين بكهوفه ومغاراته ورغم هذا الموقع والمآثر والأبعاد تبقى فوناسة واحة منسية و بعيدة عن مفكِّرة المسؤولين المعنيين وأهل السياحة فهي في حاجة ماسة إلى إعداد طبيعي و إنجاز مشروعٍ لتهيئة الواحة و كذا تفعيل مشاريع سياحية كإنشاء مطاعم و مقاهي و فضاء خاص للعب بالنسبة للأطفال من أجل إضفاء البعد الثقافي ، إنَّ إعادة الاعتبار لهذه الواحة بإنجاز هذه المشاريع سوف ينعكس إيجاباً على شباب المنطقة و ذلك بخلق ديناميكية توفر مناصب شغل لأبناء الجهة لا تركها تعاني الاهمال ، حيث اضحت عرضة للاعتداءات المتكررة من قبل بعض الزوار والذين يعمدون الى نزع أغصان الأشجار من اجل طهي الطعام والشواء وتركها بعد ذالك ترفل بالنفايات