تعتبر غابة مسيلة بوهران و احدة من أهم الفضاءات التي تستقطب العائلات الباحثة عن المتعة و الاسترخاء في أجواء هادئة بين أحضان الطبيعة الرائعة ، حيث يتوافد يوميا في فصل الصيف عشرات من المواطنين من وهران ومن خارجها فضلا على الرحلات المبرمجة من قبل الجمعيات الرياضية و الفرق الكشفية وغيرها من المواطنين الذين يفضلون التوجه إلى الغابة بدل الشاطئ. و في جولتنا بغابة مسيلة الشهيرة التقينا بعائلات قادمة من ولايات مجاورة كسيدي بلعباس و معسكر إلى جانب سكان وهران الذين يترددون باستمرار على هذه المساحة الخضراء نظرا لما تتميز به من جو منعش و لطيف وهدوء يسمح للزوار بالاسترخاء في رحلة صفاء ذهني لا تفوت فضلا على فرص المتعة التي قد لا تتوفر في فضاءات أخرى ، اقتربنا من بعض المتواجدين بالغابة ومنهم مجموعة من النسوة كن ملتفّات لتحضير الغداء ، حيث قالت إحداهن أنها اتفقت مع جاراتها و بعض قريباتها للخروج في نزهة إلى الغابة مع أطفالهن لقضاء يوم كامل بعيدا عن زحمة المدينة ، فاستأجرن حافلة صغيرة بعد أن جلبن معهن كل أنواع المأكولات و المشروبات الباردة ، و بالقرب منهن كانت هناك عائلة تقوم بالشواء على الجمر، و الأطفال يركضون هنا وهناك مستمتعين بروعة الطبيعة والمساحات الخضراء الشاسعة ، اقتربنا من رب العائلة الذي تكفل بمهمة الشواء واصفا لنا سعادته وارتياحه بهذا المكان السياحي الهادئ ، حيث قال إنه أفضل بكثير من فوضى الشواطئ ، كما أنه مكان جميل ومحترم للعائلات، و بالموازاة لفتت انتباهنا مجموعة من الشباب يلعبون لعبة الشطرنج تحت ظل شجرة وهم أصدقاء يجتمعون في الغابة كلما اشتد الحر، فيهربون إلى ظل الأشجار التي سمّوها " المكيف الطبيعي المفيد" على حد تعبيرهم . و هكذا عدنا أدراجنا ونحن متأكدين أن غابة مسيلة مكان سياحي ولا أروع ، خصوصا أنه طيلة أيام الصيف يستقطب المئات من العائلات التي لا تسمح ميزانيتها بالذهاب إلى أبعد من ذلك ، كما أنها قد لا تحصل في أماكن أخرى على ذلك الاسترخاء الذي تعيشه أمام لوحة من لوحات الإبداع الإلهي.